أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - المَركز والاقليم.. ومُقايَضة المالكي للدَم العراقي بكُرسي السُلطة














المزيد.....

المَركز والاقليم.. ومُقايَضة المالكي للدَم العراقي بكُرسي السُلطة


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا نَعرف قِصّة المالكي، وكيف إنه كان رَقماً عادياً ضِمن صُفوف حِزب الدَعوة، لعِبَت الصُدفة وأخطاء سَلفِه الجَعفري يَوم كان رَئيسا للوزراء دَوراً كبيراً بدَفعِهِ للواجِهة وترشيحه خلفاً له لكرسي رئاسَة الوزراء أول مَرّة قبل ثَمان سَنوات. كما عِشنا جَميعا الهستيريا التي أصابَته قبل أربَع سَنوات وما قام به للحِفاظ على هذا الكرسي، بَعد أن ذاقَ حَلاوته وسِحرَه وما يُوّفِّره لبُطون جاعَت ثم شَبعَت مِن إمتيازات، لم يَكن وأمثاله ليَحلموا بها بيَوم مِن الأيام. فبَعد أن جائَت قائمَته ثانية في الانتخابات ثارَت ثائرته وحاوَل أن يُشَكِّك بنتائِجها، وعندما فشِل في ذلك قفَزَ على هذه النتائج وإستِحقاقاتها وعادَ للإصطِفاف طائفيا، ثم أستغل نفوذه على مُؤسّسات الدولة القضائية للإحتفاظ بالكرسي والبَقاء رَئيساً للوزراء لدَورة ثانية.
لكن يَبدوا إن المالكي وقد باتَ خَبيرا بمَكائد السِياسة ودَسائِسِها نتيجة خِبرة ثمان سَنوات بالحُكم وما سَبقها بحِزب الدَعوة، لم يَنسى بأنه قد فشِل ولم يَنجَح بالحُصول ولا حَتى على صَوت واحِد بخَمس مُحافظات في وسط وغَرب العراق، وهي الموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين والرمادي، إضافة لمُحافظات اقليم كردستان الثلاثة، دهوك والسليمانية وأربيل، أي ما مَجموعَه ثمان مُحافظات تعادِل نُصف البلاد تقريباً لم تُصَوّت له بالانتخابات السابقة وكانَت سَبَب خَسارَته فيها. وهو أمر لايُريد تِكرارَه بالانتخابات القادِمة التي يَضَعَها اليَوم نُصبَ عينه ويُعِد لها العُدّة بكل ما أوتي مِن سُلطة ونفوذ، وبما أنه وكالعادة يُراهِن على كسب أصوات مُحافظات الجَنوب عِبر إستقطابهم طائِفياً والتلويح لهُم بفزاعَة البَعث، لذا لم يَبقى له سِوى كسب أصوات مُحافظات وَسَط وغَرب العراق ليَضمَن الفوز. طَبعاً هو لايَسعى لذلك بأسلوب حَضاري لأنه بعَيد عَنه،ولم يَتعلمه بمَدرسة حِزب الدَعوة الطائِفية الطفيلية الشمولية، إنما عِبر العَزف على وَتر القومية لإثارة مَشاعر أبناء هذه المُحافظات ضِد أخوانهم الأكراد في اقليم كردستان العراق.
إن بَين مُحافظات وَسَط وَجنوب العراق وبَين اقليم كردستان مَناطق يَسكن فيها عَرَب وأكراد وتُركمان تسَمّى حَسَب الدستور بالمَناطق المُتنازع عَليها، خُصِّصَت لها المادة 140 مِنه لغَرَض حَلها، وهو أمر كان يُفترض حدوثه مُنذ أمَد بَعيد. لكن يَبدوا أن الحُكومة الاتحادية التي يَتربّع المالكي على قِمّة هَرَمِها المُتهالك مُنذ ثمان سَنوات ترَكت هذه المادة دون حَل كقنبلة مَوقوتة،لأستخدامها وتفجيرها بالوقت الذي تراه مُناسِباً لتَحقيق مَصالحها وأهدافها الخَبيثة كما يَحدث الآن. فهاهو المالكي يُحاول أن يَلعب دَور مَن سَبقه كحامي حِمى العُروبة والمُدافع عَنها أمام الأكراد، خُصوصاً بَعد سَعى الاكراد لسَحب الثقة عَنه وعَن حُكومته قبل أشهُر بالتعاون مَع قوى سياسية أخرى كالعِراقية، وهو مَسعى لم يَراه المالكي طَبيعياً ودستورياً بَعد فشَله بمُهِّمَته كرئيس حُكومة كما في أي نظام ديمقراطي حَقيقي يَحترم نفسَه، بَل رآه بفِكره الإسلامَوي الطائفي الشُمولي كمُحاولة للنيل مِنه ومِن حِزبه، وأخذ يَرعد ويَزبد وبدأ بسِلسِلة خَطوات إستفزازية، لم تَكن أوّلها زيارَته للمَناطق المَذكورة بحُجة تفقدها وعَقده لإجتماعات مَجلس الوزراء فيها، ثم تشكيله لقوّات دجلة وتَحريكه لقطَعات عَسكرية اليها، في حَرَكة مَسرحية بَهلوانية آتَت ثِمارَها لدى البُسَطاء بهذه المُحافظات، وتهديدَه قبل فترة باستخدام إجرائات غَير مَسبوقة على حَد وَصفِه ضِد مَن سَيَسعى لسَحب الثِقة مِنه، ولن تكون آخِرُها ترديده لشِعار سَلفِه صَدام "عَرَق التدريب يُقلل مِن دِماء المَعركة" في لقائِه الأخير مَع القادة العِسكريين. وهاهو اليوم يُعَرّض البلاد لمُواجَهة طائِشة قد تَجُر البلاد الى حَرب أهلية وحَمّام دَم سَيَذهَب ضَحِّيته الأبرياء، لا لشَيء سِوى تَحقيق أحلامِه المَريضة في السُلطة.
أيّها العراقيون..قبل أربَع سَنوات وحينَما أراد المالكي الترشيح لولاية ثانية بَعد ولايَته الاولى قال"لقد كانَت السَنوات الأربَع الماضِية سَنوات أمن، وإن إنتخَبتموني سَتكون السَنوات الأربَع القادمة سَنوات بناء"، كما قال بمُناسبة أخرى "هوة يكدرواحد ياخذهة حتى ننطيهة بَعد". ورغم أنكم سَمِعتم الاولى جَيداً لأنها تتعلق بمُعاناتكم اليومية، فيما غَلّستم على الثانية لانها تتعلق بمُعاناتكم المُستقبلية التي لم يَكن لكم يَوما شأن بها ما جَعَلكم العوبة بيَد حُكام مِن الصِبية والعَسكر والشَلاتية لنُصف قرن، لكن دَعوني أسألكم.. أين أنتم اليوم بَعد أن ضَيّعتم عِنَب الشام وبَلح اليَمن؟أين وعود المالكي بالأمن والبناء؟ فها أنتم بلا بناء ولا أمن، وحَتى الأمن الهَش الذي يَدّعيه لم يَكن نتيجة لأفكاره وخُطَطِه العَبقرية، بل نتيجة لتظافُر مَجموعة عَوامِل بَدأت تتراجَع اليَوم نتيجة لضُعف إمكاناته ومُؤهلاته وسِياساته الخاطِئة التي أشَرنا اليها مُنذ زمَن بَعيد، يَوم كان البَعض ولايَزال يَراه ولسُخريّة الأقدار وهَوان الدُنيا رَجُل المَرحَلة! فهل سَتعودون لآنتخابه وحاشيَته مُجَدّدا؟ فإن فعَلتموها سَتثبتون بأن لا حَل لكم، وبأنكم شَعب يَعيش خارج الزَمان والتأريخ.



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري سَعيد أفندي البغدادي.. سيرة عَطِرة
- هل إن الحل هو في تغيير الأنظمة العربية أم في إصلاح الشعوب ال ...
- جيل فريد ولكن.. بلا مَلامِح
- التيار الديمقراطي العراقي والإحتفال بإنقلاب 14 تموز .. ألمان ...
- ما هي قصة عِبارة (الشعب يُريد إسقاط النظام) ؟
- أزمة الأحزاب العراقية بين إرث تحالفاتها السابقة و واقع بناء ...
- المُتّهَم الأول محمد حسني السَيّد مبارك... أفندم أنا موجود
- القائمة العراقية رمز للمَشروع الوطني الليبرالي المَدني في ال ...
- السيناريو المُتوَقّع لإنتخابات العراق عام 2014
- ثورات الربيع العربي أم غزوات الظلام العربي ؟
- الشعوب العربية بين الخروج مِن حُفرة حُكامها والسقوط في هاوية ...
- عُقدة البعث وفزّاعة عودته للسُلطة
- ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع
- أنها الثورات الرَعناء لا فخر وما غير هذا مِنها يُنتظر.. ليبي ...
- ثقافة الرقيب ودورها في تسطيح ثقافة و وَعي الشارع العراقي
- ساحة التحرير بين التظاهرات الشعبية والمَسيرات الحكومية
- 14 تموز، نراه إنقلاباً وجريمة ويرونه إنجازاً وثورة، وبيننا و ...
- إنهيار أنظمة الشرعية الثورية الجمهورية وصمود أنظمة الشرعية ا ...
- الفنانة سُهير أياد.. بين إنطلاقتها وإعتزالها فيض من الإبداع
- ثورتا تونس ومصر، قراءة أولية محايدة


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - المَركز والاقليم.. ومُقايَضة المالكي للدَم العراقي بكُرسي السُلطة