|
قضية توفيق بوعشرين والتوظيف السياسي
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 10:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اذا كانت النيابة العامة قد فجرت قنبلة مدمرة في الجسد الصحفي والاعلامي المغربي ، وفي اخلاقيات المهنة . فالمحلل الجاد لن يقف عند حدود هذه القنبلة رغم شظاياها وكثرة ضحاياها ، وغبارها الكثيف . اذ علينا ان نتساءل ، خاصة مع ثقل التهم وكثرتها وتنوعها ، لماذا الآن فقط ؟؟ . وهل نحن بازاء مؤسسات تحظى بالاستمرارية والشمولية أم الأمر عكس ذلك ؟؟ منذ البداية ، ظهر جليا ان قضية اعتقال الصحفي توفيق بوعشرين لم تكن عادية ولا طبيعية . فعدد رجال الشرطة الذين قدموا لمقر جريدة أخبار اليوم لاعتقال الضنين يؤشر بالملموس ان القضية ذات حجم كبير . والا فان المخزن لن يكون غبيا الى هذه الدرجة . ورغم ذلك يبقى رقم عشرين رقما مبالغا فيها . كما سنرى لا حقا أن طبيعة التهم الموجهة الى بوعشرين تهم قد تبدو مبالغا فيها . ورغم كل هذا اذ يبقى للقانون ، وان صوريا ، واجب احترامه . لكن سرعان ما تتداعى الكثير من الأسئلة ، وتفرض نفسها علينا ، لماذا الآن ؟ ، هل كانت النيابة العامة تنتظر الى أن يمتلئ ملف المتهم الى نهايته ؟ ، أم أنها قضية سياسية محضة ، وبما أن المتهم او الصيد رجل له وزنه في عالم صحافة المغرب ، فان سيناريو اعداد تهم تحيط بالمتهم من كل جانب يجب ان يكون محكما ومضبوطا . ليس سهلا أن تتهم رجلا من حجم توفيق بوعشرين وفي وضعه الاعتباري بتهمة الاتجار في البشر وهتك العرض ومحاولة الاغتصاب ............الخ . انها تهم ثقيلة حقا ، اتيانها لايأتي بين عشية وضحاها ، بل ان قضية الاتجار بالبشر تحيل توا الى كارتيل من البشر يتعامل معهم الضنين ، وهي بذلك ستجر أسماء اخرى ، اذ لا يعقل ان يدان في قضية الاتجار في البشر شخص واحد . كما ان مجموع التهم المرتبطة ببعضها كانزيمات أي مادة تتراكب مع بعضها البعض وفق نظام محكم ودقيق ، تعطي الانطباع ان العملية برمتها كانت تمارس منذ مدة طويلة . وقد صرحت احدى المشتكيات أنها وضعت شكايتها منذ أكثر من سنة . فاين كانت النيابة العامة منذ ذلك الحين ؟ ألا يفترض ان قضية في حجم الاعتداء الجنسي يجب ان تفتح آنا وحالا ؟ . وهنا يظهر توظيف القضية وتوجيهها حيث يشاء محركها . نحن في الحقيقة كما كتبت احدى الصحفيات المنتمية لحزب العثماني ، امام 35 شكاية . واذا صدقنا الرقم فلا يعقل أن تجتمع كل هذه النساء والفتيات في ظرف وجيز لتقديم شكاية جماعية . وهنا علينا أن نتساءل عن تاريخ أول شكاية . لكننا سنكتفي بطرح السؤال التالي ألم يكن عدد خمس شكايات كافي لتحريك الملف بقوة ، رغم ان الشكاية الواحدة كافية لجر المتهم الى المحكمة ؟ ، أم أن السؤال سيتم الرد عليه بكون النيابة العامة كانت تشتغل بهدوء وبعيدا عن أي تشويش قد يعصف بالقضية ؟ . لكن الشكايات مثبتة . وعددها غير قليل ، فخمس شكايات تثبت أن الفاعل أو المعتدي مجرم تسلسلي .أما الرقم 35 فانه يشير الى كارثة عظمى ، الى هذا الصمت المريب من 35 ضحية ، الى هذا الانتشار المخيف لبائعات الجسد ، او عارضاته غضا طريا . ومهما كان من أمر صدقية ما تروجه النيابة العامة من عدمه ،فان رائحة الانتقام في ملف بوعشرين واضحة ، وهذا ما يؤلبنا ضد الأجهزة المرتبطة بمثل هذه القضايا ، اذ القانون واضح في مثلها ، لا يجب تمطيط وتأجيل الشكايات وعلى النيابة العامة ان تحرك الملف عند أول شكاية . لكن السياسة حين تختلط بالقضاء ، فان الأمور تتجه وجهات أخرى . فالأمر يتعلق بطبيعة الشخصيات المتهمة ، ويمكن اقبار الملف نهائيا اذا كان الشخص مقرب من دوائر الحكم . وباي باي القانون .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا أمل ...
-
صناعة الشرق الأوسط من جديد
-
بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس
-
هل يمكن أن أخالف السيد حسن نصر الله ؟؟
-
لو كنت مثلي
-
من الأسلمة الى الأنسنة
-
تعويم الدرهم المغربي ، نحو غرق أعمق واحتجاجات ضخمة
-
النظام المغربي أمام حقائقه
-
تحليل استخباري لأحداث ايران الأخيرة
-
احتجاجات ايران تحت مجهر احتجاجات المغرب
-
لا تركعوا لهبل
-
أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله
-
قراءة جيوستراتيجية في قرار ترامب نقل السفارة المريكية الى ال
...
-
اللعب خارج الملعب ؟ المملكة العربية السعودية نموذجا
-
هذه موانع الحرب العشرة في الشرق الأوسط يا عطوان
-
بنكيران ينسف بروج الدكاترة والمحليين العاجية
-
مقارنة عابرة بين ديمقراطية الكيان الصهيوني وبين ديمقراطية ال
...
-
أزمة الثقافة في طنجة ، هل من منقذ ؟
-
خطاب الملك بين التفكك والسمو
-
مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن
المزيد.....
-
-لم يستطيعوا منع نشره فعطلوا الموقع-.. مقال عن -النكبة- يهز
...
-
واشنطن تدعو مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار بشأن غزة
-
بيني غانتس: من ميدان القتال إلى ميدان السياسة بطموحات كبيرة
...
-
مسؤولون سابقون يسعون لتغيير سياسة واشنطن حيال غزة
-
سيناريوهات ما بعد استقالة غانتس ومصير حكومة نتنياهو
-
ردا على دعاية مكبرات الصوت.. شقيقة الزعيم كيم تهدد سول
-
انتخابات البرلمان الأوروبي.. تقدم كبير لليمين ولكن لا أغلبية
...
-
الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين باتجاه خليج عدن
-
تقرير يرصد السّير الذاتية وسجل المرشحين لخوض الانتخابات الرئ
...
-
منتدى رجال الأعمال الإسرائيلي يعلن عن أزمة تتفاقم ويقول: مست
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|