أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟














المزيد.....

هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السادس من آب الجاري وفي ذروة أزمة السُلطة التي كان عاشها العراق بسبب إصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على ولاية ثالثة، أطل بخطابه الأسبوعي المُمِل وهو يَستشيط غضَباً وعَيناه تقدح شَرَراً، يُزبد ويُرعد ويُهدد أن أبواب جهنم ستفتح على العراقيين بحال أزيح مِن السُلطة ولم يُجَدّد له لولاية ثالثة، بعد أن إستشعَر على ما يبدوا وجود تحركات ليس فقط داخل التحالف الوطني بل وحتى داخل كتلته دولة القانون لإختيار بديل له يَرضى عنه الشركاء السياسيون الآخرون.
ولم تمضي سوى سوَيعات على خطاب اليأس، وإذا بثلاث سيارات مُفخخة تنفجر مساء نفس اليوم بمناطق متفرقة من بغداد، ولتتبعها إنفجارات باليوم التالي حَصدت أرواح العَشرات من العراقيين. ثم توقفت وتيرة التفجيرات قليلا لتعود في مساء اليوم الذي تم فيه تكليف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة، والذي إستبشرَت به كل القوى السياسية وبمختلف توجهاتها، بإستثناء دولة القانون، لكن هذه المَرة على مقربة من بيت العبادي بالكرادة في ما يشبه الرسالة ربما لشقه عَصا الطاعة، وتكرر الانفجار باليوم التالي في نفس المكان! وهو مادفع أهالي المنطقة للتظاهر ومهاجمة مَفرزة الشرطة التي لم يَمنع وجودها بالمكان حصول التفجيرين في نفس المكان ليومين متتاليين! لكن من يومها وبعد أن أّذعن المالكي للأمر الواقع وخرج ذليلاً مطأطأ الرأس ليعترف بهزيمته لصالح العبادي، عاشت بغداد الحبيبة وأغلب محافظات العراق ولله الحَمد حالة هدوء وأمان نسبي وغياب للتفجيرات والسيارات المُفخخة، التي توقفت منذ ذلك اليوم لتعود أول أمس بعد إنطلاق ماراثون مباحثات الكتل السياسية لتشكيل الحكومة، حيث عادت السيارات المُفخخة وميليشيات الجريمة المنظمة الطائفية لشوارع المدن العراقية، مَرة في بغداد ومَرة في ديالى وثالثة في كركوك ورابعة بأطراف أربيل!! تارة بين تجمّع للسنة وتارة بين تجمّع للشيعة!! مَرة بين العرب ومَرة بين التركمان ومَرة بين الأكراد!! وفق مُخطط يبدوا مَدروساً لخلط الأوراق، ومِن ثم عَرقلة وإفشال تشكيل الحكومة لنعود بعد إنتهاء المُدة الدستورية لنقطة الصفر، وطبعاً سيُلقى اللوم حينها على باقي الكتل ومطاليبها وليس على دولة القانون، التي ستسَوق نفسها كالمُضَحي الذي قدّم التنازلات لكن لم يتجاوب معه الآخرون، وبالتالي يستمر الحَجّي مُختاراً! وربما يُصبح صِهره الهيبة وزيراً! وتعود حنّونة لعادتها المأفونة!
بالنهاية وبوقفة تأني ونظرة فاحصة نلاحظ بأن هذه السيارات المفخخة لا تنفجر وهذه الميليشيات لا تظهَر إلا في توقيتات يكون المُستفيد الأبرز مِنها هو الحَجّي وكتلته لتحقيق مكاسب سياسية ولإستقطاب الشارع طائفياً وقومياً، هو ومَن يقف وراءه مِن قوى إقليمية لطالما سَخّرت أحداث لبنان وفلسطين والعراق لصالح بسط نفوذها وفرض شروطها ودعم أوراقها التفاوضية في المَلفات الدولية المتعلقة بالمنطقة والعالم. لذا دعونا هنا نتسائل: هل كانت مفاتيح أبواب جهنم بيد الحَجّي، التي نعلم جيداً بأنها ملطخة بالكثير طوال تلك السنوات الثمان العجاف؟ وهل كان يفتحها ويغلفها متى وكيفما يشاء وحَسبما تقتضي مصالحه ومصالح حزبه؟ فالرجل ليس حديث عَهد بالعمل المسلح والميليشياوي، وسبق أن كان مَسؤولاً عَن الجناح العسكري للدعوة، وقيل بأنه قد شارك في بعض العمليات المسلحة التي شهدتها بيروت في القرن المنصرم، كالهجوم على السفارة الأمريكية وتفجير السفارة العراقية. بالتالي هل كان هو مَن يطلق حُمم جهنم العراق ونيرانها التي حصدت أرواح العراقيين وأحرقت الأخضر واليابس مِن بلادهم خلال السنوات الماضية؟ خصوصاً وأن مواقع وتوقيتات بعض التفجيرات كانت تشير بشكل واضح لا لبس فيه الى أن السيارات المفخخة تم تفخيخها داخل المناطق التي حدثت فيها التفجيرات، ولايمكن أن تكون قد أعِدّت وجائت من خارجها، وهي مناطق تخضع لسيطرة الأجهزة الأمنية والمليشيات المرتبطة بالحَجّي، التي إما أنها كانت مشتركة بالأمر، أو إنها كانت تغض الطرف عَنه،وهو ما كان يُعطيها ويوفر لها مُبرراً لإعتقال الناس بالشُبهة وعلى الهوية المذهبية، وبالتالي إذكاء روح الفتنة بين شرائح المجتمع، وهي سياسة أعطت ثمارها وآتت أكلها وخلقت للمالكي قاعدة شعبية قوامها طائفيون سُذج جعلوا منه مختاراً للعصر.
تساؤلات وإن بدَت إجاباتها مُبهمة، إلا أننا على يقين بأن حَبل الدسائس والمَكائد قصير، خصوصاً إذا كان ملطخاً بالدماء، وسيأتي اليوم الذي ينقطع ويَنفرط فيه عَقده لتتكشف الأجوبة على كل هذه الأسئلة التي طرحناها، رغم أن إجاباتها تبدوا واضحة لنا مِن الآن.

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق
- سِحر الطبيعة وأنغامُها في سمفونية بتهوفن السادسة
- المُجتمع العراقي بَين رَبع ما قبل 9 نيسان 2003 ورَبع ما بَعد ...
- قناة (mbc action) من التألق والريادة الى السطحية والإعادة!
- نواعم شوستاكوفتش.. الموسيقار الموسوعة
- دَولة العِراق الحَديثة وعَهد التأسيس الذي كان إعجازاً وحُلما ...
- شارلي شابلن.. وللموسيقى مِن عَبقريّته حُصّة
- ذهَب القائد المُناضِل الضَرورة وجائنا القادة المُجاهِدون الض ...
- جَنّة جَنّة جَنّة .. تمَنّينا تصير يا وَطَنّا
- جعفر باشا العسكري أبو الجيش العراقي.. سيرة عطرة
- الموسيقى الكلاسيكية اليونانية.. نغم راقص وعَبَق مِن سِحر أفر ...
- الإسلام السياسي وأحلام السُلطة
- آلوندرا دي لا بارا وآرتورو ماركيز.. قيثارتان مِن بلاد السِحر ...
- العراقيون و (جين) عبادة الفرد وتأليه الزعماء
- الدَعوَجي والفِصام بَين شَخصيّة رَجل الدولة وشَخصيّة الرَوزخ ...
- هل الدول العربية وشعوبها نامية أم نايمة ؟
- أيها العِراقيون.. إن أعدتم الإعتِبار لمِلوكِكُم فحينها سَتعي ...
- انقِلاب 14 تموز 1958 ومَحكمَته الثورية الهَزلية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟