أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - حين خسر السوريون عقولهم














المزيد.....

حين خسر السوريون عقولهم


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد أربعة شهور من بدء ما كان يسمى ثورة في سورية، وفي أول زيارة لبلدي بعد بدء هذه الأحداث، كان يهمني كثيرا أن أتعرف على آراء أصدقاء قدامى وخصوصا من قضوا سنوات في سجون المخابرات السورية لأقيس من خلالها مدى صحة موقفي مما يجري في وطني ومما يعانيه أهلي هناك. كنت أدرك أن الذين قضوا قسطا كبيرا من عمرهم في السجون والعمل السياسي هم الأكثر قدرة على قراءة ما يجري والأكثر دراية بما تحتاجه سوريا من إصلاح وتغيير وثورة. فهم جزء ممن وقف في وجه الظلم والقمع والفساد، ودفع الثمن من أجل التغيير. وبالمقابل كنت أعرف كثيرا ممن هيأتهم القنوات الفضائية وأخذت تضعهم في وجوهنا ليل نهار ليحدثونا عن ثورتهم العجيبة والفريدة في التاريخ وعن بطولاتهم التي نعرف أنه تم إخراج وإنتاج معظمها في الستوديوهات المعدة لهذا الغرض.
الآن وبعد مضي عامين، ومن خلال معرفتنا لما يجري على الأرض حقيقة( وليس عبر وسائل الإعلام) صار من الممكن القول إنها فعلا "ثورة" فريدة وليس لها مثيل في التاريخ. (وهنا لا بد من تكرار اللازمة المعتادة: هناك مطالب مشروعة ومحقة للشعب السوري لا يمكن إنكارها ولا يجوز التخلي عنها). ولكن هذه لم تعد محركا لما يجري في سورية ولم يكن أصحابها جزءا من عملية القتل العبثية والتدمير الممنهج والهادف لتدمير البنية المادية للوطن السوري والنفسية للشعب السوري. وبذلك يمكن التأكيد على فرادة "هذه الثورة" من عدة نواح، فعلا، مثل حجم الأكاذيب والتضليل واستسهال قتل الناس باسم الله. فهل هناك عاقل يتقبل وضع السكين في رقبة إنسان مع التكبير والقول" سبحان من حلل ذبحك". وهل هناك إله حلل ذبح الإنسان بعد مرحلة البدائية الأولى التي كان فيها الإنسان يضحي بقربان بشري في معابد الآلهة. وهل يصدق عاقل أن الثورة تكون ثورة حين تريد العودة بالإنسان آلاف السنوات إلى الوراء ؟ وهل يصدق إنسان أن الذبح وتدمير المستشفيات ومحطات الكهرباء والمدارس ومعامل الأدوية يمكن وصفها ب" السلمية"؟ على كل حال لم يكن مسموحا حتى التساؤل بخصوص هذه الأكاذيب التي باتت الآن حقائق يناقشها الإعلام الغربي الذي روج لها بقوة في البداية. وهذا ما نقرأه في مجلة دير شبيغل الألمانية وفي الغارديان البريطانية ولوس أنجليس الأمريكية على سبيل المثال لا الحصر.
بعد وصولي كان يهمني مقارنة رأيي صديقين سجنا معا وفي الفترة ذاتها. صديقي كان واضحا حين اختصر رأيه بالقول: تعرف أني أمضيت ما أمضيت في السجن لأني ضد ممارسات معينة ولأني أعتقد أن شعبنا يجب أن ينعم بالحرية والديمقراطية، وكل ما قمت به نابع من محبتي لشعبي ووطني. أما الآن وبكل حزن أقول لك إن ما يجري على الأرض وما أراه قد تكون نتائجه مدمرة ومأساوية، وعندي خوف شديد من أن يؤدي إلى تدمير البلاد وخرابها. فما أسمعه بإذني من شعارات وما أراه من ممارسات ليس فيها ما يطمئن إلى أن هؤلاء يريدون الإصلاح أو الحرية. أرى مجموعات تنزل إلى الشارع وكأنها لا تريد إلا الانتقام وقتل الآخر. إنها عملية انتحار وطني جماعي تحت شعارات مقدسة يتبادل فيها السوريون دور القاتل والمقتول.
وقبل أن يعبر عن خشيته من أن يفقد السوريون عقولهم إذا ما طالت الأزمة، قال لي" أنا قضيت سنوات من عمري في السجن من أجل مطالب أراها تصدر على شكل قوانين ومراسيم تشريعية. وهذا يجعلني أزداد تمسكا بتحقيقها. وأعتقد أن على المعارضة الوطنية أن تحشد قواها وتجمع صفوفها للضغط على النظام كي تفرض عليه تنفيذها بدلا من إطلاق النار عليها وحرقها.
باحترام استمعت إلى ما قاله بكل هدوء وثقة بعيدا عن نزعة الانتقام والتشفي. وهذا ما شجعني لأسأله عن رفيق زنزانته الذي كان يقفز مثل عصفور الدوري من قناة فضائية إلى أخرى ومن عاصمة إلى أخرى. لم يطل في الكلام عنه. لكنه قال بحسرة ـ وكان ذاك الصديق في مدينة الدوحة في ذاك اليوم لحضور أحد اجتماعات المعارضة السورية هناك ـ قال لي: ذهب إلى الدوحة ليجلب لنا الديمقراطية والحرية. فهو يعرف أكثر من غيره كم هي غزيرة آبار الحرية والديمقراطية في عواصم مثل الدوحة والرياض.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يخلص الإسلام من الإسلاميين؟
- عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
- الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟
- المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - حين خسر السوريون عقولهم