روبويات Robots ... أو نظرة للمستقبل...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5761 - 2018 / 1 / 18 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

روبــويــات Robots...
أو نـظرة لـلـمـسـتـقـبـل...
قرأت بجريدة أمريكية, عبر نسختها الباريسية التي تنشر بالفرنسية.. كما لحقتها قناة التلفزيون الفرنسية الثانية ببرنامج إعلامي عن انتشار الروبويات بالصناعة العالمية.. بدلا عن اليد العاملة الإنسانية.. وما سوف تسببه من انتشار صواعق البطالة بالعالم... وأن الدولة الأولى بالعالم بانتشار الروبويات سوف تكون الصين.. نعم الصين.. قبل نهاية 2020... حتى بالسياحة الداخلية والعالمية.. وأن عديدا من الأديرة البوذية التي يزورها سنويا ملايين السواح.. تزود بروبويات تحمل أشكالا بشرية مصغرة لاستقبال الزائرين.. وحتى الراغبين بطرح اسئلة شخصية دينية.. لقاء عمولة طبعا.. ولا بأي شــك... نظرا للنظرية الصينية الجديدة لجميع المواطنين : "على السعي للانتاج والربح الأكيد بجميع الوسائل!!!..." حتى الرهبان البوذيين بالسنوات القادمة سوف يلمسون أكثر وأكثر مبادئ بوذا الحقيقية بالعيش الفقير.. كما عاش هو شخصيا بعيدا عن الترف والملذات... ما عدا رؤساء أديرتهم الممولين المترفين.. طبعا....
كم أتمنى لو يوجد هذا الحل الروبوتي المضمون.. لاستبدال جميع مسؤولينا العرب والمسلمين.. بكل البلدان العربية (قــشــة لــفــة) وبدون أي استثناء من حكام وملوك وأمراء ومشايخ وملالي وفقهاء ووكلاء الله على أراضينا المتعبة المتفجرة المهترئة التعيسة... دون نسيان الإعلاميين الموظفين وأصحاب المسلسلات التلفزيونية التافهة المعتادة بجميع البرامج العربية والتركية.. بروبويات تفوق الذكاء وكل خداع إنساني... لتدير إصلاح بلداننا العربية والإسلامية.. لتنقيتها من الفساد وأفكار الانتقام والاعتداء ودهس شعوبهم بالبوط والكرباج والتجويع والتشريد... روبوت Robot مضمون الصنع ببلد لا تمد إليه الديانات السياسية العتيقة أي أبسط إصبع... مبرمج أبديا بلا كذب ولا دجل ولا نفاق ولا غاية أنانية... يعمل لرفاه مجموع الشعب من أطفال ونساء ورجال.. يوزع الرفاه والصحة والسعادة للجميع حسب رغباتهم وحاجاتهم... يبني المدارس والجامعات.. كل يوم.. كل يوم.. لشعب يفهم الحضارة ورفاه وسعادة الإنسان.. موزعا ضرورات الانتاج على جميع الأيادي العاملة.. بعدالة لا شــك فيها.. أبدية روبوتية إنــســانــيــة!!!...
لماذا لا نخلق روبويات بدلا من بابا الفاتيكان ومئات الكرادلة المحيطين بــه... لماذا لا نخلق روبويات ذكية بدلا من شيوخ الأزهر.. وملالي النجف.. كما يفعل البوذيون الصينيون... كم نوفر من فتاوى سلبية ضد الإنسانية.. ولإنقاذ آلاف الأبرياء من براثنها الظالمة الغادرة.. ولماذا لا نعمم هذه الروبويات على المحاكم؟.. مجالس النواب؟.. مجالس الشيوخ؟.. الوزارات؟... نعم الوزارات...وبعدها رئاسات الدول.. الطاغية خاصة...
تبقى مشكلة الرقابة... رقابة الروبويات... ومهندسيها؟؟؟!!!... وهنا عقدة بوخارين نبي الأناركية.. إذ أنه ذكرنا ونبهنا وأنذرنا مؤكدا : " بأن السلطة تفسد Le Pouvoir corrompt "!!!..........
بالفعل مشكلة.. مشكلة عــويــصــة...جـدا.. جـــدا........
عل أحفادنا.. وأحفاد أحفادنا.. هــنــا و هــنــاك.. يجدون حلا لهذه المشكلة.. و يأملون يوما باكتشاف العدالة الإنسانية ودروب السعادة الإنسانية الكاملة الحقيقية...........
*********
ــ مــقــارنــة ولا أية مـــقـــارنـــة
تقدمت نقابة IG Metal الألمانية... وهي من أقوى النقابات العمالية الألمانية ما بعد الحرب العالمية الثانية بمنتصف القرن الماضي حتى اليوم.. باقتراح إلى السلطات الألمانية وأتحاد أرباب العمل.. باقتراح تخفيض ساعات العمل بالأسبوع الواحد إلى ثمانية وعشرين ساعة.. نظرا إلى انتشار الروبويات والذكاء الاصطناعي بالمصانع والمؤسسات التجارية والمصرفية والأنترنيت بألمانيا... دون أي نقص بالأجور.. ومن المنتظر من السلطات الألمانية الجديدة الموافقة على مقترحات هذه النقابة.. نظرا لقوة إمكانياتها بــشــل الحركة الانتاجية بألمانيا وقدرتها وانتشارها العالمي...بإعلان إضـراب واسع شامل.. بكل وسائل الانتاج بألمانيا...
لا تحاولوا مقارنة إمكانية وقوة IG Metal الألمانية... مع أية نقابة أخرى بالعالم العربي... وعلاقاتها من تحت الطاولة وفوق الطاولة مع السلطات المحلية... اية مقارنة.. مــســتــحــيــلــة!!!...
سدوا الجور... نظفوا الأقذار... ولملموا كل ما فجرتم ووسختم.. قبل أية محاولة بداية مقارنة........وبعدها.. وبعدها.. نحاول جديا أية محاولة إصلاح.. أومقارنة......
بــالانــتــظــار... وحتى نلتقي... تحية فولتيرية مهذبة.
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل