أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ليمود - رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة


يوسف ليمود

الحوار المتمدن-العدد: 5749 - 2018 / 1 / 6 - 14:07
المحور: الادب والفن
    


رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة


السيد حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس المذكور أعلاه،
بعد التحية

منذ ستة أشهر تقريبا تسلّم مكتبك مني شكوى ورقية سردت لك فيها الأخطاء الفادحة التي وصمت كتابي "ذاكرة متحف ومدينة" الصادر عن "المجلس"، ثم انتظرت أكثر من شهرين لم يأتني خلالهما رد منك، بعدها أرسلت لك إيميلاً، وطوال شهرين آخرين لم يصلني منك أي رد. مؤخراً، وأثناء زيارتي القاهرة قبل شهر، اتصلت بك تليفونيا، فرددتَ فوراً، بعد الرنة الثانية، على الرقم الغريب أو المجهول لك وقتها. في بداية المحادثة حاولتَ التملص من مسئوليتك متحججاً بأن الكتاب صدر في عهد الأمين السابق عليك، واندهشتُ أنا من هذه الحجة البائسة وهذا التفكير غير المسئول، ودار بخلدي السؤال: ولماذا أتيتَ إلى هنا أصلاً، وأين تبدأ مسئوليتك تحديداً؟! المهم أنك طلبت مني أن أمهلك يومين لتحري الأمر وأتصل بك ثانية في وقت حددته أنت. في نهاية تلك المحادثة أبديت لك استيائي من عدم ردك على رسالتيّ السابقتين فأبديتَ اعتذارك لي متحججاً بكم الكتب التي أصدرتموها أخيراً. ما علينا! المهم أنني اتصلت بك بعد يومين حسب اتفاقنا فلم ترد. اتصلت بعدها مرتين في يومين مختلفين ولم ترد. فهمت طبعا أنك لن ترد، رغم أنني حدست هذا عندما سمعت صوتك في المرة الأولى والوحيدة. كان صوتاً كالحاً لا حياة فيه ولا يبشر بأي شيء، ولست أقصد هنا قضيتي تحديداً، ولكني أقصد عموماً وعلى المستوى المهني لشخص في مكانك، بالأحرى في مكانتك. قمت بسؤال بعض الأصدقاء الذين أثق فيهم عنك، ومنهم بالمناسبة من يعمل في المحيط الذي تتحرك فيه. فهمت أن أحداً لا يعرف لك تاريخاً وأن وزير الثقافة هو من أتى بك فجأةً من "المجهول". سأحتفظ لنفسي بما سمعته من صفات عن شخصك تزيد من شعور المرء بالكراهة تجاه ما يحدث من تخريب ممنهج ومدروس في هذا البلد المنكوب، حيث لا يعنيني من أمرك سوى صفتك كأمين عام.

إن سلوكك معي وتعاملك مع شكواي بالتجاهل والإهمال، وأخيراً بالوعد الكاذب والتهرّب مني، ليس من المهنية ولا الشرف في شيء، وإنْ توّقع المرء مثل هذا السلوك من موظف مغمور منسحق فمن الصعب توقعه من "الأمين عام للمجلس الأعلى للثقافة"، اللهم إلا إذا كان هذا الأمين يشعر في أعماقه أنه لا يختلف كثيراً عن المستوى الوضيع لمثل ذلك الموظف الصغير. لكن حتى هذا لا يرفع المسئولية عنك أو يجعلني أغفر لك. بالعكس، لقد انتهيتُ إلى أنه لا معنى من مد شكواي، إدارياً، إلى آخرها. فلا أمل في رأس المؤسسة الثقافية نفسها، ليس فقط لحقيقة أنه أتى بك لأسباب مجهولة، وغالبا مشبوهة، ولكن لأني أعرف أن لا علاقة لهذه المؤسسة في النهاية بفكرة الثقافة كما يفهمها شخص مثلي. أنتم لا تخدمون الثقافة بقدر ما تخدمون النظام البائس الذي لا يعترف بالثقافة إلا بمقدار ما تدعم وتعزز وجوده الفظ القبيح. ليس هذا بجديد. وليس من المستغرب في هذه الأيام السوداء أن يتم اختيار الأمين للعام للمجلس الأعلى للثقافة على أساس انعدام الصفتين: الأمانة والثقافة، إلى جانب اعتبارات بائسة أخرى منها الشللية، بطبيعة الحال. لكن الغريب أن يصل انعدام الكفاءة وانعدام المسئولية إلى المستوى الإداري نفسه، الذي من المفترض أنه يحفظ شيئاً من ماء وجه هذه المؤسسات التي يمولها الشعب دون أن تفيده هي في شيء.
إذا لم تكن مستعداً للقيام بواجبك الإداري، يعني لا هو إبداعي ولا يحزنون، فأنت وأمثالك عالة على الشعب. غير أني لن أفهم أبداً كيف يحتمل أمثالك أنفسهم وهم يعلمون أنهم ليسوا سوى أشباح تصول وتجول في خرابات دون أن يكون لديهم الحماس أو النية في تغيير شيء للأفضل. أليس هذا هو الفشل؟
أنتم الفشل!

كنت قد أخبرتك أنني اكتشفت بالصدفة، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من صدور الكتاب، أنه أُلقي بكل أعداده في المخزن ولم يوزع منه شيء على منافذ البيع المختلفة بالمحافظات، وكان واضحاً أنك تعرف هذه الحقيقة وأن الطبيعي أن تتعفن الكتب في المخازن. حذار فقط من اليوم الذي سيحدث لك فيه ما يحدث لتلك الكتب في المخازن.

يوسف ليمود



#يوسف_ليمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروهلفتيسا القاهرة تدشن موقعاً ثقافياً وفنياً على شبكة النت
- الفن المعاصر في مصر بين الواقع والمؤسسة
- أربعة مشاريع أرشيفية في معرض بين الواقع الغائم وذاكرة الفن
- القاهرة الجائعة للحياة بعين الفنان السويسري فيرنر فال فراي
- صورة العالم الهشة في بينالي فينيسيا الخامس والخمسين
- -آرت بازل- 44 ووجه آسيا الحاضر
- يوسف ليمود ل 24: ستسقط أقنعة الأخوان إلى الأبد أجرى الحوار ...
- صورة أجيال الفن الجديدة في مصر
- بين برانكوزي وسيرا: كراسة إمكانيات للعين والبصيرة
- صورة الزمن في الفن والواقع
- ثورة مصر وحناء الجسد الخفي
- رمسيس يونان، مساحة صمت بين الأنا والمطلق 2-2
- رمسيس يونان، مساحة صمت بين الأنا والمطلق 1-2
- سارا لوكاس في قطن جسدها الرمادي
- لويز بورجوا: ذاكرة الجسد وجسد الذاكرة
- قبل إسقاط الصنم
- بيتي بيدج: نملة الذات وكهرباء الجسد الزائدة
- عن الحب والقتل وجدار جمجمة معتمة
- آنا مندييتا: الأرض حدساً لجسدها، الأرض حقلاً لفنها
- كارولي شنيمان وبهجة اللحم


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ليمود - رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة