أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - قصيدة - أوطان - للشاعر ( عادل سعيد ) قصيدة تتأرجح بين عالمين..!!















المزيد.....

قصيدة - أوطان - للشاعر ( عادل سعيد ) قصيدة تتأرجح بين عالمين..!!


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 15:09
المحور: الادب والفن
    



هل يمكن ان تختزل التجربة الشعرية للشاعر عادل سعيد بقصيدة ؟؟
وهل بأستطاعة القصيدة المختارة من منجزه الشعري ان تفرز لنا مظاهر استقراء ممكنة لتجرية " عادل سعيد " الشعرية ؟, ولكن عند قراءتي لآغلب قصائد الشاعر المنشورة في الصحف والمواقع ألالكترونية أحاول في كل مرة الولوج الى عوالم الشاعر والتي يسكن ا الوجع والهمْ الانساني على عتباتها منذ البداية و لكني عند قراءتي للقصيدة المنتخبة (اوطان ) أستطيع ان أكشف عن التجرية الشعرية للشاعر "عادل سعيد في " والتي لها خصوصيتها و فرادتها و تميزها في الوقت الذي أُتخم المشهد الشعري بالكثير من الصراخ و العويل و بقليل من دهشة الشعر!!
على العموم استطاع الشاعر عادل سعيد في اغلب قصائدة ان يخرج بعصارة فكره و ثقافته وقراءاته المختلفة واهتماماته الادبية و المهم هنا هو وعيه المبكر والذي جعل االشاعر أن يكتب ضمن رؤيا شعرية موحدة مفعمة بألم المنفى والاغتراب, في قصيدة (أوطان) يصف الغربة و البحث الدائم عن وطن حرأ
في آخرِ الطابور أقف
كما ينبغي لمشرّد مُحترفٍ ان يفعل
تماماً في آخر الطابور
امام لجنة توزيع الأوطان
على الفائضين عن حاجة الزمان
ِوالمكان
ِوالخرائط
و سجلاتِ النفوس
و المقابرِ
في آخر الطابور اقف
يستحضر الشاعر هنا صورة الوطن من خلال غربته التي امتدت لأكثر من ثلاثين عامأ . والوطن وهو المرادف الى الامل الغارق في الدم و القهر و الخرافة التي قضت على حلم العودة لوطنه الذي كان يحلم ان يراه حرأ و سعيدأ و يحلم بالوصول اليه و لكن الوطن هنا ملتبس و منسي و معروض في المزاد وهذه الصورة التي تعكس الواقع المعاش و من خلال حالة الوحشة و العزلة التي هي تحصي حاصل من حالة الاغتراب التي يعيشها العراقي في داخل الوطن و خارجه وفكرة المنفى و الاغتراب تفتح الباب على جرح غائر يمتد عمقه في الذات و الروح ويصل مداه الى الطفولة وبفرح طفولي نرى الشاعر وهو ينشد في اغنية
الطفولة ( يابط..يابط...أسبح بالشط) حين يقول
لي نكهة لم تستأصلها القابلة مع حبل السرّة
لي في القلب نشيدٌ عن بط
يسبح في شط
ولكنه يعود و يسترجع اللوعة و الحزن على عمر ضاع في المنافي و أحلام ا وادها الديكتاتو بوحشيته و قمعه مما دفعة الرحيل صوب مدن الغربة الباردة و الموحشة وقد حرمَ من حنان امه و طيبة والده حين يقول :

و احلامي البائدة
في صرّة طفولتي التي اضاعت دميتها
وحصتي المؤجلة من حنان أمي.

يستذكر الشاعر وطنه و ما وقع عليه من حيف و قهر وجوع ويدفعه هذا الى الاحساس بالمرارة و لوعة وغصة الغياب بلا وداع و المترسب في ذاكرته غبار الطلع و تمرات أدخرها من النخلة العراقية والتي لها الكثير من الدلالات :
ولي في حصّالة حياتي
تمراتٌ ادخرتُها من توق النخلة للأرض
وبعضُ غبار الطلع مازال يسافرُ في رئتي
ليس في جبيني علامات النبوّة .

و في هذه الصورة يستحضر الشاعر فيها صورأ جميلة بعد أن أمتلك رؤية شعرية تجسدت في القمع و النفي من نظام فاشي ديكتاتوري (كتبٌ في الجوع وحربِ الطبقات..... احرقها الفاشست ) . )
هذه الرؤية الشعرية المحفورة في وجدانه والذي استطاع ان يخرجها شعرأ راقيأ استطاع من خلاله وضع قدميه بين شعراء العرب الذين ابدعوا و كتبوا و تركوا لنا أثرأ أدبيأ , القصيدة إذن تتأرجح بين عالمين متجاورين ومتصارعين:
الواقع الحالى بكل صوره الشرسة و وأوجاعه اليومية والعالم الداخلى الخاص بالشاعر.
إن مملكة الشاعر يحكمها طفل بعمره، طفل يرفض أن يوقع على سجل الكراهية مغمورأ بالحب ، ويبغض عصر الخرافة وبشاعة القتل المجاني مملكة سورها البراءة والطيبة , ومن خلال تلك الصورة الرائعة يعود بنا و بأسلوب ( الفلاش باك ) الى أيام الطفولة بكل براءتها و نقاءها متجسدأ في اغنية الاطفال ( يابط )
وما تحملها من دلالات للبراءة و النفاء وكأنها تتنبأ بما سيمرّ بالعراق، فنراه تطوى قلبه الحزين , عالم الشاعر إذن ذكريات تمتزج ببراءة طفولتنا وهى تبحث عبثا عن الوطن !!
و لن اقبل بذاك الوطن اللامع الذي على اليمين
و لا بذاك المترف الذي على اليسار
فقط ذاك
ٌذاك الذي رأسُه نخل
و ذراعاه نهران
******
إنها لوحة من الذاكرة، فأن " نكتب ذاكرتنا، معناه أن تخلى عن وهم محاكاة الواقع ونحرر اللغة من ترجمة المرئي، ونرتاد فوضى التخييل المنفتح على أكثر من سجل والمكتسب من مخزونه للحقائق و الوقائع التي مرَ بها الشاعر :
مثل دمعةٍ معلقة في مأتم
اجمع ما تساقط من سنيني
وخرافاتي
و احلامي البائدة

انها شعرية الألم، والتي لا يفصح عنها " عادل سعيد " الا بالرمز مرة و بالدلالة مرة اخرى ، ربما من فظاعة المشهد، ربما لهول الفاجعة على الشاعر التى أراد للقصيدة التكثيف والدخول فى غموض الرمزالمغلق .
هذه الطاقة الشعرية التي تدفع بالشاعر عادل سعيد ان يحلم برصيف لن ينتهي أبدأ التى تدفعه في رسم سنوات العمر الباقية ولان الشاعر من النوع الذي يعتمد في تركيب الصور الشعرية والتي يكون أطارها الأمل فى تغيير هذا العالم لذا يجعل من الحلم سمة طاغية على القصيدة , فالحلم هو الضمان الأصلى ضد عمليات التغريب والقهر المتراكبة التى تمارسها الانظمة الديكتاتورية المتسلطة,
وهذا القهر والتسلط سبب رئيسى للمعاناة فى القصيدة كما فى الواقع المعيش قد يجعل الإنسان يعيش بلا أمـل !!
وبعد: أترانا فككنا شفرة قصيدة " أوطان ؟ واطّلعنا الى خبيئتها، وسمقنا الى حروف الشاعر " عادل سعيد " المتوهجة ؟ أم ترانا مررنا كفراشة نور فوق مباسم حروفه ام وجع دفين محاولين تقديم بعض وميض يجلى المسكون و المختفي من جواهر الكلمات و ايقاعها المدهش و الجميل أيضأ ؟؟؟

علي المسعود

كاتب عراقي مقيم في
المملكة المتحدة

قصيدة " أوطان " - الشاعر عادل سعيد

اوطان

في آخرِ الطابور أقف
كما ينبغي لمشرّد مُحترفٍ ان يفعل
تماماً في آخر الطابور
امام لجنة توزيع الأوطان
على الفائضين عن حاجة الزمان
ِوالمكان
ِوالخرائط
و سجلاتِ النفوس
و المقابرِ
في آخر الطابور اقف
مثل دمعةٍ معلقة في مأتم
اجمع ما تساقط من سنيني
وخرافاتي
و احلامي البائدة
في صرّة طفولتي التي اضاعت دميتها
وحصتي المؤجلة من حنان أمي
لي نكهة لم تستأصلها القابلة مع حبل السرّة
لي في القلب نشيدٌ عن بط
يسبح في شط
واغانٍ عن دمع الحلوة يسيلُ مع الكحل
و اصابعي مازالت ترتجف
من هول الدرس
و حفيفِ مسطرةِ المعلم
و لي في حصّالة حياتي
كتبٌ في الجوع وحربِ الطبقات
احرقها الفاشست
و اطفأوا دموعَ الحبّ الممنوع
ولي في حصّالة حياتي
تمراتٌ ادخرتُها من توق النخلة للأرض
وبعضُ غبار الطلع مازال يسافرُ في رئتي
ليس في جبيني علامات النبوّة
ولا هالاتُ القدّيسين
ولكنه سيعرفني
وطني الجالسُ هناك
في لجنة توزيع الأوطان
و انا في الطابور
لن ازاحم رفاقي المشرّدين
في اوطانهم
و لن اقبل بذاك الوطن اللامع الذي على اليمين
و لا بذاك المترف الذي على اليسار
فقط ذاك
ٌذاك الذي رأسُه نخل
و ذراعاه نهران ******
انت ايها السيد*
يامن كنت في آخر الطابور
لم يتعرف عليك وطنٌ من الأوطان المجتمعة في اللجنة
لقد أطفأَت المنافي نكهتك
و ذبُلت اغانيك
و بالرغم من منسوب العشق العالي فيك
و لكن ما من وطنٍ في الأرض
يفهمُ لغتك
حتى ذاك! ؟ --
حتى ذاك --
و اشفاقا منّا عليك
قرّرنا منحك رصيفاً
رصيفاً لن ينتهي ابدا
تهدرُ فيه
ما تبقى لك في حَصّالة حياتك
مِن سنوات

شاعر عراقي مقيم في النرويج




#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب ...
- - تجليات العزلة - نص شعري له حضوره الفاعل في منجز أسئلة الحد ...
- - في باطن الجحيم - رواية تمجد الانسان في نضاله وتدين فاشية ا ...
- - محمد الحرز - ناقد يزرع في حقل الشعر ( سياج أقصر من الرغبات ...
- قلب اللقلق - خطاب المثقف للقارئ سواء أكان عراقيأ أو عربيا أو ...
- أبحار.... مع تجربة الشاعر ( أبراهيم البهرزي)
- !!!! -تحت سقف المرآة - قصائد مترعة بالحياة و نشيد يمس القلب
- الشاعر -رياض محمد - شاعر الدهشة و الجمال ..!!!
- قراءة لرواية - همس الغرام - للكاتب لميس كاظم .
- رواية - سيدات زحل - صورة عن مواجهة الجمال مع القبح..!!


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - قصيدة - أوطان - للشاعر ( عادل سعيد ) قصيدة تتأرجح بين عالمين..!!