أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - للعشاق نصيب من الارهاب














المزيد.....

للعشاق نصيب من الارهاب


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 17:33
المحور: المجتمع المدني
    


لم يقتصر فعل الإرهاب على إثارة الفوضى والقتل وإستباحة المفاهيم الإنسانية، بأفعال منفردة وجماعية لتحقيق مكاسب سياسية ودينة وإقتصادية، او لتشويه الإسلام؛ بل هو عمل منظم يذهب الى أبعد من آثاره الظاهرية، ويهدف الى تدمير منظومة قيمية ودينية.
خطوات متسلسلة إتبعها الإرهاب لنقش جرائمه على جدار التاريخ، بالمقابل تفانت مجاميع إنسانية لتثبيت النظم القيمة الاجتماعية.
إرهابي يقتل أطفاله وزوجته لإختلاف مذهبهما، وآخر يشترط على زوجته تحويل مذهبها، وثالث يقطع بين العوائل والأنساب على اساس قومي، وأصدقاء فارقتهم الأقدار وتجار اوقفوا تجارتهم، وعمال إنهزموا من أماكن عملهم، ومشاريع على أسس قومية، وتعطل الحركة بين المدن بل داخل المدينة على هذه الأسس، مع تعالي وتيرة الطائفية والعشائرية والقومية، وقبل كل زواج وخطوبة سؤال عن الدين والقومية والمذهب.
أعمال القتل والتشريد والنزوح، وإستهداف مدنيين ابرياء، وجملة اعمال لا تنم للإنسانية بشيء، جعلت من الناس في حالة تتوجس من إقامة أي علاقة إنسانية، وحذر من التعامل الإقتصادي والجغرافي والعائلي والثقافي، وداخل مجتمع الدولة من لا يثق من هاجس او افعال حقيقية ولدها الإرهاب، والقوى التي تلعب على التناقضات، ووضعت حدوداً لا يمكن تجاوزها في مجتمع متواشج.
إن الآثار السلبية للإرهاب، ولدت فجوات كبيرة بين المجتمع، وفرق بعض العوائل، ولا يبالي بوضع الحواجز بين العلاقات العاطفية لبناء مستقبل، وحتى الطلاب في الجامعات صاروا يبحثون عن علاقات على اساس مذهبي او قومي، وإلاّ أي علاقة ستواجه بالرفض من عائلتي الشابين، وأن خالفا العرف العائلي ربما يتعرضان للتشريد والقتل، وربما الشباب أقل ضرراً من الفتاة، التي لا يقبلها أهل من تحب ولا اهلها، وما تركه الارهاب لا يقل خطورة عن اسلحته المباشرة، وتوجيه الأسلحة لصدور ورؤوس الأبرياء، بل تعداه الى قيم ومفاهيم المجتمع وتشتيت المنظومة الإنسانية، وحاولوا قطع كل ما من شأنه تعزيز وحدة الدولة والمجتمع.
دفع الشباب ثمن الاختلافات القومية والمذهبية وتنافسات السياسة، التي جعلت بعضهم يسعون لا يعرفون الاّ الحديث بالخلافات العرقية.
الجار يشك بجاره والصديق بصديقه، والتاجر لا يأمن المتاجرة مع مختلف معه بالمذهب والقومية، حتى العاشق لا يثق بمعشوقته، وربما يعتقد أنها تفكر يوماً ما بقتله، وكذلك كلا العشيقين لا يعتقدان بإكمال بقية حياتهم وتكليل علاقتهم بالزواج، وبدل من أن يكون الحب سبباً بتقارب مجتمع وتعايش بين مذاهب وقوميات، أصبح خطراً آخر للتناحر، وقبل الإقدام عليه أن يسأل عواطفه وعينيه وقلبه، وعليه أن يتأكد من قومية ومذهب زميلته في العمل او الدراسة، قبل أن يُعجب بها ويختارها شريكة للحياة، وهنا مثلما عمل قوى إرهابية على تفتيت أدق تفاصيل الحياة والقيم، بمقابل من سعى لتثبيتها بدمائه، فلابد من إستثمار التضحيات، والروح الطوعية والتلاحم المجتمعي، فحين يقدم المقاتل نفسه لم يسأل عن قومية ومذهب الأطفال والنساء، وهذه القيم العالية من واجب المجتمع أن يضعها أسساً لمناهجه الفكرية والدراسية، ويعلمها لأجياله المستقبلية، حتى لا يكون للعشاق نصيب من الإرهاب.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستفيدون من تأجيل الإنتخابات
- تضامن ضد الفساد ولا ضامن
- سيوف في خاصرة الوطن
- مَنْ لا يُشارك لا يحق له الإعتراض
- تعين حرامي بأوراق رسمية
- تحدي الخدمات قادم
- علاج الفساد بطريقة آخرى
- التقارب العراقي الإقليمي ..غايات ومبررات
- التحالفات المستقبلية بعد الإستفتاء
- حدود أزاحها التآخي
- شكراً كاكه مسعود
- رئيسنا من بلد مجاور
- كربلاء ثورة الثورات
- بين التسوية والإستفتاء حديث وأحداث وندم
- العراق قلب مثلث السعودية وتركيا وأيران
- الجديد على الناصرية
- وهم كوردستان فرصة لحكومة العراق
- المقاعد للكبار
- ماذا لو كان في النهروان مولاً؟!
- ماذا يُريد الخليج من العراق ؟!


المزيد.....




- موسكو وكييف تستكملان صفقة الأسرى وتترقبان جولة ثالثة من المح ...
- تعهد باعتقال نتنياهو.. مرشح ديمقراطي لعمدة نيويورك يثير تفاع ...
- مقتل ثلاثة مواطنين برصاص قوات الاحتلال خلال حمايتها اعتداءات ...
- غزة على شفا انهيار شامل: الاحتلال الإسرائيلي يواصل تدمير منظ ...
- في يومه العالمي.. تقرير يوثق زيادة صادمة في عدد ضحايا التعذي ...
- إيران تنفذ حملة اعتقالات وتعدم 3 رجال بتهمة التجسس لحساب إسر ...
- البرلمان العربي يؤيد دعوة فتوح لإغاثة شعبنا ويطالب برلمانات ...
- بسبب التنميط العرقي... المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين ...
- لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟
- تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - للعشاق نصيب من الارهاب