أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - ( ذات صباح غائم ) للكاتبة - ناهدة جابر جاسم - نصاً حسيأ لسهولته و قصره وبلاغة مضامينه .















المزيد.....

( ذات صباح غائم ) للكاتبة - ناهدة جابر جاسم - نصاً حسيأ لسهولته و قصره وبلاغة مضامينه .


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 15:05
المحور: الادب والفن
    


( ذات صباح غائم ) للكاتبة " ناهدة جابر جاسم " نصاً حسيأ لسهولته و قصره وبلاغة مضامينه .

بقلم : علي المسعود
ان الكتابة النسائية تجسد رؤيا وافقا انطلاقا من خصوصيات الذات المبدعة وانصهارها مع التجربة الحياتية. لكن شخصية المراة تمنح ابداعها خاصيات عدة- على مستوى الشخصيات كما على مستوى الاحدات الاخري, والقصة القصيرة نص للبوح و منصة للسرد من اجل توثيق زمن الذات ربما هذا يكون مدخلا لقراءة قصة ( ذات صباح غائم ) للكاتبة ناهدة جابر جاسم وهي كاتبة عراقية تقيم في الدنمارك والمنشورة في مجلة الكلمة ( العدد 76 في أغسطس 2013). عندما قراءة تلك القصة القصيرة جدا والتي توصف فيها : " كان صوت الموت والخلاص أقوى واصدق من كل الأصوات التي كانت روحي تسمعها في ذلك الصباح الرمادي ....!!!".. من هذه العبارة المستلة من هذا النص القصصي يقف القارئ عند الكثير من الدلالات، فالعنوان وله دلالات فقد وفقت الكاتبة في تركيبـه مـن رمزيـن قوييـن ومعبريـن عـن واقع حال ما يعتمل طي ضلوعـه من يأس وأمل وما يعتمل في الواقع من مآس وتطلعـات وأحلام . وجاء العنوان مدهشاُ حين أتى موازيأ لمضمون القصة المدروس بعناية شديدة فنيأ وموضوعيأ و هدفأ و توجيهأ, و حتى وهي تطلق جملتها الصرخة كوجع عراقي " غزالة روحي ضائعة في غابة الهموم"!! .
استخدمت الكاتبة اللغة السردية و التي هي اقرب الى قصص السيرة لامرأة تعاني من حالة الاهمال من رفيق الروح و هذه اقسى غربة من الغربة نفسها و يكتمل الوجع حين تكتشف مراهقة الزوج المتاخرة و هذا يشكل سرقة للروح في منظور بطلة الكاتبة ناهدة فتهرب من خيبتها و تستسلم للموت و هذا يخالف طبيعة و فكر الكاتبة التي ترفض الخنوع و الاستلام وعلى مدى سيرتها النضالية وهي تواجه اقسى دكتاتوري في التاريخ البشري و في جبال كردستان تعطى اروع درسأ للمراة العراقية و صمودها! و كانت الكاتبة التي ارتدت صوت بطلة قصتها ( ذات صباح غائم) و اكاد أجزم ان الشخصية مالوفة و هي ذات الهم الشائع ؟؟؟ والملاحظ ان القاصة في هذه النص جربت الكثير من اللعب السردية، من النوع الكلاسيكي الى الهذيان، الى اللغة الكثيفة، ولو ان تيمة " الخيانة " هي السمة الواضحة في القصة والتي سبق و ان كشفت عنها الكاتبة في قصتها ( ( العاشقة و السكير) المنشورة في الحوار المتمدن بتاريخ ( 2012 / 11 / 2)وهي ذات الروح المهجورة في قصة ( القديسة و الشيطان ) و المنشورة في الحوار المتمدن ( الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 واذا كانت الروح كما تصفها بطلة قصة ( العاشقة و السكير ) حين تقول :
(لم تكن يدي تأخذ الوردة بل روحي المهجورة التي كانت ليلتها الماضية قاسية، وجسدي مهجور قرب حبيب عمرٍ مشغول بكأسه ونزواته التي لم أكن متيقنة منها بعد، كانت مجرد هواجس وشكوك من سلوكه الغريب والشاذ معي),..؟؟؟
هذه الروح هي ذاتها بوجعها و بخواءها في قصة ( في صباح غائم ) حين تصف حالتها
وحيدة مع عذابات غربتي و أمومتي....غزالة روحي ضائعة في غابة الهموم )!
وفي مكان اخر تكشف حالة الياس المقيم في روح شخصتتها الرئيسة حين تبوح البطلة بوجعها ( كان صوت الموت والخلاص أقوى واصدق من كل الأصوات التي كانت روحي تسمعها في ذلك الصباح الرمادي صوت الخلاص الذي كان الوحيد قوياً وطاغياً ؟؟ مسيطراً على رأسي يناديني بحب ) .
فالوفاء لم يكن حاضرأ في حياتها من جانب رفيق الدرب و الذي وقع اسيرأ لنزواته العابرة ولرغباته الدفينة ولعشيقاته.
وبذلك تتمكن القاصة ( ناهدة جابر جاسم ) من تعرية واقع مرير،وكشف حالة الاستلاب التي تعاني منها المرأة العربية بشكل عام و العراقية بشكل خاص واقع مؤطر بالتهميش و ويهيمن
عليه الخيانة والمكر، ولمس ذالك من خلال شخصية انشطارية تعيش نمطين من الحياة السرية - العادية مع الناس و الاقرباء و الاخرى وهي شخصية الزوج المراهق و المدمن على احتساء الخمر نابذاً نمط العيش السوي ومنغمسا بكل قواه في حياته الخاصة والسرية.!!
إن تشكيل فضاء هذا النص القصير تم بانفعالية و دقة، فاسحاً المجال في كسب القارئ الى صفها، فالصور و إن كانت بليغة و مرتبة إلا أنها تمنح القارئ فسحة للخيال ورسم صورة للعلاقات الزوجية في المهجر و تصور أشياء أخرى موازية لها. كما أن جمل النص القصيرة وهي جمل أغلبها فعلية وادخال صوت المطرب الراحل ( رياض احمد ) جاء لتكثيف حالة الحزن والشجن للشخصية المحورية هو توظيف ذكي و جميل واعطى للنص شحنة اضافية.
أن الكثيرٌ من العلاقات الزوجية تُبنى على أساس الإحترام وربما يُخيّل لأصحابها أنهم يعيشون أو يشيّدون حبّا، لكنْ سريعا ما تهنزّ علاقاتهم وترتجّ وتتصدّع، ويكتشفُ صنّاعها أنّهم أقاموا صروحا، وأشادوا قصورا على أسس من سراب لطالما توهّمُوا أنّها حبّ لقد استطاعت الكاتبة ان تسلط الضوء على جانب من الانحراف في العلاقات الزوجية , لقد شهد مجتمعنا المعاصر انحرافا خطيرا عن السبل القويمة في رعاية العلاقات العاطفية وتأطيرها وحمايتها من الأخطار الاجتماعية والصحّية، وغلبت الفوضى على الحياة البيتيّة بما فيها الزوجيّة، وسادت في الواقع كثيرٌ من المشاكل المستعصية، ولم يعد الحبّ كسنّة إلهية تلك القوّة الجذّابة التي تشدّ الرجل إلى المرأة كما تشدّ المرأة إلى الرجل وتقرّر مصيرهما في الاستمتاع بذاتيهما، ولم يعد بالتّالي بينهما معنى لمناخ السكينة والدفء والوئام الذي ألحّتْ عليه التعاليم الإلهية، بل غالبا ما أضحت المؤسسة الزوجية في واقعنا الراهن ثلّاجة للأحاسيس المتوهّجة والعواطف المتوقّدة، وساحة شائكة يحكمها التشنّج والنزاع، ويتربّص بها العنف الجسدي واللفظي، وتنفك فيها غالبا عُرى الروابط، وتنقطع جسور التعايش خلاصة القول علينا ان نثمن دور الكاتبة " ناهدة جابر جاسم " وألاشارة الى النية و الغاية النبيلة لها في ابراز جوانب من الثغرات في العلاقات الانسانية و وليس جديدأ عليها الخوض في الكتابة في هذا المضمار من خلال مقالاتها التي تناولت المرأة و قضاياها .
فهل يعي مجتمعُنا المآزق التي آلتْ إليها الحياة العاطفية بين الازواج المعاصرة فيأخذ بأسباب الإصلاح وزمامه؟ .
ولذا يمكن القول ان نص الكاتبة ( ناهدة جابر جاسم ) نصاً حسيأ بأمتياز لسهولته و قصره وبلاغة مضامينه بما تثيره في نفس القارئ من شغف و تساؤل عميقين؟؟
كما لمسنا بناءً وتأثيثاً جمالياً متميزاً وشذرات نفس كاتبة قصصية ،نص وجذاب، يخترق القارئ، ويقحمه فضاءات القصص الرحبة بعفوية دون تكلف، ممزوجة بقدرة رهيبة على الإقناع مع تناسل لأحداث جانبية داخل كل النص بالإضافة إلى عمق الوصف ولذته .


علي المسعود
كاتب عراقي
مقيم في المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - أوطان - للشاعر ( عادل سعيد ) قصيدة تتأرجح بين عالمين ...
- قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب ...
- - تجليات العزلة - نص شعري له حضوره الفاعل في منجز أسئلة الحد ...
- - في باطن الجحيم - رواية تمجد الانسان في نضاله وتدين فاشية ا ...
- - محمد الحرز - ناقد يزرع في حقل الشعر ( سياج أقصر من الرغبات ...
- قلب اللقلق - خطاب المثقف للقارئ سواء أكان عراقيأ أو عربيا أو ...
- أبحار.... مع تجربة الشاعر ( أبراهيم البهرزي)
- !!!! -تحت سقف المرآة - قصائد مترعة بالحياة و نشيد يمس القلب
- الشاعر -رياض محمد - شاعر الدهشة و الجمال ..!!!
- قراءة لرواية - همس الغرام - للكاتب لميس كاظم .
- رواية - سيدات زحل - صورة عن مواجهة الجمال مع القبح..!!


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - ( ذات صباح غائم ) للكاتبة - ناهدة جابر جاسم - نصاً حسيأ لسهولته و قصره وبلاغة مضامينه .