أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أشَد ألتبعيات تدميراً للإستقلال ألوطني ... هي ألإقتصادية وألعسكرية














المزيد.....

أشَد ألتبعيات تدميراً للإستقلال ألوطني ... هي ألإقتصادية وألعسكرية


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تزال تبحث الدول ألتي كانت مهيمنة بإحتلالها ألإستعماري المباشر للبلدان النامية والفقيرة عن سُـبل جديدة لجَـر تلك البلدان ألتي حصلت على حريتها وإنعتاقها بعد كفاح مرير... وإنبَرت تلك الدول على إستخدام السلاحين ألإقتصادي والعسـكري للهيمنة من جديد على الشعوب المتحررة لتصبح مستقلة شكلياً. فعلى الصعيد ألإقتصادي، نهجَت الدول الرأسمالية المتقدمة إسلوباً يعتمد على إحتكار ألتكنولوجيا الخاصة بإستغلال ألثروات ألطبيعية كألنفط وألغاز ومختلف ألمعادن، بحيث لا تسمح للبلدان صاحبة الثروات أن تقتني ألتكنولوجيا ألمطلوبة لإدارة وإستثمار ثرواتها بنفسها، ومن هذا الباب تستطيع ألشركات ألإحتكارية فرض شروطها ألتحكمية من ناحية كمية ألإنتاج وحصصها ألريعية ألتي تؤثر على ألإستقلال ألإقتصادي وبألتالي ألسياسي للبلد المعني. وهذا ما تطبقه من ضغوط الولايات المتحدة ألأمريكية على دول الخليج لزيادة كميات إنتاج النفط لغرض تخفيض أسعار النفط في السوق ألعالمية ألذي يؤثر بدوره سلباً على ألبلدان ذات ألإقتصادات الريعية أحادية الجانب كألعراق.
أمّا على صعيد ألتبعية ألعسكرية، فهي حاضرة وكمثال حي ما يجري في مجال التسليح ألأمريكي مع ألدول ألخليجية، فإن أرادت إحدى تلك الدول شراء أسلحة من خارج الولايات المتحدة ودول حلف ألناتو... ماذا ستكون ألإجراءات بحقها من قِبل أمريكا وشركائها... شيء مؤكد سيجري منع تجهيز قِطع الغيار للأسلحة، كإجراء أولي، لتتحول تلك ألأسلحة إلى أكوام من الحديد ألخردة، هذا إذا ما أحدثَت الولايات المتحدة حركة إنقلابية ضد الحكومات القائمة ألتي خرجَت عن طوع ألإدارة ألأمريكية.
بعد ألقضاء على نظام البعث الدموي في عام 2003 بإحتلال عسكري أمريكي، تصوّرَت ألإدارة ألأمريكية أنها وضعَت ألعراق في جيبها، وأصبحَ تابعاً لها ... ولكي تضمن تابعيته لها، بدأت في مجال تسليح الجيش ألعراقي بألسلاح ألأمريكي، والمفارقة أنّ هنالك شرط أمريكي غير مُعلَن على الجانب العراقي في مجال ألتسليح يَنُص بما معناه : إنْ لم تشتروا مِنّا ألسلاح، فيجب عليكم شراؤه من ألدول ألسائرة في فـُلكنا / يعني غصباً عليكم/ ... ولذلك نرى ألشاحنات ومدافع الهاون الرومانية وطائرات التدريب الجيكية / ذات ألأسعار الخيالية/ والعتاد من مختلف المناشيء الغربية، وهذا كله يتزامن مع عدم السماح للعراق بإعادة بناء منشآت ألتصنيع العسكري العراقية.
لقد أبرمَ ألعراق مع الولايات المتحدة ألأمريكية صفقة شراء 36 طائرة أف16 في عام 2008، وتنتهي عملية تسليم جميع الطائرات في عام 2012 ، إستلم العراق21 طائرة وسقطت إثنتان في قاعدة التدريب ألأمريكية، وبقيَت 13 طائرة على أمل تسليمها في السنة القادمة 2019. هنا تساؤل يطرح نفسه: كل عقد يتضمّن بند ينص على إلتزام الجهة المجهزة بمواعيد ألتسليم، فهَل يتواجد هكذا بند في عقد شراء تلك الطائرات... وهل يوجد بَند جزائي عند ألإخلال بألعقد من الجانبين؟ ... لا أعتقد ذلك، لأنّ هكذا نوع من العقود تحكمها علاقة بين المهيمِن والمهيمَن عليه !. وتجدر ألإشارة إلى أنّ تقنيات تلك الطائرات هي ليست ذاتها في طائرات سلاح الجو ألأمريكي وألإسرائيلي. مَن يطّلع على تلك الصفقة سيجد الحقيقة الفاضحة للتبعية العسكرية – السياسية فيها، إذ تنص على عدم السماح للعراق بإستخدام تلك الطائرات ضد جميع الدول المحيطة به وإسرائيل وألأكراد / وكأنّ الحكومة العراقية لا تزال تستخدم السلاح ضد أكراد ألعراق!/ ، والمسموح فقط إستخدامها ضد إيران... وإن خرَق العراق ذلك ألإتفاق، فإنّ ألأقمار ألصناعية ألأمريكية ستقوم بإطفاء محركات تلك الطائرات وهي في حالة التحليق، فتهوي على ألأرض ويُقتَل طيارها.
في ألآونة ألأخيرة، أخذت الولايات المتحدة تهدد بألعقوبات ألإقتصادية ضد ألعراق فيما إذا قام بشراء صواريخ أس400 وطائرات ميغ 35 وسوخوي 35 الروسيتَين... تريد ألإدارة ألأمريكية من العراق أن يحذو حذوها ضد روسيا كألكلب المُطيع، لأنها فرَضت العقوبات ألإقتصادية بسبب مشكلتي شرق أوكرانيا وشبه جزيرة ألقرم.
لن يستطيع العراق ألتخلص من التبعيتين ألإقتصادية والعسكرية ما لم يتخلص من أولئك ألذين يدينون بألولاء للخارج والغارقين بألفساد، ويديرون ألدولة بأدوات الولاء للحزب والطائفة والمذهب والقومية والعشيرة.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج مؤتمر الكويت ... خيبة أمل متوقَعة ... وألأخطار المحدقة ...
- مِن منتدى دافوس إلى مؤتمر الكويت الدولي لإعمار العراق
- ألإقتصاد ألروسي وألإقتصاد ألعراقي ... مقاربات مقتضَبة
- أسباب عدم ألتصويت على موازنة 2018... تكشف المعادن ألصدِئة
- محافظ ألبنك المركزي ألعراقي ... صَمتَ دهراً ونطقَ كفراً
- ألفريق الدولي للكشف عن ملفات الفساد ... و68 مصرف عراقي
- عقود ألخدمة وقرارات ألتأميم ... أهدافها وطنية واحدة
- عقود روسنفت ... مكافأة متبادلة بين صهيون وألإقليم
- موضوعة ألمصالح ألسياسية - ألإقتصادية فوق جميع ألإعتبارات ... ...
- عندما تتوافر المهنية وألإرادة الوطنية لبناء البلد ... كازاخس ...
- ما بعد هَدم ألحدباء وجامع ألنوري ... إقتراح.
- ويبقى ألنفط العراقي ... ألفاضح ألرئيسي لشراهة ألفاسدين !
- ألحضارتان ألسومرية وألبابلية لم تقدما أيَّ إنجاز للبشرية ... ...
- شراهة بناء ألمطارات ... وما وراؤها من دوافع!
- ألأشقاء ألأعداء .... وألحرب ألإقتصادية ألمُعلنَة !
- بصدد - نداءات من أجل وحدة ألحركة الوطنية وألديمقراطية في الع ...
- إلى متى يبقى العراق ... البقرة الحلوب !؟
- إقتصاد ألظل العراقي ... ودوره التخريبي
- المياه .... سلاح إزالة العراق من الوجود!
- ملاحقة أموال ألعراق المسروقة ... المدخَل لذلك


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أشَد ألتبعيات تدميراً للإستقلال ألوطني ... هي ألإقتصادية وألعسكرية