أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - رواية (رماد شجرة النبق ) حكاية التشردالعراقي..















المزيد.....

رواية (رماد شجرة النبق ) حكاية التشردالعراقي..


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5751 - 2018 / 1 / 8 - 16:48
المحور: الادب والفن
    




صدرت أخيرأ رواية الكاتب العراقي ( سلام أمان ) والتي كانت بعنوان ( رماد شجرة النبق ) عن مكتبة النهضة العربية للطباعة و النشر , الرواية كما هو مدون في خاتمة الرواية أبتدات في دبي و بتاريخ 10-08- 2008 وانتهت في بغداد بتاريخ 02-03-2009
يبدا الرائي أو السارد ( سلام أمان ) رحلته من شوارع راغبة خاتون في الاعظمية مودعا الاصدقاء و الخلان ويطلب منهم براءة الذمة وهو على اهبة الرحيل صوب المنافي بعد ان رمى ثمانية وعشرين عاما وراءه وعز عليه باقي عمره وادخره للغربة ( وماكنت أعلم يومها أن الغربة عاصفة و سنسنين العمر قصاصات ورق صغيرة يوف تتطاير شتاتأ في كل الارجاء ) . في عمان يبدا رحلة الاغتراب الاولى للسارد ( محسن * وكان اول الاعمال في محل بقالة وعند رجل اردني يدعى ابو طارق ويقبل هذا العمل رغم أنه مهندس زراعي .وبعد اربع سنوات غربة في عمان تبدأ الغربة الثانية في اليمن وبالتحديد في عدن يتوسل محسن بتلك المدينة حين تطئ قدماه ارض المدينة : ( عدن ايتها الزهرة البرية الصفراء وسط الصخور ترفقي بي ,,أسحبِ أشواككِ عن درب اصابعي و افتحي لي أبوابك ألمغلقة ) .
وفي عدن يخوض تجربة العمل (امين مخزن ) في احدى الشركات المقاولات الخاصة وهناك يلتقي بشخصية ( مجان ) اليهودي ذو الاصول الافريقية ( الاثيوبي ) وهذا النموذج الانسان المثقف و القارئ و الطيب الذي يصبح قريبا جدا من محسن , وفي عدن يبدا صراع العراقي الشريف مع الفاسدين و محاولاتهم في شراء ذمته حتى يغض النظر عن جرائم الغش و التزوير وعدم الكشف عن فسادهم وبعد فشلهم في الوصول الى غاياتهم يقوموا بتدبير عملية سرقة المخزن و يتهم محسن وعلى اثر ذالك يقتاد ( محسن ) الى مركز الشرطة ويخرج بشهادة صديقة الاثيوبي( مجان ) الذي الذي كشف السراق وابلغ عن مكان المسروقات وبالنتيجة دفع حياته ثمنأ لتلك الشهادة حين وجد مقتولا بطعنات من من أخ أحد العصابة التي ابلغ عنهم مجان .وبعد سنتين في اليمن يهاجر الى روما وتبدا التغريبة العراقية الاخرى للمواطن والانسان العراقي محسن خضير.
وفي الخاتمة يسأل نفسه :
(الى اين أيها العراقي الشريد . أيها البحار التائه...إالى أين ستحملك أمواج البحر هذه المرة , وعلى أي الشواطئ ستلقيك ....؟؟؟ ) .
رواية رماد شجرة النبق رواية التشرد العراقي و التي تخاطب شرائح اجتماعية واسعة من المجتمع العراقي وهي صوت الانسان المقهور كان عراقيا وعربيا او حتى انسانيا في رفضها للحرب ومشعلوا الحرائق , أنها رواية متخمة بدلالات اجتماعية تفهم بشكلها المباشر ولاتحتاج تاويل لانها كتبت بلغة اخاذة بسيطة وقد ابهرتني طريقة الاختزال في الحوار والاعتماد على صوت السارد انها رواية حداثية تمزج بين تقنيات متعددة في الكتابة دون الخروج عن مقومات الكتابة الروائية،فتأخذ من الرواية التقليدية لغة السرد المكتوبة التي تحترم مقومات الكتابة بما فيها الألفاظ المأدية للمعاني،وأنماط التركيب الخاص بالأحرف و الكلمات, اواستفادت من الرواية الحداثية وخاصة من التحررالنسبي لزمن السرد الروائي الطويل،والاكتفاء بالزمن السردي القصير المؤدي إلى المعنى من أقصرالطرق، كما استفادت من الفن السينمائي و المسرحي من خلال حركية الشخصيات وتفاصيل الأصوات المؤدية للحوارات،واستغلال اللغة لأداء وظيفة التوليف البصري المنتج للدلالة البصرية و الذهنية المخزونة في ذاكرة المتلقي, رغم اني لي تحفظ على عنوان الرواية ( رماد شجرة النبق ) وبأعتبار العنوان هو العتبة الاولى للنص فاني لاارى في شجرة النبق اية ثقل في العمل السردي و لكني اجد ان شخصية _مجان _الرمز الانساني الانساني العظيم الذي قتله كلمات الشاعر معين بسيسو( ان قلتها تموت ..ان لم تقلها تموت ...قلها ومت ! ) والذي هو من الصور الرمزية اوالرسالة التي اراد الكاتب
( سلام امان ) ان يوصلها الى المتلقي و يتعاطف مع الموقف الانساني العظيم للمثقف و الشيوعي الاثيوبي اليهودي ( مجان ), وبرأي لو اشتق أو أستوحى عنوان الرواية من قصيدة معين بسيسو ( سفر ) عنوان للرواية مثلا ( وطنٌ يُفتِّشُ عَنْ وطنْ ) أو (سلاماً أيّها المتراسُ.. إن ضاقتْ بكَ المُدُنُ ) .
وقد كتب لي الكاتب سلام امان الرد على هذا ألرأي و عن تجربة كتابته لهذه الرواية : ( الرواية كتبتها في فترة كنت امر فيها بضغط نفسي و شوق للوطن والاحباب حين كنت اعيش في الامارات , اما شجرة النبق وذلك الحلم المتكرر الذي كان في ايام صباي يشكل هاجس ملح ومخيف بالنسبة لي وقد انعكس بعد ذلك عندما كبرت ودخلت في خضم احداث معقدة وقد عشت ونجوت من موت محقق عدة مرات منها حكم بالاعدام من محكمة الثورة سيئة الصيت ولهذا فقد استعملته في القصة كرمز للنجاة من حطام ودمار شامل للبناء والحياة) .
يبدو ان الكاتب ( سلام أمان ) قد استفاد الى حد كبير من تجربة الرواية العربية الحديثة خلال العقد الاخير بشكل خاص ورواية الحداثة في الادب العالمي وعلة مخزونه المعرفي من الاطلاع على الادب العالمي. هناك وضوح في حركة الاحداث مع الميل للمحافظة على حركة منضبطة للزمن تكاد ان تكون خطية ومتصلة مع اللجوء ولكن بشكل محدود الى حالات الرجع " والاستذكار( فلاش باك ) عبر المونولوج وبناء المشهد. وعودة ( محسن) في استذكار فترة الخدمة العسكرية في ثمانينات القرن الماضي و بالتحديد حرب العراقية – الايرانية و التي دامت ثمان سنوات و تحاول الرواية استدراج القاريء الى ملاحقتها بيسر، من خلال ثلاث محاور اساسية في الرواية تسير بخطوط متوازية..., لذا، نحن لسنا أمام حكاية واحدة، إنما حكاية متعددة التجليات.وتكمن براعة الكاتب في تحويل القارئ من مجرد متلق للحكاية إلى منتج لها، من خلال المنطق الترابطي لشكل الحكاية، ونوعية الأسئلة التي يقترحها على الحكاية والمحاور التي دعمت ركائز الرواية وهي التي تشكلت بثلاث روايات منفصلة تختلف فيها الازمنة و الامكنه وكل محور منها يؤسس لرواية منفصلة.
في كل فصول رواية ( رماد شجرة النبق ) ثمة خلطة سحرية تمتزج فيها فيها الصور و الأصوات بسمات موجهات علاقة السارد فيها و في حالة تبدو أكثر تزامنية مع أختلاف مواقع الأدوارومرجعية الاستذكارات و هي في حمى اللوعة النابعة من أعماق مفارقات حكاية الشخوص التي يحركها السارد أحيانا في مساحة أفعالها و مصادفاتها و غواياتها و أحلامها الغير متكاملة سرديا و معنويا أن النص الروائي في تجربته ينبعث من موقعية الرفض و الإدانة . و على هذا الأمر وجدنا الكتابة الروائية في الرواية أخذت تنسج صورا بليغة عن القيم و الطبائع و الأهواء التي راحت بدورها ترحب بتلك الشخصيات الانسانية بطيبتها وتسلطها وقمعها للاخر. في الرواية نمط من التسلسل و التواصل في
السرد المتناوب , الكاتب يتنتقل من خلال فعل الذاكرة وبناء المشاهد الحية وتوظيف عين الكاميرا بين ازمنة وامكنة متعددة دونما التزام بنسق خطي متصاعد…وتحت عنوان بنية السرد التسلسلس والنسخ الميتاسردي للحكاية ..تخضع رواية سلام أمان ( رماد شجرة النبق ) لتقنياتها السردية.. اذ انها تعتمد لعبة سردية تنهض على اساس نسخ الحكايات واعادة سردها بطريقة معاكسة.
يستخدم الكاتب تقنية اسلوبية وهي ( الميتاسردية ) والتي يصفها الناقد علي حسن الفواز " بانها تقنية اسلوبية تقوم على فكرة التوازي النصوصي، وتتمثل فيها الكتابة الى شروط المنظور الذي يكسر على ضوئه القاص او الروائي او السينمائي الايهام السردي، والخطّية التتابعية لتنامي الحكي او الاحداث في البنية السردية، من خلال رؤيته للبنيات المتداخلة والمتوازية في النص الروائي او القصصي ). .
في النهاية أيضاً، « رماد شجرة النبق» رواية واقعية بسيطة، يتخللها تسجيل أحوال العراقيين في بلدان الغربة مثل الاردن واليمن وأوروبا وتسجيل لاحداث الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات.
الكاتب
علي المسعود
المملكة المتحدة
هامش :
العبارات المحصورة بين الاقواس هي نصوص مأخوذة من الرواية



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم ( انا دانييل بليك ) صرخة في وجه الروتين و البيروقراطية
- حين يكون الحزن شهيا كالرغيف
- فيلم ( بعد الصورة ) أو افتر إيماج للمخرج أندريه فايدا أدانة ...
- حلم مكسور
- كتابٌ : “اندماج العراقيين في المجتمع السويدي بين الأنين والح ...
- -الذين لا يتقنون الحب، هم الذين يصنعون الحروب-
- من يلتفت الى المبدع العراقي و ينصفة ؟؟؟؟
- رواية -عقيق النوارس- - إنعكاس للمشهد العراقي بعد عام 2003
- رواية ( صورة في ماء ساكن ) استعادة لنصف قرن من تاريخ العراق ...
- (العاشقة و السكير) كشف حالة الاستلاب التي تعاني منها المرأة ...
- رواية - صائد الجثث- نصٌ روائي يحرضك على طرح الاسئلة .
- قراءة في ديوان ( لاشئ هناك) للشاعر ماجد مطرود
- ؟؟ رواية ( خالد خليفة ) -لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة - رو ...
- - الطوفان في نوحه الاخير - محصلة لتجربة انسانية مريرة..
- -نوح في طوفانه ألاخير - حضور قوي للماضي ومستقبل الماضي..
- تقنيات التجريد والتجسيد والتشخيص والمجاز في نصوص الشاعر ( ري ...
- ( ذات صباح غائم ) للكاتبة - ناهدة جابر جاسم - نصاً حسيأ لسهو ...
- قصيدة - أوطان - للشاعر ( عادل سعيد ) قصيدة تتأرجح بين عالمين ...
- قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب ...
- - تجليات العزلة - نص شعري له حضوره الفاعل في منجز أسئلة الحد ...


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - رواية (رماد شجرة النبق ) حكاية التشردالعراقي..