|
لماذا لا يجري التبادل بالمثل؟؟؟!!!
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 13:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا لا يجري التبادل بالمثل؟؟؟!!!... يجري حاليا بدولة السويد استفتاء رسمي حول السماح لمآذن الجوامع الإسلامية الموجودة فيها, لوضع مكبرات صوت, للنداء على الصلاة (الأذان).. بنعم أم لا.. بمقابل تفاقم وتفجر وتكاثر تظاهرات اليمين المتطرف الذي بدأ يتنظم ويقوى ويشارك بالسلطة.. لأسباب تكاثر الهجرات العربية والإسلامية, للبلاد الاسكندنافية.. وتفاقم المظاهر العنصرية المقابلة للتظاهرات الانطوائية لهذه الجاليات التي تكاثرت بالعشرين سنة الأخيرة.. لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو سياسية.. وتردد هذه الجاليات بالاندماج بهذه المجتمعات الحضارية التي فتحت لها جميع أبوابها وصدورها وإمكانياتها العلمية والحضارية.. مما أدى كما ذكرت إلى تراجع اليسار من صدارة سلطاتها.. وتقدم أحزاب اليمين وأقصى اليمين.. بالبلاد الاسكندنافية التي حكمتها الأحزاب اليسارية المعتدلة المفتوحة على الآخر من أية جنسية أو عرق آخر.. منذ أكثر من مائة عام... لو كنت مواطنا سويديا, لطالبت أن يصاغ السؤال على الشكل التالي : سوق نسمح للمآذن بالدعوة للصلاة فيها.. إن سمحت المملكة السعودية ببناء كنائس فيها.. وحيث يوجد مئات آلاف المسيحيين الغرباء العاملين فيها... لو يسمح الماريشال السيسي ببناء ما يرغب أقباط مصر (وهم سكانها الأصليون) من كنائس.. وترميم ما يحتاج القديم منها إلى إصلاحات وترميم... مع العلم أن ترميم مرحاض من أية كنيسة قديمة بأية قرية مصرية.. يحتاج إلى فرمان من القصر الجمهوري المصري وفتوى من مجلس الأزهر.. واللذين يمكن أن يصلا بالرفض غالبا بعد انتظار خمسة سنوات... ولكن العلمانية التي تسود بالبلدان الاسكندنافية والأوروبية عامة.. والتي تخشى "التحسس" من هذه المعادلات.. والتي تفتح أبواب ونوافذ قوانينها لجميع الديانات المختلفة.. لا يمكن أن تقوم أو تتورط بهذا النوع من النقاش.. مع بلاد عربية أو إسلامية تعتبر حرية اختيار الدين أو تغييره كفرا وزندقة... ولا تسمح لأي كان من ممارسة غير دين الإسلام علنا... كما تمنع ـ مثل المملكة الوهابية ـ حتى أبسط الأعياد للديانات الأخرى على أراضيها.. رغم وجود مئات الآلاف من العمالة الأجنبية على أراضيها.. والذين يمنعون قانونيا ممارسة طقوسهم....... لذلك فأنا أعرض هذه الفكرة على السلطات الجديدة السويدية, والتي تقوم حاليا بهذا الاستفتاء.. بواسطة وسائل إعلامها المحلية.. علها تستطيع أخذ هذه البادرة لمناقشتها, مع من تتبادل معهم من الحكومات الإسلامية والتي تمنع من سنوات طويلة بناء أية كنيسة أو دير أو حتى بيت تقام بـه صلاة غير إسلامية.. من باب احترام اعتناق أية ديانة تحميها قوانين الأمم المتحدة احتراما للحريات الإنسانية العامة... وهذا يحتاج ــ باعتقادي ــ إلى شجاعة ووضوح سياسي.. لم تمارسه أي من البلدان الأوروبية أو الغربية التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية.. والتي باسم هذه الديمقراطية نفسها.. تفتح أبوابها وقوانينها وتغير مفاتيحها لاستقبال ملايين وملايين اللاجئين والنازحين والهاربين من بلدانهم لأسباب عديدة مختلفة... رغم أنهم لا يقبلون التأقلم مع أعرافها وعاداتها وقوانينها... هذه الفكرة "الإنسانية" قد تفتح باب نقاش فولتيري ديمقراطي.. لأول مرة بتاريخ الديانات والإنسانية.. بين أقوام لم تستطع بأي يوم من التاريخ الوصول إلى تفاهم عقائدي أو فلسفي معقول حضاري بين بعضها البعض... لماذا لا تحاول السويد.. هذا البلد الحضاري المتطور جدا بالحريات العامة.. فتح هذا الطريق الطويل مع رائدة الإسلام المملكة العربية السعودية..... من يدري؟.... من يدري... ونظرا لمحاولات التغيير والتطوير الذي يوعد بها الرجل القوي بهذه المملكة وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان... من يدري؟؟؟... من يـــدري؟؟؟... قد يستغرب عديد من قرائي, من تعليقي على هذا الاستفتاء السويدي عن المآذن اليوم في السويد.. وأنا العلماني الراديكالي الكامل.. فجوابي لهم أن علمانيتي الراديكالية لا تعني أنني أتعامى عما يجري بالجاليات المستوردة في البلدان الأوروبية.. أو عما ما يجري للمواطنين أو بعض ما يسمى الأقليات والمظلومين والمحرومين من أبسط الحقوق ببعض البلدان الإسلامية.. انطلاقا من دفاعي عن الإنسان وحرياته الطبيعية أينما كان.... وما أتحدث عنه وأطالب بـه وقائع طبيعية.. ما زالت تحدث وتخنق كل يوم.. لذلك أرى من واجبي أن أتكلم عمن لا لسان ولا دفاع ولا صوت لهم... ولا لغاية أي تعصب عنصري أو طائفي... وأن كتاباتي لا تنطلق سوى من مبدأ العلمانية الواضحة الصحيحة.. وضروريات الحريات العامة الإنسانية... ************* عــلــى الـــهـــامـــش : ــ الإعلام الغربي.. والتعادل بين الأطراف... الإعلام الغربي من أسبوعين, لا يحدثنا سوى عن الغوطة وضحايا الغوطة وأطفال الغوطة وجياع الغوطة وأطفال الغوطة.. نافخا أعداد الضحايا والحقائق المصيرية الأليمة وأسبابها... ناسيا كليا.. نعم كليا ما يقع بالعاصمة السورية من تفجيرات إرهابية وقنابل وصواريخ.. تمنع كل تنقل أو حركة... بالإضافة إلى عشرات الضحايا يوميا.. عشوائيا.. ومن المدنيين... حتى حاصر الدمشقيون بيوتهم.. تاركين وظائفهم وأعمالهم وحاجاتهم.. مع انقطاعات طويلة بالماء والكهرباء.. بالإضافة إلى اتهامات عشوائية ـ من غير أية ثبوتيات ـ ضد السلطات السورية والجيش النظامي والطيران السوري باستعمال الكلور ضد سكان مناطق الغوطة.. حسب منظمات حقوق إنسانية (معارضة) موجودة في لندن... لديها مناظير مربوطة بالأقمار الصناعية ما بين الغوطة ولندن... علما أن نائب رئيس المنظمة الدولية لمحاربة المواد الممنوعة أكد أكثر من مرة للإعلام.. ألا معلومات لديه تثبت أن السلطات والجيش النظامي السوري يستعمل أيا من المواد الكيميائية الممنوعة لا بغوطة دمشق ولا بغيرها من المناطق السورية... وأن لديه شكوكا ومعلومات بوجود مخزنات من هذه المواد لدى مقاتلي جبهة النصرة... ومع هذا تتوارد التنبيهات والتهديدات من مسؤولين أوروبيين وأمريكان ضد السلطات السورية.. لتغيير الأنظار باتجاه السلطات السورية... حيث غالب المقاتلين الإسلامويين يخسرون بدأوا يخسرون المعركة بالغوطة وعفرين.. وحوالي مناطق إدلب... مما يدفعني للتأكد من أن هذه القوى التي تــآمـرت على تحريك هذه الحرب الآثمة ضد سوريا وشعبها ووحدتها.. تأمل إطالة هذه الحرب على الأرض السورية.. عسكريا وإعلاميا وأمميا.. إلى أبعد فترة زمنية ممكنة.. لغاية تفجير هذا البلد وتفتيته... حماية لمصالحهم ومآربهم وغاياتهم التي خططوها منذ عشرات السنين... لإتمام مشروع "كيسنجر" لتغيير خارطة المشرق... والإعلام الغربي ــ مع الأســف ــ ما زال خلال هذه الحرب الآثمة ضد سوريا... ســلاح دمــار شـــامـل!!!... بـــالانـــتـــظـــار... غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تركيا؟...أم امبراطورية عثمانية أردوغانية؟؟؟... وهامش واسع...
-
عودة ضرورية إلى سوريا...
-
وعن الصداقة.. والحب.. بعيد الحب... بعد أسطورة فالنتان Saint
...
-
منال ابتسام...أو Mennel Ibtissem... صوت؟.. أو ظاهرة؟؟؟...
-
خواطر سياسية أخيرة...أو رد على تساؤل صديق...
-
ماذا يحدث في لبنان؟؟؟!!!... وهامش عادي.. وهام جدا.. هنا...
-
خيار وفقوس.. فرنسي!!!...
-
أمريكا وورقتها...
-
Paul Bocuse وأبو علي الفوال...
-
روبويات Robots ... أو نظرة للمستقبل...
-
وعن اللاجئين.. أيضا.. وأيضا...
-
مستر ترامب... وسنة 2018
-
أليوم.. القدس.. وغير القدس.. بوادي الطرشان...
-
نعم... قليلا من الفولتيرية... معايدة...
-
الفقر... بأغنى دولة بالعالم...
-
مساطر أمريكية... وأخرى منسوخة عنها!!!...
-
الطعنة.. والخيانة القاتلة...
-
الإنسان الكلينكس...
-
محارم كلينكس...
-
عودة العبودية وأسواق النخاسة بالمعبر الليبي...
المزيد.....
-
مصادر لـCNN: حملة ترامب تطلب طائرات عسكرية للتأمين.. وبايدن
...
-
-حزب الله- يطلب من الإسرائيليين إخلاء مناطق في شمال إسرائيل
...
-
في أقل من 24 ساعة.. -حزب الله- ينفذ 24 عملية نوعية ضد إسرائي
...
-
الأمير محمد بن سلمان يتلقى اتصالا هاتفيا من ماكرون
-
الخارجية الإيرانية: على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات ضد -ش
...
-
إعلام أوكراني : دوي انفجارات في كريفوي روغ وسط عويل صفارات ا
...
-
بزشكيان وبوتين يتفقان على تسريع تنفيذ مشاريع النفط والغاز ال
...
-
عاصفة رعدية وأمطار غزيرة في مكة (فيديو)
-
مزارعون يرمون النفايات أمام مبنى بلدية فرنسية مع عودة الاحتج
...
-
روسيا وإيران.. نحو شراكة تفاقم قلق الغرب
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|