أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - عُقدة البعث وفزّاعة عودته للسُلطة














المزيد.....

عُقدة البعث وفزّاعة عودته للسُلطة


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عُقدة البَعث وفزّاعة عودته للسُلطة هُما حالتان مُتشابهتان بالنتائج لكنهما مُختلفتان بالدَوافع والأسباب.فعُقدة البَعث هي مُتلازمة أصيب بها كثير مِن العراقيين خصوصاً أولئك المُنتمون لأحزاب سياسية عاصَرَت البَعث خلال مرحلة صُعوده، وخاضت مَعَه صِراعات مُتواصلة في ستينات وسبعينات القرن الماضي للإستيلاء على السُلطة، التي نجح البَعث بالإستيلاء عليها مَرّتين لأسباب لسنا في مَجال بحثها بهذا المقال، فيما فشَلت هي في ذلك. أما فزاعة عودة البَعث فهيَ كذبة تتشدّق بها وتُرَوّج لها شخصيات وأحزاب مُعيّنة ضِمن الطبقة السياسية التي هُيء لها حُكم العراق بعد2003 لتبرير فشَلها بأدارة البلاد مِن ناحية، ولكسب تعاطُف بُسطاء العُقول وضِعاف النُفوس مِن ناحية أخرى. ورَغم إختلاف الدَوافع بَين الحالتين، إلا ان النتيجة واحدة، لأن مَصالح المُصابين بعُقدة البَعث قد إلتقت بمَصالح المُلوحين بفزاعة عودَته للسُلطة، حتى باتَ بَعضُُ المُصابين بعُقدة البَعث ومِنهم مُثقفين وعّاظاً لسَلاطين أحزاب الإسلام السياسي التي في السُلطة ومَدّاحين لساسَتِها، مُتناسين ربما عَن قصد أن أغلب هذه الأحزاب لا تقِل سوءً براديكاليتها وشُمُوليتها عَن حزب البَعث إن لم تكن أسوَء، وهو مابات يَطرَح اليوم تساؤلاً مُهماً عَن حقيقة مُعارضة أمثال هؤلاء الذين يُسَمّون بالمُثقفين لنظام البَعث في السابق، وهل إن هذه المُعارضة كانت فعلاً ضد كتاتورية البَعث ولأجل الديمُقراطية؟ أم لأسباب أخرى كالتي بَدَأت تتكشف اليوم شيئاً فشيئاً؟
لقد باتَ التلويح بفزّاعة عَودة البَعث للسُلطة يُثير الضَحك والإستِهزاء لدى أكثر العراقيين، لكنه مازال يُثير الخوف لدى أولئك المُصابين بعُقدة البَعث. وآخر مَرّة تم التلويح بها بهذه الفزّاعة والتي لن تكون الأخيرة، ما أعلنه الحِزب الحاكم قبل فترة عَن إكتشافه لمُخطط يقوم به ضُباط وأكاديميين لقلب نِظام الحُكم وإعادة البَعث للسُلطة. تصَوّروا.. مَع كل هذه الأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية في العراق، وبعد 8 سَنوات مِن سُقوطِه، لايَزال البَعث فعّالاً وقادراً على قلب نظام الحُكم والعَودة للسُلطة، فيا سُبحان الله، أي مَجنون يُفكر بالقيام بمِثل هكذا مُهمة إنتحارية فاشلة؟ قصة مُضحِكة، والأكثر إضحاكاً، ما ترَدّدَ عَن إكتشافها عِبر وثائق وُجدت بسَفارة العراق في ليبيا ومَعلومات إستخبارية سورية. فِلم هِندي مَع الإعتذار الشَديد للأفلام الهندية الأكثر رُقياً مِمّا يَنسُجه الخيال المَريض لساسَة العراق، لكنه فِلم مَرّ على بَعض مَن إستمتعوا بمُشاهَدَته وإنطلت عَليهم أحداثه الوَهمِيّة المُلفقة، وتنفسوا الصُعَداء لفشَل البَعث الذي تطارد كوابيسَه أحلامَهم بتحقيق مُخطّطِه، وفرحوا لنَجاح حكومة المالكي في كشفِه وإحباطِه قبل أن يَحدُث، فيا للغباء.
طبعاً الهَدَف مِن التلويح بهذه الفزّاعة في هذه المَرّة بات واضحاً، فعَن طريقها تمَكن حزب الدَعوة الحاكِم ورئيسه مِن ضَرب مِئة عُصفور بحَجَر واحد. فقد إستخدمَها كذريعة للتخلص مِمّن يُعارضونه ولا يَسيرون وفق هَواه وأجندَتِه المَشبوهة في مُؤسسات الدولة الأمنية والعلمية الذين لفِقت لهُم هذه التهمة الكاذبة وباتوا اليوم في غياهِب السُجون، كما فعَلت فِعل الشائِعة لتشويه سُمعة عَدُوّه اللدود الدكتور علاوي وقائمته التي أصابَها مِن طشّار الفزّاعة الكثير كونها مُتهَمة أصلاً بكذبة أنها بَعثية سُنيّة وتضُم بَعثيين مِمّا سَيُضعِف شَعبيتها ويُقوي شَعبية دولة القانون وسط مَن صَدّقوا هذا الهُراء والذين أعيد إستقطابهم طائفياً وهُم كثر، وأخيراً ساعَدَت في إحكام المالكي لقبضَته القوية أصلاً على أجهزة الدولة الأمنية ومُؤسساتها الأخرى مَع إقتراب الإنسِحاب الأمريكي وخلو الساحة العراقية له ولأعوانه وحلفائه ليفعلوا بها ما يَحلو لهُم.
لقد باتت إسطوانة البَعث المَشخوطة سَخيفة تنفِر الآذان عِند سَماعِها لكثرة ما ترَدّدت على ألسِنة مَسؤولي السُلطة ووعاظهم مِن مُدّعي الثقافة، الذين يُعيدون ويَصقلون بها دون كلل أو مَلل مُنذ 8 سنوات، وبَعضُهم كتبَ عَن المُؤامرة الأخيرة المَزعومة مُؤيداً السُلطة في كل إجرائاتها القمعية المُخالفة للقانون. فهَل فعَلوا ذلك لأنهم صَدّقو الأمر بسَذاجتِهم وعُقدِهِم؟ أم أنهم أرادوا الترويجَ له بين الناس ليُصبح حقيقة وأمراً واقعاً كونه مِن نَسج الخَيال المَريض لهُم ولأسيادِهم؟ طبعاً مايُهمهم حالياً هو النتائج الآنية للموضوع والتي تبدوا إيجابية بالنسبة لهم، أما نتائجُه المُستقبلية التي أعمى الحِقد والثأر عُقولهم وقلوبهم عَن رؤيتها، فهي وفق العقل والمَنطق ودورة التأريخ سَلبية وسَتنقلِب وبالاً عليهم بإذن الله. فهُم بعَمَلِهم الغبي هذا يُكرّرون ما فعَله البَعث منذ30عاماً، عندما جَعَل مِن حزب الدَعوة الذي لم يَكن سِوى تنظيماً لمَجموعة مِن الشباب المُتدَيّنين حِزباً للنِضال والتضحيات، بإتهامه حينها لكل مَن يُعارضه بأنه دعوَجي، فأضفى عليهم بذلك مَنقبة لم تكن لهُم وهي مُعارضته والوقوف بوَجهه والعَمَل على إسقاطه، وهُم اليوم يُكرّرون نفس الغلطة الغبيّة بإتهامِهم لكل مَن يُعارضَهم بأنه بَعثي ظناً مِنهم أن ذلك سَيُشوّه البَعث، لكن على العَكس فمُعارضَتِهم هي اليوم مَنقبة تُشَرّف مَن يقوم بها، وبالتالي فهذا الأمر سَيُعطي شعبية للبَعث بل وسَيُكسِبُه تعاطفاً مُضافاً للتعاطُف الذي يَكسَبه مُنذ 2003 بسَبَب سياساتهم الغبيّة في مُلاحقة جميع البَعثيين على الشُبهة دون تمييز، وتجريدِهم مِن أبسط حقوقهم في المُواطنة والإنسانية. عُموماً نقول لهم.. إذا كان البَعث قد إمتلك في زمانه وَرَقة توت العَلمانية التي سَترَت ولو جُزئاً ضئيلاً مِن عَورته السَيّئة، فإنكم وأحزابكم لا تمتلكون حتى هذه الورقة، وبالتالي فعَورتكم مَكشوفة وسَوئتكم واضحة وفضائِحُكم تزكِم الأنوف.

مصطفى القرة داغي
[email protected]




#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع
- أنها الثورات الرَعناء لا فخر وما غير هذا مِنها يُنتظر.. ليبي ...
- ثقافة الرقيب ودورها في تسطيح ثقافة و وَعي الشارع العراقي
- ساحة التحرير بين التظاهرات الشعبية والمَسيرات الحكومية
- 14 تموز، نراه إنقلاباً وجريمة ويرونه إنجازاً وثورة، وبيننا و ...
- إنهيار أنظمة الشرعية الثورية الجمهورية وصمود أنظمة الشرعية ا ...
- الفنانة سُهير أياد.. بين إنطلاقتها وإعتزالها فيض من الإبداع
- ثورتا تونس ومصر، قراءة أولية محايدة
- هل نحن مقبلون على سنوات عجاف أسوء من التي سبقتها ؟
- نخبنا الثقافية والسياسية بين تقديس الثورات وتسييسها
- بين إنتفاضة 1991 وإنتفاضة 2011 تأريخ العراق يعيد نفسه
- تحية حب وإعتزاز كبيرَين لتشكيل التيار الديمقراطي في ألمانيا. ...
- لماذا العجب يا مثقفينا من قرارات مجلس محافظة بغداد ووزارة ال ...
- هل كان تشكيل التحالف الوطني إنقلاباً أبيض على العملية السياس ...
- السيد المالكي وحزب الدعوة على خطى السابقين
- لنختار مسيحياً و إيزيدياً و صابئياً لرئاسة جمهورية و وزراء و ...
- ضبابية المصطلحات بين ثورات وإنقلابات
- أما آن الأوان لمحاكمة قتلة العائلة المالكة العراقية وإعادة ا ...
- عراق الأمراء.. من أمراء القصور الى أمراء الوحدات الى أمراء ا ...
- السيد المالكي.. نعم (كدر واحد ياخذها) عبر صناديق الإقتراع فه ...


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - عُقدة البعث وفزّاعة عودته للسُلطة