أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مجموعة مهزومين وهزائم لا تصنع انتصارا














المزيد.....

مجموعة مهزومين وهزائم لا تصنع انتصارا


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجموعة مهزومين وهزائم
لا تصنع انتصارا

محمد جمول
في سوريا، صار مسار الحرب الدائرة منذ ست سنوات معروفا لمن يريد معرفته. فقبل انتصار الجيش العربي السوري في حلب، ومنذ معركة القصير وحمص، بات واضحا كيف ستكون نهاية أي معركة. عنتريات وإيات قرآنية وخطب حماسية من قادة المسلحين تؤكد أنهم لن يتخلوا عن المدينة التي يقاتلون فيها هذه المرة كما حدث في المرات السابقة. ومن ثم يأخذون بالاحتماء بالأماكن ذات القيمة والتي يريدون لها الدمار في هذه المدينة، مثل المدارس والمستشفيات والمساجد، ويبدأون بالصراخ أن الجيش يستهدفها ويعمل على تدميرها. وكأنهم يريدون أن يقنعوا الآخرين أن هذه الأماكن هي التي مشت إليهم لتجلب لذاتها الدمار، وأن الجيش ليس لديه غاية سوى دمارها وقتل الأبرياء من النساء والأطفال.
وآخر مثال كان مياه عين الفيجة. فهل عين الفيجة مدفع أو دبابة حتى يلجأوا إليه. وحين لجأوا إليه أو إلى غيره من الأماكن، التي كان يفترض تحييدها عن الحرب، هل كانوا يعلمون أن الكعبة تم تدميرها وحرقها بالمنجنيقات من قبل جيش خليفة المسلمين وأمير المؤمنين في دمشق حين اعتصم بها عبد الله بن الزبير وحولها إلى مقر عسكري؟
عبر عشرات التجارب خلال السنوات الست الماضية، صار الجميع، ومنهم هؤلاء المسلحون، يعرفون أن النهاية ستكون الحافلات الخضراء( التي صار أنصارهم يتشاءمون من لونها) التي تحملهم إلى إدلب حيث يبدأون بوصف انتصاراتهم مستفيدين من الآيات القرآنية وبعض أبيات الشعر التي يحلو لهم ترديدها.
إذن هناك أحد أمرين في أذهان هؤلاء المسلحين بعد تكرار التجربة ذاتها عشرات المرات والوصول إلى النتيجة ذاتها في كل مرة، وهي الهزيمة التي يتبعها كم هائل من التخوين والعويل والشتائم لل" مجتمع الدولي" والضمير الإنساني والدول التي خذلتهم. الأمر الأول هو أن مهمة هؤلاء- كما يحددها داعموهم- هو الدخول إلى مدينة معينة والاحتماء بالسكان المدنيين إلى أن يتم تدميرها وقتل من يقتل ممن استخدموهم دروعا بشرية. وبعد ذلك يتوجهون إلى مكان آخر إلى أن يأتي وقت الحافلات الخضراء. والأمر الآخر( إذا افترضنا حسن النية ونبل الهدف كما يزعمون) هو أن هؤلاء الناس ليس لديهم ذاكرة ولا عقل، وأنهم بذلك يصبحون مجرد أدوات تدمير وقتل.
مرت ست سنوات من الآلام والموت على السوريين، وهم الآن جميعا يلعقون جراحهم ويتساءلون: لم كل هذا الموت والآلام؟ تكثر هذه التسؤلات وهم يرون بعض قادة ورموز هذه المجموعات المسلحة يعودون إلى سوريا ليعترفوا أنهم كانوا مضلِلين أو مضلَلين، وبعضهم الآخر يتوسل لإسرائيل ويعتاش على مدائحها وفتات موائدها. لقد بدأت الأكاذيب، التي تفننوا في تسخيف كل من لم يصدقها، في التكشف . ومع ذلك يصرون على الاستمرار بإطلاقها وهم يعرفون أن أحدا لم يعد يصدقهم.
ربما كان آخر هذه الأكاذيب ما يقولونه عن أن الجيش السوري يقصف ورشات إصلاح نبع بردى ومنعها من تنفيذ مهمتها. فهل سألوا أنفسهم: لماذا تقوم الدولة السورية بإرسال هذه الورشات ودفع ثمن الأدوات والتجهيزات اللازمة ثم تقوم بقتلهم وتدمير ما معهم من أدوات. والأمر ذاته ينطبق على اغتيال اللواء المتقاعد أحمد الغضبان. فلمَ يقتله الجيش السوري وهو المعين من قبل الحكومة السورية للتفاوض من أجل حل الأزمة في وادي بردى؟ سنظل نسمع هذه الأكايب التي لن يصدقها من لديه الحد الأدنى من التفكير العقلاني: ومنها توجيه تهمة الطائفية للآخرين في حين يعرف كل سوري أن هؤلاء" الثوار" هددوا من الأيام الأولى لثورتهم غير المباركة بإبادة طوائف بكاملها. وقد أتبعوا القول بالفعل حين أقدموا على تطهير كل منطقة سيطروا عليها من الطوائف الأخرى من دون استثناء، وفي وقت لاحق بدأوا بقتل وإبادة كل من يختلف معهم في التفكير والعقيدة بغض النظر عن الانتماء المذهبي أوالطائفي.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضغاث ثقافة مع جلال صادق العظم وآخرين
- المعارضة السورية والإنجاز الجديد
- المعارضة السورية ولولو اللبنانية
- فيصل القاسم والثورة الأمريكية في سورية
- الكفر بالمعرفة
- المعارضة السورية وجنيف
- عبد الرزاق عيد هل يحل لنا لغز داعش بعد جبهة النصرة؟
- هل على السوريين رؤية ما ليس موجودا؟
- من سيتبع الآخر: أمريكا أم السعودية؟
- هل تعب ثوار الفضائيات السوريون؟
- اهربوا: المسلمون قادمون
- التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير
- من قادش إلى القصير -كلمة للتاريخ
- مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة
- هل أمريكا مفتونة بالديمقراطية إلى هذا الحد؟
- حين خسر السوريون عقولهم
- من يخلص الإسلام من الإسلاميين؟
- عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
- الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مجموعة مهزومين وهزائم لا تصنع انتصارا