أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - الموسيقى الكلاسيكية اليونانية.. نغم راقص وعَبَق مِن سِحر أفروديت














المزيد.....

الموسيقى الكلاسيكية اليونانية.. نغم راقص وعَبَق مِن سِحر أفروديت


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


رَغم إن اليونانيين وأجدادَهم الاغريق كانوا مِن أوائل شُعوب الأرض التي عَرَفت الموسيقى وأهتمّت بها، كونَهم كانوا مُحبّين للجَمال وكل ما يَرتبط به مِن فنون وعلى رَأسها الموسيقى. ورَغم أن كلمة موسيقى قد تكون حَسَب بَعض الدراسات يونانية الأصل، وكانت تعني أولاً الفنون عُموما، ثم باتت تطلق فيما بَعد على فن الأنغام وأوزانها وما يَرتبط بها مِن إيقاع وشِعر مُغنّى كان صنواً للموسيقى وكانت الموسيقى صنواً له. رَغم كل ذلك إلا أنه لم يُعرف عَن المَدرسة اليونانية بأنها رائِدة في عالم موسيقى الآلات التي تُعزف دون كلِمات، أي الموسيقى الكلاسيكية التي تبلوَرَت بالقرن السادس عَشَر، كمَثيلاتها الألمانية والروسية وحَتى الفرنسية والأنكليزية بدَرجة أقل، التي كان لكل مِنها لونها البارز وطبيعَتها المُتميزة عَن قريناتها، وبالتالي دَورها وريادَتها البارزة بعالم الموسيقى الكلاسيكية. بالمُقابل عُرف عَن هذه المَدرسة أصالتها وخصوصية بنائها الهارموني الذي يَرتبط بآلات موسيقية مُعينة كالبوزوكا، وبألحان شَعبية خاصّة هي جُزء مِن تُراث يوناني عَريق بتأريخه وجَماله يَستشعِره المَرء حال سَماعِه لهذه الآلات وأنغامِها الساحِرة.
مَقطوعات تهفوا لها النفس وتعشقها لشِدّة جَمالها ورَوعَتها، مُفعمة بالعَواطف والأحاسيس، تستلهم تُراث بيئتِها ومُجتمَعِها وتمتد جُذورَها في الشَرق والغرب.. هذا برَأيي هو الوَصف الأنسَب للمُوسيقى اليونانية الكلاسيكية، وهذا هو ما يَشعُر به المَرء حين يَستمِع لمُؤلفات الموسيقيين اليونانيين، وهذه هي الخُصوصية التي مَيّزت المَدرسة اليونانية عَن مَثيلاتها مِن المَدارس الأوروبية وشَكلت بَصمَتها الواضِحة في عالم الموسيقى الكلاسيكية رَغم قُصر عُمرها وقِلة إنتاجها. فرَغم تواضُع حُضورَها كميّاً ورَغم أنه جاءَ مُتأخِّراً ببدايات القرن العشرين، إلا أن هذا الحُضور كان نوعِيّاً بإضافاتِه وغنيّاً بتأثيره على الموسيقى الكلاسيكية، بمَزجه لسِحر الموسيقى اليونانية وما تختزنُه مِن تراث حَضاري غَني مَع البناء الأوركسترالي ليُبدِعَ لنا مُؤلفات موسيقية جَميلة وساحِرة، نَجد المِثال والتجسيد الأبرَز لها في مُؤلفات الموسيقار اليوناني مانوس هاتزيداكس الذي توفي عام1994 تاركاً ورائه إرثا كبيراً مِن الأعمال الموسيقية الجَميلة التي تُعَد اليوم مِن رَوائع الموسيقى العالمية، لعل أبرَزها (إبتسامة جيوكندا) التي ألفها عام1965، أعمال تمتاز بكونِها تجمَع بَين الموسيقى الكلاسيكية ببنائِها الهارموني الرَصينوالموسيقى الشعبية اليونانية بأنغامها البَسيطة الساحِرة. كان يقول "أنا أؤمِن بالموسيقى التي تعكِس دَواخِلنا وتعَبّر عَنا بعُمق، وليسَ التي تعكِس سَذاجتنا وعاداتنا المُكتسَبة بالقوة" وقد حَرَص على أن تكون موسيقاه بهذا الشَكل وأن تخرُج للناس بهذه الروحية، وفِعلاً نَجَح هاتزيداكس بخلق بيئة موسيقية جَديدة مَيّزت موسيقاه والموسيقى اليونانية عُموماً.
ولكي تكتمل رُؤيتنا للموسيقى اليونانية لابُد مِن الإشارة لظاهِرة إرتباط النغم بالحَركة في بنائها الهارموني فهي غالبا عِبارة عَن نَغم راقِص، الى دَرجة أن صورَتها لاتكتمِل لدى السامِع أحياناً دون رُؤية الدَور الذي يُؤديه الرَقص مَعها، والذي يَبدوا أنه قد إرتبَط بالموسيقى اليونانية بوَصفه أحَد الطقوس التي كانت تؤدّى للآلهة الإغريقية، ثم انتقل إلى مَجال التعبير الإيقاعي، مِثلما انتقلت الأغنية مِن أنغام الترانيم إلى صورتها الحَديثة الحالية، مَع إحتفاظ الرَقص بلَمَسات مِن أجوائه الطقسية حَتى يَومنا هذا. ومِن أهَم الأمثلة التي تعَبّر عَن هذه الظاهرة موسيقى سويت (زوربا) التي أبدَعَها الموسيقاراليوناني ميكيس ثيودوراكيس عام 1960 لتكون موسيقى فلم زوربا اليوناني، والذي أعتمَد على رواية كتبَها نيكوس كازنتزاكس تحمِل نفس الأسم. بَعد نَجاح الفيلم لاقت موسيقى زوربا نَجاحاً مُنقطع النظير ونالت شَعبية كبيرة ليسَ فقط باليونان بَل وكل أنحاء العالم وسُرعان ما أصبَحَت الى جانِب الكثير مِن أعمال ثيودوراكيس المُمَيّزة مِن أهم وأبرَز مَعالم الموسيقى اليونانية.
ختاماً ولكي لا نبخَس الشَعب اليوناني حَقه وهو صاحِب إحدى أهَم الحَضارات في تأريخ الإنسانية ومُنجِب أعظم فلاسِفتها ومُفكريها، لابُد أن نشير للدَور الريادي الذي لعِبته المَدرسة اليونانية خلال العُقود الأخيرة مِن القرن العشرين في إبتكار موسيقى العَصر الجَديد التي تعرَف بـ New Age مِن خِلال الموسيقار ياني والموسيقار فانجلس اللذان يُعّدان مِن أبرَز وأشهَر مَن أبدَعوا في مَجال هذه الموسيقى، والتي باتَ لها اليوم كيانَها الخاص وأجوائَها المُمَيّزة ومُحبّيها ومُستمعيها في كل أنحاء العالم.

في الرابط أدناه الجُزء الأول مِن عَزف أوركسترا أثينا السمفوني لِرائِعة الموسيقار اليوناني مانوس هاتزيداكس (إبتسامة جيوكندا) بقاعة الميغارون الشَهيرة في أثينا بَعد عام على وفاته، وفيه الحركات الثلاثة الأولى من السويت:
http://youtu.be/gsX_FnBgbvw

وفي الرابط أدناه تسجيل نادر للمَقطع الخالد مِن سويت (زوربا) بعَزف أوركسترا ميونخ السمفوني وقيادة الموسيقار ميكيس ثيودوراكس نفسه، الذي يُفاجأ بصُعود الأسطورة الراحل أنطوني كوين الى المَسرح ليُشاركه الرَقص، وهو الذي كان لإبداعِه في تجسيد شَخصية البَطل في فلم زوربا ولرَقصته الشَهيرة التي أدّاها في نهاية فلم زوربا الأثر الكبير في الشَعبية والشٌهرة الخرافية التي نالاها الفلم والرَقصة مَعاً:
http://youtu.be/bARmb2A0qKQ

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي وأحلام السُلطة
- آلوندرا دي لا بارا وآرتورو ماركيز.. قيثارتان مِن بلاد السِحر ...
- العراقيون و (جين) عبادة الفرد وتأليه الزعماء
- الدَعوَجي والفِصام بَين شَخصيّة رَجل الدولة وشَخصيّة الرَوزخ ...
- هل الدول العربية وشعوبها نامية أم نايمة ؟
- أيها العِراقيون.. إن أعدتم الإعتِبار لمِلوكِكُم فحينها سَتعي ...
- انقِلاب 14 تموز 1958 ومَحكمَته الثورية الهَزلية
- ثورات الربيع العربي تنهش أبنائها
- عَزف نسائي.. وعَودة الألق الى المَسرح العراقي
- الرَوزَخون خضير الخزاعي وإعادة تشكيل الوَعي العراقي
- أحزاب الإسلام السياسي نَباتات سامة أتلفت تُربة مُجتمعاتِنا
- إنتخابات عِراق المالكي وشِراء الذِمَم بالبَطالة المُقنعة
- رَبيع خير أم خريف بؤس عَربي ؟
- العراقيون.. شَعب يَعيش التناقض حَتى في إختيار جَلاديه
- حَقيقة الثورات بَين خَيال مُنَظّريها الخَصِب و واقِعها البَش ...
- وعّاظ سُلطان الزمان ومُختار العَصر والأوان نوري المالكي
- كِذبة الرَبيع العربي وتلاشي الدَولة المَدنية العَلمانية
- العراق.. مِن دكتاتورية صَدام البائِدة الى دكتاتورية المالكي ...
- طيور ظلام الإسلام السياسي على أشكالها تقع
- المَركز والاقليم.. ومُقايَضة المالكي للدَم العراقي بكُرسي ال ...


المزيد.....




- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - الموسيقى الكلاسيكية اليونانية.. نغم راقص وعَبَق مِن سِحر أفروديت