أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - بيت السبع مايخله من العظام














المزيد.....

بيت السبع مايخله من العظام


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيت السبع مايخله من العظام
محمد الذهبي
وهذا المثل يضرب لما يدل على بقايا النعمة والهيبة لدى من ذلّ أو افتقر، ويضرب أيضا للشخص يعرف بامتلاك أموال أو حيازة متاع ونحوه، فيسأله البعض اليسير، فينفي أن يكون تحت يده من ذلك شيء، وهذا ما سيحدث في مؤتمر الدول المانحة، فكل الممنوحات لا تساوي سرقة واحدة قام بها فلان او فلان، ولو شاءت الحكومة لطالبت اللصوص بالأموال التي سرقوها وأجبرتهم على إرجاعها، لكان أفضل من ألف مؤتمر للمانحين، التسول أمر يمارسه عديمو الكرامة، ومؤتمرات الدول المانحة اردأ من التسول بكثير، والدولة حينما توصم بأنها متسولة لن تقوم لها قائمة أبداً، ويحكى في التسول الكثير الكثير، حتى صار له أدب وشعراء، وفي وقتنا صار له رؤساء، فبعض الدول معروفة ومشهورة بالتسول وانضم إليها بلدنا بعد ألفين وثلاثة.
وكان خالويه المكدي معروفاً بالبخل والتسول مع وفرة في المال، وقف عليه سائل ذات يوم في مجلس من مجالس بني تميم، فمد يده في الكيس ليخرج فلساً، وفلوس البصرة كبار معروفة، فغلط بدرهم فلم يفطن حتى وضعه في يد السائل، فلما فطن استرده وأعطاه الفلس فقيل له: هذا عمل قبيح، فقال عند من؟ إني لم اجمع هذا المال بعقولكم فأفرقه بعقولكم، وبعد ذلك فهذا المسكين، ليس من مساكين الدراهم، انه من مساكين الفلوس، وقال الأصمعي وقفت على سائل بالمربد وهو يقول:
قد رهنت القصاع في شهوة الخبز ......فمن لي بمن يفك القصاعا،
فقلت أتممه، فقال أتممه أنت، فقلت:
ما رهنت القصاع يا قوم حتى ... خفت والله أن أموت ضياعا
فقال والله أنت أحوج إلى المسألة وأحق بها مني، وهذا ما يفعله وطن السواد بعد أن أضاع الأرض وذل وافتقر ، صار يتسول المليون والمليونين، حتى الآن ميزانيته تعادل ميزانية الكويت أو غيرها من الدول بأضعاف، بلد يصدر يومياً خمسة ملايين برميل من النفط الخام وفيه ثلاثون مليون نخلة، وحقول من الغاز ، ولديه نهران عظيمان وأرضه أخصب من أراضي الدول مجتمعة وفيه سياحة دينية واهوار وجبال ، طبيعة خلابة ومقتنيات لا يمكن توفرها لأيّ بلدٍ في الأرض، لكنه بلد متسول للأسف، بلد النفط يتسول في مؤتمر يصطحب اليه 158 مسؤولاً، عفواً 158 متسولاً ، سيعودون بخفي حنين مع ظهور المتغيرات الجديدة في المنطقة، واحتمالات نشوب حرب كبيرة تقودها اسرائيل.
ربما يكون التسول طبعاً من طباع الناس، فانا اعرف عائلة متوسطة الحال وغير محتاجة، ولكن أباهم يتسول في الإشارات الضوئية، استخدموا معه كل الأساليب لثنيه عن هذا العمل، ولكنه يخرج متخفياً ليعثروا عليه ثانية في إشارة ضوئية فيعود معهم الى البيت، العراق صار التسول طبيعة من طباع قادته ولكنهم استبدلوا المفردة بمفردة لطيفة، وهي الدول المانحة، واقنعوا أنفسهم أن العراق بلد فقير يستحق الصدقة، ويذهبون إلى التسول زرافات وعشائر ومحافظات، بلد هم من أفقره وهم من حطم قطاعه الخاص وهم من دمر ثروته الحيوانية ومعامل التعليب بيعت ( تفصيخ)، وهم من أجهز على الأراضي الزراعية فيه ، وحتى النخيل لم يسلم من أحقادهم، فهم يستلذون المسكنة ويحبون الكدية، قضوا أعمارهم على موائد الدول المانحة من اللجوء الى المسؤولية، وهذا ديدنهم ولا نستطيع أن نطالبهم بأكثر من هذا، فهم متسولون حتى وان كان في بيت السبع عظماً.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان يهديها حضوراً... وهي تهديه غيابا
- ضاع ابتر بين البتران
- طابور العشاق
- الأذن
- نهر
- أوشكت ان اكون شهيداً
- معاناة خريج
- صبراً ان ضاعت عاصمة فعاصمة قيد الضياع
- ابن عم الكلام
- هذا ما قاله الشيخ لأبي
- في الظل لاتقعي الدروب
- عندما تهرم
- كنتُ في كركوك
- أنا وكلبي
- اسم الوردة وامبرتو ايكو
- الرصيف مكتبتي
- حين كان الرصيف مكتبتي
- الآلهة التي قطعت رأسها
- أهواء نيرون
- هم يرجمونَ بما جنوا شيطانهم


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - بيت السبع مايخله من العظام