أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - أردوغان يتابع صناعة خوازيقه














المزيد.....

أردوغان يتابع صناعة خوازيقه


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 5799 - 2018 / 2 / 26 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من المعروف أن براءة اختراع الخازوق واستعماله ملكية فكرية عثمانية لم تنازعها باستخدامه حتى أكثر الدول الاستعمارية انحطاطا ووحشية. ومن الواضح أن أردوغان حريص على تقديم نفسه كوريث أخلاقي وسياسي وقانوني لإمبراطورية " الرجل المريض". مشكلة الشعب التركي مع أردوغان أنه يعرف أن تركيا دولة كبيرة وذات أدوار كبيرة في التاريخ، لكن اردوغان لم يعرف أين يجب أن يضعها. ولذلك يستمر في الرقص على الحدود بين القوى والدول، واضعا إحدى قدميه هنا والأخرى هناك ليستمر في عقد الصفقات التي يعتقد أنها ترضي الجميع وتضمن له كل ما يريد من الجميع. لكن سرعان ما يكتشف أن ما يأخذه من هذا الطرف لا بد أن يدفعه إلى طرف آخر مع زيادة يضيفها من رصيده أو من رصيد الجهلة الذين فتنتهم رقصاته البهلوانية.
من يستعرض مسار حرب أردوغان على سورية، يلاحذظ أنه لم يتوقف عن تصنيع خوازيقه منذ لحظة التشمير عن ساعديه للصلاة في المسجد الأموي في العام 2011. وخلال وقت قصير، وبعد أن أدرك أنه يقف أمام " حصرم دمشق" انطلق لرسم الخطوط الحمراء التي ساهمت في توريط السوريين عبر أوهامه وأكاذيبه. فبدأ بالإعلان أن حمص خط أحمر ولن يسمح للجيش العربي السوري بمس إرهابييه فيها. ومن ثم نقل خطوطه الحمراء إلى حماة فحلب التي يؤكد كثيرون أنه كان أول من قايض على إرهابييه فيها وبيعهم. تلك الأوهام ساهمت في قتل أعداد كبيرة من الإرهابيين الذين جاء بهم من كل أنحاء العالم ليدخلوا إلى سوريا ويحققوا له حلمه الإمبراطوري، كما ساهمت سياسته الحمقاء في تحفيز السوريين على مجابهات أدت إلى تدميرالمدن والقرى التي كانت بانتظار معجزاته البهلوانية بين لحظة وأخرى.
مشكلة أردوغان أن خياله جامح وعقله عاجز عن التعامل مع تعقيدات الواقع والقوى المحيطة به. ولذلك يقدم على أعمال لا تتناسب مع قدراته. وربما كان أوضح مثال على ذلك إسقاطه للطائرة الروسية فوق ريف اللاذقية. لقد أجبرته تلك اللقمة الكبيرة التي تفوق قدرته على المضغ والابتلاع على دفع ما لم يكن يتوقعه.


هذا الخيال الجامح الذي لا يستند إلى فهم العالم والواقع، جعل أردوغان ينصب نفسه" أميرا للمؤمنين" في عالم لم يعد " المؤمنون " فيه يجممعون على شيء سوى القتل وتجهيز الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في عالم يرفض هذه الصناعة وصانعيها. لقد حاول حشد كل هؤلاءوالدفع بهم إلى سوريا والعراق، ومنهما إلى بقية بلدان المنطقة، وصولا إلى مصر وليبيا وتونس، ليكونوا طلائع جيش" الخليفة" الساعي إلى تكوين "عمقه الاستراتيجي"، لكنه لم يدرك أن هؤلاء لا يجيدون سوى القتل والتتدمير والتكفير. فكانت النتائج أكواما من العداوات والمشكلات بدلا من نظريته "صفر عداوات".
قد ينطبق الأمر ذاته على علاقته بالحكومة السورية التي أعلن كل العداوة لها ليجد نفسه في النهاية مضطرا، أعلن ذلك أم أخفاه، على التعاون معها لمواجهة أكبر " خازوق" ينتظره ، وهو مشروع الدولة الكردية الذي يهدد تركيا مثلما يهدد سوريا..
رجل يعرف أن ثمنه يتراجع. على الأقل منذ خيَر الأمريكيين بين أن يكونواا مع الكرد أو معه، فاختاروا الأكراد واضطر إلى دفع بعض رصيده لروسيا وإيران. وهاهو الآن يدفع للأمريكيين الذين قد يسلمونه القائد الكردي صالح مسلم. فماذا سيدفع لهم كي يخلصوه من بعض ورطته التي قد تجبره على التخلي عن بعض ما حققه مع الروس والإيرانيين؟
أعتقد أنه لن يستطيع الخروج من دوامة الرقص على جمر النيران التي أشعلها وفي بحور الدم التي أوجدها بحثا عن أوهامه السلطانية، وبيع هذه الأوهام لشعوب أدمنت البحث عن أقوياء، ولو كانوا قططا تتخفي بجلود النمور وتتبختر في سيرك يديره الأقوياء.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أمريكا مؤهلة أخلاقيا لمحاسبة كوريا الشمالية؟
- جحش طروادة السوري
- الاستثمار في الجهل
- السوريون أيتام على موائد اللئام
- - ثورة سورية- لخدمة أردوغان وتركيا بعد إسرائيل
- مجموعة مهزومين وهزائم لا تصنع انتصارا
- أضغاث ثقافة مع جلال صادق العظم وآخرين
- المعارضة السورية والإنجاز الجديد
- المعارضة السورية ولولو اللبنانية
- فيصل القاسم والثورة الأمريكية في سورية
- الكفر بالمعرفة
- المعارضة السورية وجنيف
- عبد الرزاق عيد هل يحل لنا لغز داعش بعد جبهة النصرة؟
- هل على السوريين رؤية ما ليس موجودا؟
- من سيتبع الآخر: أمريكا أم السعودية؟
- هل تعب ثوار الفضائيات السوريون؟
- اهربوا: المسلمون قادمون
- التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير
- من قادش إلى القصير -كلمة للتاريخ
- مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - أردوغان يتابع صناعة خوازيقه