أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير














المزيد.....

التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاريخ يستعرض
دروس معركة قادش في القصير محمد جمول
ليس هناك من هو أكثر بلاغة من صمت التاريخ الذي هو الأعلى صوتا دائما. ولكن لا يسمعه إلا من أٌوتي قدرا كبيرا من الحس المرهف والحكمة. فمع أنه لا يتوقف عن الكلام بصمت، قلة هم الذين يفهمون ما يقول. إنه صمت شيوخ الحكمة الخالدين الذين لا يمنحون مفاتيح حكمتهم إلا لمن يستحقونها.
التاريخ شيء وما كتبه المؤرخون الثرثارون بأوامر الحكام ورغبات المنتصرين شيء آخر. التاريخ لا يبالي بأنات المظلومين وبكاء الضعفاء ولا يعنيه حق أو باطل. ولذلك يقول كلمته ويمضي، ولا يهمه منتصر أو مهزوم فيسجل ما يراه ويدير ظهره غير عابئ بمن يمضون أمامه. يخط حروفه ويمشي. كل حرف من كلماته يغطي عمر أجيال، وكل كلمة تحكي قصص دهور. وحين تكتمل جملته يكون البشر قد بلغوا مرحلة الإنسانية، أو أكملوا مشوار انحطاطهم إلى ما دون مستوى البهائم.
التاريخ لا يعيد ذاته، لكن يعيد تقديم الفرص والعبر والدروس. وما يجري في مدينة القصير السورية، قرب مدينة حمص،يستدعي التفكير مليا بقوة التاريخ وأهمية دروسه. وللعلم يجب الإشارة إلى أن القصير هي منطقة قادش التي شهدت واحدة من أهم المعارك التي حددت مسار التاريخ في المنطقة قبل آلاف السنوات. فهل ما يجري فيها من معارك منذ أكثر من شهر، بل وأكثر من عامين، سيكون له القدرة على تحديد مسار التاريخ في منطقتنا خلال العقود المقبلة؟

في العام 1286 قبل الميلاد جرت في هذه المنطقة واحدة من أهم المعارك في التاريخ القديم والتي حددت مصير المنطقة وإمبراطوريات العالم الكبيرة آنذاك. ففي تلك الفترة كانت الإمبراطورية البابلية تعيش أواخر فترة مجدها ليحتدم الصراع بين الحثيين الموجودين في شمال سوريا- منطقة الأناضول- والفراعنة القادمين من الجنوب. وهناك على ضفة العاصي قرب مدينة القصير الحالية جرت تلك المعركة الحاسمة التي استمرت ستة عشر عاما انتهت بتوقيع تلك الاتفاقية التي أطلقت يد الحثيين في مناطق بلاد الشام الواقعة إلى الشمال من قادش، بينما سيطر المصريون على المناطق الواقعة إلى الجنوب من هذه المدينة.
والآن تشهد هذه المنطقة معارك ضارية مضى عليها حوالي سنتين بأدوات سورية وغير سورية تدرك أو لا تدرك أن محصلة معاركها ستقرر مَن مِن الدول الكبرى ستكون صاحبة اليد الأعلى في تقرير مصير المنطقة، والحصول على الحصة الأكبر من ثرواتها. فرق مهم بين المعركتين على ما أعتقد هو أن المعركة القديمة كانت واضحة الأهداف، ولم يتم تدمير المنطقة بحجة نشر الديمقراطية والحرية من قبل أعداء الديمقراطية والبشرية. في المعركة القديمة، كان - حسب اعتقادنا _ واضحا أن امبراطوريات تعمل بشكل معلن على إخضاع الدول الأخرى لسيادتها. وكان كل ملك أو إمبراطور يخلد انتصاراته على ما يخلفه وراءه من نصب وكتابات تعلن خضوع ملوك الدول المهزومة وركوعهم عند قدميه.
الآن نحن أمام معركة مختلفة تخاض للأهداف ذاتها ولكن تحت شعارات كاذبة تطرحها دول هي الأكثر عداء لها. وضحيتها سوريون وجدوا أنفسهم أدوات عمل بعضها بدافع الحقد، وبعض بجهل وبعض كان مخدوعا وظن أن أعداء الشعوب يمكن أن تعمل على إنقاذ الشعوب. ووسط ذلك يجد الجيش العربي السوري ذاته مضطرا لمواجهة هؤلاء جميعا كي لا تكون نتائج معركة القصير مطابقة لمعركة قادش التي قسمت سوريا إلى قسمين ووضعتها تحت سيطرة أعدائها.
لقد عمد الغرب الاستعماري، الذي لا يتحمل وجود دولة من مستعمراته القديمة قادرة على التمتع بثرواتها، التي يقال إنها موجوة بكميات أسطورية في سوريا على شكل نفط وغاز، إلى الدفع بكل أدواته إلى داخل سوريا وحشد كل ما يستطيعه من مرتزقة لتدمير سوريا أرضا وشعبا وبنية تحتية. وعندها تذكر هذا الغرب أن الشعب السوري محروم من الديمقراطية والحرية.
من الواضح أن التاريخ تذكر قادش مرة أخرى، ولكن ليس على طريقة تذكر الغرب الاستعماري لسوريا فقرر أن يقول كلمته هذه المرة على لسان الشعب السوري وجيشه الذي سيتمكن هذه المرة من منع القوى المتصارعة من إعادة تقسيم سوريا المقسمة أصلا باتفاقية سايكس- بيكو التي صاغها لصوص الحرية والديمقراطية في فرنسا وبريطانيا قبل مائة عام.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قادش إلى القصير -كلمة للتاريخ
- مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة
- هل أمريكا مفتونة بالديمقراطية إلى هذا الحد؟
- حين خسر السوريون عقولهم
- من يخلص الإسلام من الإسلاميين؟
- عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
- الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟
- المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير