أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد جمول - اهربوا: المسلمون قادمون














المزيد.....

اهربوا: المسلمون قادمون


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 20:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اهربوا: المسلمون قادمون
" مع وفاة الرسول انتهى عهد الإسلام وبدأ عهد المسلمين"
فرج فودة
محمد جمول
حين قامت هند بنت عتبة بنبش قلب حمزة بن عبد المطلب من صدره ثم مضغته لم تكن تلك المرأة الموتورة تعيش في القرن الواحد والعشرين، ولم تكن مزودة بفتاوى صادرة عمن يمثلون إلها واحدا يقول عن ذاته إنه" الرحمن الرحيم"، ولم تقم بعملها هذا مدعومة بصنم قرشي يقول إنه أُرسل رسولا ليكون رحمة للعالمين. كانت هند مجرد امرأة من قبيلة نصِفها بأنها "جاهلية" تعبد أصناما لا تضر ولا تنفع.
كان يمكن لذاك الحدث أن يبقى حدثا فريدا ومفردا تتناقله الأجيال باعتباره حالة وحشية لم تشرعنها آلهة تلك الأيام، ولم تقترن ب"التكبير" الذي نسمعه هذه الأيام قبل أي ممارسة من هذا النوع الذي صار مألوفا على أيدي "الثوار" السوريين الذين اقترنت سمعتهم بالرعب إلى درجة أن واحدا من أشهر معدي البرامج التلفزيونية الأمريكية ( غلين بيك) يكاد يصرخ قبل عرض فيديو أبو صقار وهو يأكل قلب جندي سوري: أبعدوا الأطفال والنساء وضعاف القلوب من غرفة التلفاز لهول ما سترونه من هذا" الثائر السوري." وهو على وشك أن يقول أيضا: " اهربوا. المسلمون قادمون."
الخطورة أن ما قدمه" الثائر" السوري أبو صقار يأتي في سياق ممارسة يومية من هذا النوع مقترنة بشعار الإسلام الأول، أي " الله أكبر" الذي يشكل العبارة الأولى المرتبطة بكل صلاة، وبالتالي يمثل لب عقيدة المسلم الذي تحول، في نظر العالم، إلى مجرد مجاهد يحترف القتل بحزامه الناسف وسيارته المفخخة وساطوره المخيف.
ومن يستعرض الجغرافية العالمية لا يجد صعوبة في تأييد وجهة النظر هذه. ففي كل بلدان العالم هناك تنوع ديني وعرقي، ولكن هناك أيضا قدرة على التعايش بسلام وأمان بناء على احترام وجود الآخر وعقيدته. فقط في البلدان الإسلامية، لايتسع المكان إلا لهذا النوع من المسلم وحده. وهو الذي يستحق الحياة وحرية الاعتقاد، وعلى الآخرين أن يرضخوا لمشيئته وإلا فإن الموت سيكون نصيبهم حتما بناء على الإيمان المطلق بصحة مقولة" أسلم تسلم."
حين تشاهد رجل دين من أي ديانة أخرى تتبادر إلى ذهنك صورة رجل يحمل روح تجارب التاريخ بما فيها من حكمة وتسامح ومحبة بين البشر. فقط رجل الدين المسلم هو الذي يجعلك ،حين تراه، تتوجس خيفة من أن يكون حاملا تحت ردائه ساطورا أو حزاما ناسفا أو فتوى بقتلك. فهل اللوم في ذلك على من يخاف أم على من يخيف؟
يجتمع علماء العالم عادة لمناقشة قضية إنسانية أو علمية أو لمناقشة اكتشاف يخدم البشرية. قبل أيام اجتمع "اتحاد علماء" المسلمين في القاهرة ليجدد فتاوى القتل والذبح وتقطيع الجثث البشرية في سوريا. فهل هناك ديانة في العالم الحديث يجتمع ممثلوها لشرعنة قتل الأطفال والنساء في أي مكان في العالم؟ وهل هناك دين في العالم يقبل أن يكون رئيس اتحاد " علمائه" مهووسا بفتاوى القتل والتدمير إلى درجة أنه يطالب الحكومة الأمريكية بالوقوف وقفة لوجه الله يقصد منها تدمير الشعب السوري كما تم تدمير الشعبين العراقي والليبي، وقبلهما شعوب كثيرة مثل فييتنام واليابان؟ ألا يعترف القرضاوي بذلك صراحة أنه يشترك مع الإمبريالية الأمريكية بعبادة إله واحد، وهو الدولار؟ مثل هذا الاجتماع يكون مقبولا من وزراء الدفاع أو الداخلية أو رؤساء الأجهزة الأمنية، لكنه مستغرب من رجال الدين.
هل انتصرت نسخة إسلام البترودولار الوهابية على نسخة الإسلام المعتدل القادر على التعايش مع الآخر كما كان الحال في سوريا وغيرها منذ مئات السنين حين كانت ثقافة المواطن العادي تقول:" الدين لله والوطن للجميع"؟ إن اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وعشرات المشائخ من دعاة التسامح وقبول الآخر في سوريا على أيدي نسخة "الثوار" السوريين يعني إخلاء الساحة الدينية لأمثال شيوخ من نوع عدنان العرعور ويوسف القرضاوي وأحمد الأسير الذين يدعون لقتل كل من يخالفهم في المعتقد والرأي. وهو ما يعني أن عشرات المليارات التي أنفقتها الدول الخليجية في مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي لنشر الفكر الوهابي قد أثمرت. فما من بلد إسلامي إلا ويشهد حربا أو يستعد لخوض حرب. فمتى سيستعيد المسلمون إسلامهم الصحيح؟ ومتى يعود المسلم آمنا بريئا من تهمة الإرهاب في كل مطارات العالم ومنافذه الحدودية؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ يستعرض دروس معركة قادش في القصير
- من قادش إلى القصير -كلمة للتاريخ
- مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة
- هل أمريكا مفتونة بالديمقراطية إلى هذا الحد؟
- حين خسر السوريون عقولهم
- من يخلص الإسلام من الإسلاميين؟
- عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
- الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟
- المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد جمول - اهربوا: المسلمون قادمون