غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5701 - 2017 / 11 / 17 - 18:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"انصر أخاك.. ظالما.. أو مظلوما"
(حديث عن نبي المسلمين محمد بن عبدالله)
أنا لم أتفق على الإطلاق خلال العشرين سنة الماضية, مع المحاضر الإسلامي طارق رمضان.. ولا مع آرائه السياسية وتفسيراته الضبابية.. ومحاضراته المختلفة.. ولا لهجاته الفوقية كسيد الفاهمين تجاه أي من معارضيه بجميع مقابلاته... ولكنني لا أقبل أن " يحرق ويعدم " قبل أن توضح العدالة الفرنسية والعدالة السويسرية, جميع اتهامات "الاغتصاب " التي وجهتها لـه نساء مسلمات, واحدة تلو الأخرى, وبوضوح "إعلامي" واسع.. هذه الأيام الأخيرة... لأنني علماني راديكالي.. وغير ملتزم ولا مرتبط فكريا أو فلسفيا بــأي ديــن... وخــاصة لأنني فــولـتـيري.. بحماية الفكر والتعبير... وأن كل إنسان بــريء... حتى تثبت محكمة عادلة أنه مدان... بعد أن تؤمن لـه كل وسائل الدفاع عن براءته...
كما لا أقبل أن تنظم جمعيات إسلامية, جدارات باطونية لحمايته.. لأنه طارق رمضان.. المبشر الإسلامي (المشهور).. من خلال مبدأ :
" انصر أخاك (المسلم) ظالما.. أو مظلوما!!!...)
وأكرر أن تترك للعدالة الفرنسية والسويسرية, توضيح صحة هذه الاتهامات الموجهة إليه... والسيد رمضان لديه جميع الإمكانيات المادية والقانونية للدفاع عن نفسه, ضد هذه التهم الموجهة له. بالإضافة أن بإمكانه اللجوء إلى أشهر المحامين العالميين القادرين على " تبييض " والمرافعة ضد أخطر الجرائم التي "تتعربش" بها كبرى وسائل الإعلام الأوروبية...
ومن الملاحظ أن فضائح طارق رمضان قد تفجرت دفعة واحدة, بفرنسا خاصة, خلال فترة أن السلطات المحلية تتنازعها موجات ضد قوانين ومشاريع قوانين غير مرغوبة لدى غالب المواطنين.. والسلطات بحاجة ماسة لتمرير هذه القوانين.. لغايات مالية اضطرارية... وكالعادة هي بحاجة عاجلة ماسة.. لتلهية المواطن العادي البسيط... وهنا انطلقت ما يسمى " فضائح طـارق رمــضــان " المبشر الإسلامي السويسري الجنسية... والتي لم تصل إلى نتائج كاملة.. بالأوساط الإسلامية.. والتي تمنع القوانين والسلطات نشر أعدادها وإحصائياتها.. وما من أحد يعرف كاملا وحقيقة عدد المسلمين بفرنسا.. ولا عدد المتطرفين منهم.. ولا عدد الغير متطرفين أو (المعتدلين) والذي يشغل بال المواطن البسيط العادي الفرنسي.. تكاثر العمليات الإرهابية الإسلامية, والذي يشاهد أعداد تكاثر أعداد النساء المحجبات والمنقبات بالشوارع الفرنسية.. بتظاهرات واسعة.. رغم القانون الذي يعارض هذا اللباس السعودي.. والذي لا ينفذ على الإطلاق.. مــراعــاة لنظرية "حفظ السلام مع المسلمين"... لأنهم نــاخــبــون.. وأصواتهم عديدة... وعدد المصلين المسلمين بالشوارع الذين يغلقون السير بالمدن الرئيسية الفرنسية وزنانيرها... بالتبشيرات العدائية بالجوامع السلفية المتكاثرة الممولة من المملكة الوهابية (صديقة غالب السلطات التي حكمت فرنسا خلال الأربعين سنة الفائتة) وأمارة قطر (والتي مولت كرسي العلوم الإسلامي للمحاضر طارق رمضان).. كما شاركت بتمويل غالب المعارضات والمحاربين المختلفي الجنسيات الذين شاركوا بجميع عمليات القتل والتفجير وتهجير الأهالي بكل من سوريا والعراق...
اتهامات وأحداث كل الشهر الماضي.. وفضائح وتصريحات.. هــنــاك بالبلدان العربية.. وفي سوريا ولبنان خاصة.. وهنا بفرنسا والبلدان الأوروبية وإسرائيل.. تحمل رائحة البترول والغاز.. وتراجع داعش.. وما يحدث بفلسطين.. يحتاج إلى ضباب كثيف.. حتى ننظر بغير اتجاه.. وحتى لا نفهم ما يحدث.....
أنا لا أقول ولن أقول أنها مؤامرات مافياوية عالمية... لا أملك ثبوتيات وجودها.. إعلاميا وقانونيا... ولكن هناك روائح بشعة.. تتفجر دوما مع أحداث غير معقولة.. إجرامية.. ذات روائح بغيضة.. لا يتحملها الأنف العادي... ولكن يجب ألا تعمي أعيننا.. ولا تجمد فكرنا.. وأن ننظر إليها من بعيد.. وألا نغرق بغبائها ووحلها... وألا نصرخ مع الهائجين الموظفين المتحترفين.. والذين يطالبون بحرق البشر من غير محاكمة عادلة... وخاصة أنه بأيامنا هذه أن القضاة الأحرار والغير مرتبطين والغير ملتزمين, سوى بالقانون.. ولا شيء غير القانون)... قــلــة!!!.....
ومما لا شك فيه.. أن ما يتفجر الآن... ورغم علامات الانطواء وتكوين جزر إسلامية مغلقة على بعضها.. بجميع البلدان الأوروبية.. تشكلت خلال ستين سنة من الهجرات.. وحاجات هذه الدول إلى يد عاملة رخيصة.. تركت لدول عربية وإسلامية إدارة توجيه تعصباتها الدينية ومنعها من الاندماج بالمجتمع الغربي وعاداته وتقاليده.. والاعتصام بالشريعة الإسلامية.. بدلا من الالتزام بالقوانين والشرائع التحريرية الأوروبية.. والتطور مع الحضارة والحريات الإنسانية ومساواة المرأة بالرجل.. وحمايتها من التعدي على حريتها وامتلاكها لفكرها وجسدها...مما أدى إلى صمت غالب التنظيمات والجمعيات الإسلامية.. وأكثر إقامة طاقات تسوير وحماية حول طارق رمضان.. وتجريم النساء التي تقدمت بشكاوى ضده... لأنهن " نــســاء "...... نـســاء أقدم لهن كل احترامي لشجاعتهن... بعالم رجال من جميع الأديان... لا يحترمون على الإطلاق مبادئ إنسانية مثل : حــريــة.. علمانية.. مساواة... حقوق طبيعية...... والتعصب الديني (الإســـلامــي).. أصبح أخطر ســلاح دمــار شــامــل.. بالعالم!!!...
**************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ كتبت لي صديقة من أصل عراقي تعمل بالمجالات الحقوقية, ببلد أوروبي, من سنوات طويلة.. تتساءل عن اسباب ندرة مقالاتي بالحوار المتمدن... وخاصة من نهاية العام الماضي.. وحتى الآن... وفيما إذا كانت هناك " شــربـكـة " ما.. واختلاف ما.. بين إدارة الحوار ومراقبيها " المتطوعين" وبيني...
وكان هذا جوابي إليها :
يا صديقتي الغالية...
اؤكد لك بأنه لا توجد شعرة خلاف واحدة بين العاملين الإداريين بهذا الموقع الذي شاركت بداية مولده وفتوته وشبابه.. وامراضه.. ونموه وتطوره وبداية كهولته.. وشراكتنا ما زالت زالت حتى هذه الساعة... رغم محاولاتي العائلية تصحيح بعض "خربشاته التقنية والعاداتية الموروثة".. بلا أية نتيجة...
بالإضافة أنني أنا أيضا هرمت.. وتغيرت بوصلات السياسة والأحداث.. بعمري وسياساتهم.. وتطوراتهم.. وحاجاتهم المالية... ومن لم يتغير بأيامنا هذه بغالب المواقع؟؟؟... ومن لم يتغير بأيامنا مع تغيرات العالم العالمية الرأسمالية... حتى السلطات الصينية وحزبها الشيوعي الصيني التاريخي العظيم.. أصبحا من أضخم الدول الرأسمالية... حتى زوجتي التي شاركتني كل مصاعب الحياة وأفكاري منذ أكثر من نصف قرن.. تغيرت وتغيرت.. ولا نصوت ــ سياسيا ــ مثل بعضنا البعض... ولكنني ما زلت أعيش معها.. ونهتم سوية ونشارك بتربية أحفاد أحفادنا.. كما ربينا هنا أولادنا وأولادهم... وما زلت معها واعيش معها.. وهي معي وتعيش معي... وهكذا علاقتي مع الحوار المتمدن يا صديقتي... مستمرة.. ما يستمر عمري... وخلافاتنا تقنية.. عائلية.. منزلية...مستمرة... كــالــحــيــاة... ولو أنني "أنـــرفـــز" من وقت لآخر... وأعتقد أنني سأطلقهم... ولكنني أعود للبيت... وأعود لكومبيوتري... لأكتب لهم... ولهم وحدهم... وأجدد عشقي!!!..........
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل من الأحرار الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الكلمة الحرة الحقيقية والحريات الإنسانية والعلمانية ومساواة المرأة بالرجل.. ضد الحروب والإرهاب.. وتجار الحروب والإرهاب... من أجل السلام العادل والتآخي بين الشعوب... ومن أجل العدالة لجميع ضعفاء العالم... لــهــن ولــهــم كل مودتي ومحبتي وصداقتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية الرفــاق الخالدة...
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟