أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى القرة داغي - يوم الروما وحقوق المواطنة!














المزيد.....

يوم الروما وحقوق المواطنة!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 17:13
المحور: حقوق الانسان
    


يوم الروما الذي يوافق 8 أبريل هو بمثابة اليوم العالمي للروما، الذين أصطلح على تسميتهم سابقاً بالغجر، وفي ألمانيا يقام سنوياً إحتفال بهذه المناسبة، كالذي أقيم قبل شهرين في العاصمة الألمانية برلين برعاية وحضور الرئيس الألماني غاوك، والذي دعيت المؤسسة الإجتماعية التي أعمل فيها لحضوره قرب بوابة براندنبورغ، حيث يقع النصب التذكاري الذي أقـامه الألمان للرومـا من مواطنيهم قبل سنوات لإستذكار جريمة قتل عشرات الآلاف منهم على يد السفاح هتلر، الذي لا يزال يحبه في هذا العالم بعض من هُم على شاكلته من البشاعة والوضاعة. وضمن فعاليات الحفل التي تخللتها كلمات للحضور، تكلم الناجي الوحيد من إحدى العوائل التي قـام النازيون بقتلها وإبادتها عن بكرة أبيها، ولم ينجو منها غير طفل صغير كبر وبات شيخاً يروي للعالم كشاهد عصر بشاعة هذا النظام وما إرتكبه من جرائم بحق الإنسانية.
هكذا هي الشعوب الراقية الحية المتصالحة مع تأريخها قبل حاضرها، تعترف ليس فقط بأخطائها بل حتى بجرائمها وجرائم قادتها الذين ألّهتهم في يوم من الأيام، وتعتذر لكل من أخطأت في حقهم، ولا تُصِر وهي المتهالكة المنخورة من الداخل والخارج، والغارقة بأخطائها وجرائمها بحق نفسها وبحق الآخرين، على النظر لنفسها كشعوب عظيمة، أو لقادتها المجرمين الذي أوصلوها لهذا الحال البائس كزعيم أوحد وقائد ضرورة ومختار للعصر كما تفعل مجتمعاتنا التي ماتزال مأخوذة بعِزة الإثم! لذا نحن نعيش اليوم في عالم بات فيه نوعان مِن النُظُم والمجتمعات الإنسانية. واحدة إنسانية باتت تقر حتى لغجرها بحقوق المواطنة، لأن هؤلاء الغجر باتوا يعرفون قيمة إنسانيتهم، ويقرون بحقوقها عليهم، ويطالبون بها نُظُمَهم ومجتمعاتهم كاملة، رغم أنها توفر لهم حداً أدنى منها. وأخرى همجية مايزال مواطنوها بلا حقوق لأنهم لا يطالبون بها أصلاً،لأنهم لا يحترمون أنفسهم ولا يقدرون قيمة إنسانيتهم وحقها عليهم، ويستمرأون إذلال نظمهم وقمعها لهم، وإستخفافها بعقولهم، وإستهانتها بأبسط حقوقهم الآدمية!
قد يقول قائل بأن بعض المسؤولية في ما حدث ويحدث للروما تقع عليهم أنفسهم، وبأن نسبة ليست بالقليلة منهم هي ربما شبه عصية على الإندماج بالمجتمعات المدينية، حالهم حال البدوي والمتريف، ليس لأسباب عرقية أو جينية طبعاً كما يقول ويصور العنصريون وبعض من يشاركهم نظرتهم المعتوهة، بل لإعتيادهم وإصرارهم على حياة الحل والترحال وتمسكهم بعادات وتقاليد لا تناسب مجتمع المدينة،إلا أن هنالك نسبة أخرى منهم ترغب بالإندماج في مجتمعات الدول التي وُلِدت وتعيش فيها وهذا من أبسط حقوقهم الإنسانية التي يجب أن تكفلها لهم هذه الدول، وبالتالي من الخطأ التعميم ووضعهم جميعاً بسَلة واحدة والنظر إليهم جميعاً على أنهم غرباء، وهذا للأسف ما لا يزال يفعله الكثيرون اليوم.

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الوعي العراقي.. (4) الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد
- مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!
- كونشيرتو الكمان الأول لماكس بروخ.. أوبرا بلا كلمات
- اليَسار العراقي.. الدَور الخطأ في الزمان الصَح، والدَور الصَ ...
- أزمة الوعي العراقي.. (3) الوعي العراقي ونصب اللاحرية
- الموسيقار التشيكي سميتانا.. قلب بوهيميا النابض
- العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!
- أزمة الوعي العراقي.. (2) الوعي العراقي وقطبيته المعكوسة في ت ...
- المالكي والعبادي بين شَخصية المُعارض وشَخصية رَجل الدولة
- لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!
- يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى القرة داغي - يوم الروما وحقوق المواطنة!