أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - الحي الميت















المزيد.....

الحي الميت


احمد عيسى نور

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 01:53
المحور: الادب والفن
    


الحي الميت
جاءت وكأنها العصفورة التي تحتاج الى صياد ليصطادها ويضعها بالقفص
عندما كان(محمد) يشرب قهوته في إحدى المقاهي ويدخن ألسيجاره وهو يطالع جريدته المفضلة وإذا به يرى أمامه فتاة جميلة العينين جذابة في جسمها تتغنج!!!
في مشيتها طويلة مغريه
تمر من أمامه وهي تنظر إليه نظرة الولهانة المتعطشة للرجل ووسامته وأناقته وقد تكرر هذا المشهد اكثر من مرة، فإذا به يقوم واقفاً ويطاردها ومن غير شعور فقد بدء يسير ورائها
انه يراها تدخل أحد المحلات فلم يستطع أن يدخل خلفها وذلك خوفاً من أن يراه احد ويعرفه
ويسأله ماذا تفعل هنا ،فأدارت وجهها إليّه وأشرت بيدها البيضاء الجميلة الناعمة المذهبة
بالخواتم والألماس ومن غير شعور دخل المحل غير مبالي بما سيحدث فقد أخذه جمالها وجسمها ونضراتها التي تدعوه إلى الدخول
منذ ليالي الأرق التي حاصرته وطوقته وحيدا شدَّ انتباهه ظل يتسلل كل ليلة ..لمحه وهو يراقب اللاشيء واللامكان عبر جلسته المشرعة نحو عوالم التأمل والتبتل في محراب الأشياء والأصوات السابحة.. ظل طيف يلبس الجمال ويتماهى يخترق الصمت عبر التنهدات..بادئ الأمر حسبه أضغاث أحلام ولكن بعد تكرار الأمر تجلى له أن ذاك الظل العاشق يبدو حقيقة.
قالت له بكل أدب لو سمحت ممكن الرقم ، فأعطاه
لها شفهياً وهي تسجله في الجوال الذي ظهر لنا في هذا العصر .وبعدها بساعات وهو يفكر بها وماذا سوف تفعل برقمه وماذا سيفعل هو
وبينما كان على هذه الحال وفي آخر الليل هاتفته وبدأ الكلام الجميل والإعجاب من كلا الطرفين وكأنها تعرفه منذ سنين
قالت له أنها مطلقة وسيدة أعمال وتملك أموالاً وتبلغ من العمر (28 ) عاماً،
ولكنه رآها فتاة بعمر الـ ( 18) ربيعاً
...وضلت تتغزل به وكأنها تعشقه وهو لا يعرف ماذا يقول إلا كلمات بسيطة مثل نعم ,وأنا أيضاً، إلا انه استجمع كلماته
وقال ،انه يسبح ببحر عينيها بشهوة، يتلفت يمينا ويسارا، تباهيا أو خوفا هو بنفسه لا يدري، قال لها، بصوت يكاد يكون وشوشة، أنه
زار أماكن لهو كثيرة وأماكن عرض أزياء، وحضر مسابقات لملكات جمال، وشاهد العديد من الأفلام فلم ير جمالا كجمالها ووجها أحلى من وجهها،
وقال لها أنه على استعداد للزواج منها عند أقرب مأذون، وفي الحال، لأنه ضاق بحياة العزوبية، ولم يعد يحتمل الوحدة والليل الجاف والفراش البارد،
قالت له أنها في الوقت الحاضر لا تفكر في الزواج لأنه ممل، وهي تكره الحياة المملّة، وتفضل أن تبقى كالعصفور حرّة، خارج القفص، تتنقل من شجرة إلى أخرى
ومن شباك إلى شباك، أعجبته فكرة العصفور الحر، وتمنى أن تكون له أجنحة، يطير بها ويتنقل ، ينظر إلى الناس ، وهم
يمشون أو يجلسون على الأرض، ثم ينتقل بين الحدائق العامة ليرى العشاق على ضوء القمر وهم يتهامسون، يقترب منهم ليسمع ماذا يقولون، وانسجم مع الفكرة، وغاص في أبعادها بصمت ثقيل وهي تتأمل معه
وبعد كل هذا الكلام بدءا بتحديد المقابلات وتقابلا كبداية
في المطاعم ثم المقاهي والحدائق ، كان في كل مقابلة يريد ان يقبلها فلا يستطيع
ولا حتى أن يقبل يديها فزاد تمسكه بها أكثر ، لأنه قال في نفسه أنها لم تتعرف على
أحد غيري من قبل ولا تريد أن تتعرف على أحد غيري لأنني
في نظرها الشاب الوسيم وهذا صحيح فهو على قدر من الجمال .
وفي ذات يوم هاتفته وقالت له أريدك في أمر مهم ، فقال لها أنا تحت أمرك يا حياتي ، فقالت له أريد أن أقابلك في المطعم (+++++) بعد ساعة
فقال أنا قادم على نار ياحبيبتي ... وقابلها في المطعم ودار
الحديث بينهما فقال لها ماذا تريدين مني يا حياتي أن أفعل لك ؟؟ وإذا بها
تخرج تذكرة سفر بالدرجة الأولى بأسمه الى دولة (ق)وكذلك
إقامة لمدة ثلاثة أيام في فندق خمس نجوم و شيك
مصدق بأسمه بمبلغ(10000) دولار، فقالت له أريدك
أن تذهب إلى دولة(ق)بعد غد كما هو محجوز في التذكرة الى ذلك الفندق
إلى شخص يدعى ( ر ) وهذا رقم هاتفه (؟!؟!؟!) حتى يذهب بك
إلى الشركة الفلانية وتوقع نيابة عني معه على كمية من الملابس والأزياء والحلي
العالمية القادمة من باريس ، وهذه ورقة توكيل مني بذلك ، وأرجو منك
الذهاب فقال لها حاضر يا حياتي .
أخذ إجازة من العمل وسافر في نفس الموعد
وبعد أن وصل هناك عصراً وأخذ قسطاً من الراحة وفي تمام الساعة السادسة مساءاً أخذ هاتفه الجوال وطلب ذلك الرقم **********فكان صوتها هي
! أنها صاحبتي
فقال لها أنتِ!؟ قالت نعم بشحمها ولحمها
هل تفاجأت يا حبيبي ؟؟ فقال نعم فقالت له أنا أتيت لأشرح لك الأمر أكثر
ثم قالت له تعال يا حبيبي إلى الجناح رقم ( ؟!؟!؟! ) فذهب فوراً
ودخل عليها الجناح في نفس الفندق وقد وجدها قد لبست الملابس الشفافة
الخليعة الفاتنة حتى ان كل من رآها وهي بذلك الزي لا يستطيع أن يتمالك نفسه !!!!
ونسي نفسه وحصل المحظور .... وهكذا الجلسة أصبحت أجمل فمدّد إجازته إلى عشرون يوم ومكث هناك كل المدة معها ، وبعد أن عادا وهما يتغازلان
على طائرة واحدة وفي الدرجة الأولى المقعد بجانب المقعد وهما في الجو.
أستمر معها على هذا الحال لمدة طويلة! يذهب لها للجماع في بيتها الفاخر وهي كذلك تأتي في شقته المتواضعة ، ولاتهمها شقته التي لا تليق بل لإشباع رغبتها الجنسية ليس إلا!!
في ذات يوم كان هو وأخيه يمشي بالسيارة وهما يتكلمان عنها وكيف علاقته بها وكيف إنها تحبه كثيراً ووفية له وأخوه يقول له لو كانت تحبك لما سلمتكَ نفسها
وأثناء هذا الحديث حصل لهما حادث مروري ، أصيب أخوه بنزيف حاد وهو لم يصب بأي أذى وإنما كدمات خفيفة ، فتجمهرت الناس عليهما وتم إسعافهما إلى احد المستشفيات
القريبة من الحادث فأدخل أخوه غرفة العمليات
فوراً وأجريت له عملية في الدماغ وطلب منه الطبيب ان يتبرع لأخيه من دمه لأن فصيلته قد تطابق فصيلة أخيه فقال أنا جاهز وسار إلى غرفة التبرع بالدم وبعد..
أن أخذ منه عينة بسيطة وفحصها من الأمراض المعدية وقد كان(محمد) واثقا من نفسه
وبعد نتيجة الفحص أتى الطبيب ووجهه حزيناً فقال له ماذا أصاب أخي يا طبيب ؟؟
قل لي أرجوك ؟؟ قال يا بني أريدك أن تكون إنساناً مؤمناً بقضاء الله وقدره ،
فنزل من السرير واقفاً وصرخ قائلاً هل مات أخي ؟؟. هل مات أخي ؟؟..
قال الطبيب لا .. فقال ماذا إذاً ؟ فقال له الطبيب أن دمك ملوث بمرض الإيدز ال
فنزل كلامه عليّه كالصاعقة ليت الأرض انشقت وابتلعته ..
..ولم يقل له هذا الكلام ، وإذا به يسقط على الأرض مغشياً عليه ،
وبعد أن أفاق من هول الصدمة وجسمه يرتعش وهل حقاً أنه مصاباً
بهذا الداء القاتل يا الله يا الله ومنذ متى وهو بهذه الحالة ؟؟
وقال له الطبيب أنت غير مصاب ولكنك حامل للمرض فقط وسوف يستمر معك
إلى مدى الحياة والله المستعان .
بعد يومين من الحادث توفي أخوه رحمة الله عليه فحزن عليه حزناً شديداً
لأنه ليس مجرد أخ فقط ولكن كان دائماً ينصحه بالابتعاد عن تلك الفتاة
. صاحبته وهو قد صارحه بقصته معها من قبل ..
بعد موت أخيه بعشرة أيام إذا بصاحبته تهاتفه و تقول له أين أنت يا حبيبي ؟
طالت المدة فقال بغضب شديد :ماذا تريدين ؟ قالت له ماذا بك ؟ فقال مات
أخي بحادث وأنا حزين عليه ، فقالت الحي أبقى من الميت ولم تقل رحمة
الله عليه .. لقسوة قلبها ، وأضافت عموماً متى أراك فقال أليس لديكِ شعور أقول لكِ مات أخي وتقولين متى أراك وعلى كل حال لن أراك بعد اليوم ، فقالت لماذا ؟
فقال لها بصراحة أنا أحبك ولا أريد أن أضرك بشيء
قالت له ما بك ؟؟
أنا حامل مرض الإيدز فقالت كيف عرفت ذلك ؟؟ فقال عندما أصبنا
بالحادث أنا وأخي رحمة الله عليه ( وروى لها القصة كاملة ) .. فقالت
له هل أتيت فتاة غيري ؟ قال لها لا .. وأنا صادق ثم قالت هل نقل إليك
دم في حياتك ؟ فقال لها أيضاً لا فضحكت وقالت إذاً قد تحقق مناي قال لها غاضباً
ما قصدك ؟؟ فقالت اريد أن أنتقم من جميع الشباب الذين
كانوا السبب في نقل المرض لي وسيرون ذلك وأنت أولهم والبقية من أمثالك
في الطريق !!! وبعدها بصقت في وجهه وأغلقت السماعة . فقال حسبنا الله
ونعم الوكيل عليك يا صاحبة الإيدز ، وكلمات أخرى واليوم بلغ من العمر (++++ ) عاماً ولم يتزوج بعد وقد أصيب
بهذا المرض وهو في مقتبل العمر وكان لحظتها مقدم على الزواج
ولكنه ترك خطيبته خوفاً عليها وإلى هذا اليوم ووالدته وإخوته يطالبونه بالزواج
ولكنه يرفض ذلك لأنه حامل للمرض اللعين(***)(***) وهم لا يدرون ولا يريد أن ينقله إلى شريكة حياته وأطفاله.. حتى زملائه في العمل يكررون علّيه دائماً بأن يتزوج وهو اليوم متعب نفسياً والكوابيس المزعجة تأتيه في كل لحضه
من التفكير في هذا المرض اللعين انه مرض لا يعلمه إلا الله
******************************
انتهى
اخوكم
احمد عيسى نور



#احمد_عيسى_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتِ الحبيبة
- لا تنازُل
- التعاون قصة للاطفال والكبار
- ياليتنا مثل النمل
- العيد
- الشيطان قصة واقعية
- الخائن
- لماذا يا حبيبي


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - الحي الميت