أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - إستفتاء البرزاني وإستقالة الحريري














المزيد.....

إستفتاء البرزاني وإستقالة الحريري


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 27 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك شبه كبير بين إستفناء البرزاني وإستقالة الحريري، بل إنهما على الأرجح من إعداد مطبخ سياسي واحد هو الذي وضع مكوناتهما الأساسية لهدف واحد، وهو رمي حجر لتحريك المياه السياسية الراكدة في كل من العراق ولبنان. فإستفتاء البرزاني كان يفترض أن ينبه المجتمع الدولي لمشكلة العراق مع أتباع إيران من الأحزاب الإسلامية والمليشيات الحشدوية، ويمهد لتدخله وإشراكه بحلها. وهو ما فعـلته إستقالة الحريري حينما نبّهت المجتمع الدولي لمشكلة لبنان مع أتباع إيران متمثلين بمليشيا حزب الله وحلفائها، ومهّدت لتدخله وإشراكه بحلها. وربما كان البرزاني سيعود عن إستفتاءه أو يجمد نتائجه بعد إجراءه في الوقت المناسب، كما عاد الحريري عن إستقالته في الوقت المناسب.
لكن رمية البرزاني لحجَر الإستفتاء فشلت وطبخته إحترقت، فيما إستوت طبخة الحريري وأصابت رميته لحجر الإستقالة. لأن أبو مسرور إندفع وراح زايد، في حين أبو حسام عرف حدوده جيداً وعلم أين يتوقف وترك طبخته تتخدّر على نار هادئة! ولأن الأولى لم تترك كي تنضج كما الثانية. كون العراقيين في حالة هستيريا مستمرة تجعلهم دائماً مندفعين بأفعالهم ومتطرفين بردود أفعالهم، لذا من كانوا يؤيدون البرزاني سرعان ما إنقلبوا عليه، أما من كانوا يعارضونه فقد دحرجتهم إيران عليه لأن العراقيين تعودوا أن يكونوا عربة تُدفَع وتندَفِع بسهولة لصالح الغير عرفت إيران كيف تستغلهم لتسقيطه سياسياً وإفشال ما كان يخطط له هو وحلفاءه من الدول العربية بالضد من مخططاتها ومخططات أتباعها بالعراق والمنطقة، في حين أن اللبنانيين هادئين وعقلاء وأكثر واقعية من العراقيين، لذا فهموا حركة الحريري ومغزاها ولم تنطلي عليهم مؤامرات إيران وكلاواتها، ولا شعارات حزب الله وبهلوانياته، ووجدناهم في النهاية قد دعموا الحريري وساندوه الى آخر المشوار.
لذا يتوهم البعض بأن البرزاني قد فشل في إصابة هدفه الذي يظنون بأنه الإستفتاء، لكن الحقيقة هي أنه لم يصبه لأنه لم يسعى لإصابته من الأساس، لعلمه بصعوبة الوصول اليه، فالإستفتاء كان هدفاً كردياً جانبياً سعى لتحقيقة لمجرد تسجيل موقف، أما الهدف الأساسي فكان عراقياً يتمثل بمحاولة أخيرة لإصلاح مجمل العملية السياسية بالعراق، لكن الزخم الشعبي جعله يندفع بطريقة وسرعة إستخدامه لآليات رمي الحجر، فذهب برميته بعيداً الى المناطق المتنازع عليها وخصوصاً كركوك، وأعطى بذلك مبرراً لمن يتربصون به، ولمن كان ينوي أن يحرك مياههم الراكدة فرصة لقلب الطاولة عليه بدلاً من العكس. وغاب عنه في غمرة إندفاعه هذا أنه لا يحتاج لضم هذه المناطق ورسم حدودها بالدم، كما صرح في إحدى المرات، بعد موقفه الإنساني مع أهالي الغربية التي تضم أغلب هذه المناطق، وبعد ما رأوه من عمران وأمان وإستقرار في المناطق التي يحكمها بعد نزوحهم اليها، بالتالي كانوا هم من سيأتون اليه ليطلبوا منه، في يوم كنت أراه قريباً، أن يشكلوا معه إتحداداً فدرالياً مرسوماً بالتفاهم والتوافق والقناعة وليس بالدم.
عموماً لا زال بوسع البرزاني، لو تحرك بهدوء وبعد نظر وبالبراغماتية والخبرة السياسية العائلية التي يفترض أنه يتمتع بها، أن يناور، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو ربما لقلب الطاولة على أحزاب إيران، وهو أن يسعى مثلاً لتشكيل تحالف سياسي عابر للطوائف والقوميات مع علاوي والصدر والقوى السنية المعتدلة، وأن يرشح نيجرفان أو برهم رئيساً للوزراء. وإلا فإن إقليم كردستان والعراق وكل المنطقة ماضون الى مستقبل مظلم مجهول ترسمه لهم إيران وأذرعها الأخطبوطية بالمنطقة، والتي باتت تمتد من اليمن مروراً بالخليج والعراق وسوريا وصولاً الى لبنان.

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش والحشد، عتلتان تُعَشِّقان بعضهما في مشروع فارسي واحد
- الفكر الديني يواجه بفكر ليبرالي محايد لا بضِد إلحادي!
- إنسانية الفرد أبقى له من دينه ومَذهبه وعِرقه!
- دفورجاك.. فتى بوهيميا الذي أبهَر العالم الجديد فأبهَره
- يوم الروما وحقوق المواطنة!
- أزمة الوعي العراقي.. (4) الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد
- مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!
- كونشيرتو الكمان الأول لماكس بروخ.. أوبرا بلا كلمات
- اليَسار العراقي.. الدَور الخطأ في الزمان الصَح، والدَور الصَ ...
- أزمة الوعي العراقي.. (3) الوعي العراقي ونصب اللاحرية
- الموسيقار التشيكي سميتانا.. قلب بوهيميا النابض
- العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!
- أزمة الوعي العراقي.. (2) الوعي العراقي وقطبيته المعكوسة في ت ...
- المالكي والعبادي بين شَخصية المُعارض وشَخصية رَجل الدولة
- لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - إستفتاء البرزاني وإستقالة الحريري