أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟














المزيد.....

قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 415 - 2003 / 3 / 4 - 02:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                              

 

ستذكر صفحات التاريخ العربي جيدا قمة شرم الشيخ العربية الأخيرة    بكونها خاتمة القمم التي اجهزت على النظام السياسي العربي الفاشل ، والذي تعرى اليوم تماما حتى من ورقة التوت ! ، وستتذكر الأجيال العربية جيدا أيضا مصير ذلك البناء الكارتوني الهش والذي يدعى ب ( جامعة الدول العربية ) والذي أضحى مجرد شاهد زور على مرحلة إنحطاط عربية شاملة باتت معها الحاجة إلى التغيير أكبر من كل الحاجات واضحت ضرورة إستراتيجية تستطيع وحدها حفظ العنصر العربي من الإنقراض!.

ماشهدته أعمال قمة الشرم من مفاجآت وتحولات درامية يوفر صورةإستقرائية وسياسية شاملة لطبيعة النظام السياسي العربي الفاشلة والتي لم تستطع الحفاظ على صيغة ( الحد الأدنى ) لإفتقار غالبية الأطراف للغة المصارحة السياسية ، فضلا عن إنتفاء الرغبة الحقيقية في الوصول لحلول حقيقية وليست عنترية تمنع الدمار القادم القريب فكلمة الرئيس السوري بشار الأسد كانت إستمرارية مفجعة  لشعارات بائسة ومنقرضة يعلم السوريون جيدا أنها لم تعد تصلح للتسويق وتركيزه على حكاية ( المغول وسقوط بغداد ) ليس إلا ذرا للرماد في العيون وإبتعادا صارخا عن تحديد الهوية الحقيقية للمغول الذين يعنيهم ؟ والرئيس السوري يعلم قبل غيره  أن فذلكات الكلام ومخاطبة الجماهير بإستعارات لفظية لاتخفي حقيقة الرعب من إحتمالية إندثار الأنظمة الشمولية أو الجمهوريات الوراثية البائسة التي لم تضيف للمستقبل العربي سوى المزيد من الهزائم الكارثية ؟ بعد أن تراجعت حكاية ( التوازن الإستراتيجي ) مع إسرائيل لمرتبة دنيا في سلم الأولويات أمام مهمة الحفاظ على النوع وعلى الأنظمة البالية التي أكلت من الأوطان العربية حاضرها ومستقبلها وكل إحتمالات تطورها ؟

أما أحاديث العقيد القذافي فهي إستمرارية بائسة لعقود طويلة من التهريج السياسي المؤدلج والذي لم يؤد سوى للدمار العربي الشامل خصوصا ,ان النظام السياسي الليبي هو جزء حيوي ومهم من أجزاء المصيبة العربية ؟ وهو نظام يعكس الهزيمة الحقيقية للفكر السياسي العربي في تحوله من الطروحات الناصرية القومية العربية للطروحات المبشرة بالهوية الإفريقية وإعتبار ليبيا وشعبها جزءا من القارة السمراء ولاعلاقة لها بمشاكل العرب والعروبة ثم يعود ويتجلى في ( شرم الشيخ ) متهما السياسة السعودية في خلط غريب للوقائع والأحداث ! وهو خلط ينم عن أزمة بنيوية ونفسية حادة توجت بزحف جماهير الغوغاء صوب السفارة السعودية في طرابلس في حركة إحتجاجية بائسة بؤس النظام السياسي الليبي الذي أفقر الشعب متناسيا فضل المملكة العربية السعودية ودبلوماسيتها في إنقاذ النظام الليبي من ورطة ( لوكربي ) وبقية ملفات الإرهاب الأخرى المرتبط بها ؟ ومع ذلك مازال عقيد ليبيا نائم في العسل ؟ فمرحى بالنظام العربي ؟

ولعل من إستمع لخطاب السلطة العراقية في القمة ممثلا بأقوال نائب مايسمى ب ( مجاس قيادة الثورة ) عزت الدوري قد إنتابه الغثيان وهو يتحدث عن المقاومة والصمود والنصر فيما فرق التفتيش الدولية تقوم بتدمير صواريخه مضحيا بأموال وأرزاق الشعب العراقي وراضيا بتجريده حتى من ورقة التوت التي قد تستر عورته ؟ ثم يتحدث بعد ذلك عن النصر والإقتدار ؟ وهي لغة الحكم العراقي المتخشبة والفاقدة للوعي ذاتها والتي تؤذن بقرب ( خراب البصرة ) المخربة أصلا ؟ فما قيمة النظام العربي المزعوم أمام أطنان من التخريف الكلامي والتصريحات البائسة العقيمة ؟ .

وبعيدا عن صيغة البيانات الرسمية التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، وإستنادا إلى الحقائق الميدانية فإنني أعتقد أن هذه القمة قد تكون الأخيرة في ظل نظام سياسي عربي يحتضر وقبل التغيير الكبير المرتقب في العراق ؟ .

ولعل نقطة الضوء الوحيدة في ظلام حقول الهزيمة الفكرية والسياسية العربية هي المبادرة المؤودة لسمو رئيس دولة الأمارات العربية الشيخ زايد بن سلطان حكيم الأمة العربية والتي وضعت النقاط على الحروف ، وقدمت الأسس الموضوعية الكفيلة بإنقاذ مايمكن إنقاذه بعيدا عن لغة البيانات المستهلكة والدبلوماسية العرجاء ومواقف النفاق السياسية الفاضحة ، لقد كانت مبادرة صريحة من لدن قائد عربي خبير ومتميز ومجرب إستطاع أن يبني بإرادته الرائعة كيانا سياسيا وإقتصاديا أضحى اليوم محطا لإحترام العالم ومحجا لملايين الناس وبهدوء تام وعقلية حضارية راقية عصفت بكل أصحاب الإيديولوجيات الذين قادوا شعوبهم نحو الدمار والخراب سواءا في بغداد أو دمشق أو طرابلس الغرب ، وضيعوا فرص التقدم على شعوبهم بمغامراتهم وقدرتهم على الهذيان أكثر من التنفيذ ؟

وقد تفضل السيد وزير الإعلام الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد وبكل طموح الشباب العربي الأصيل لتعرية المواقف العربية المتناقضة التي تعلن شيئا وتضمر خلافه !! وهو أسلوب مريض لايعكس الحرص على حل مشاكل الأمة بقدر مايعني نهاية سريعة وغير مأسوف عليها لنظام سياسي عربي قائم على الدجل والأكاذيب والتسويف ومحاولة خداع النفس ؟

في مبادرة الشيخ الرئيس زايد رغم إختلافنا مع بعض عناصرها البلسم السريع لإنقاذ الموقف ، وبعكس ذلك قولوا على الأمة العربية السلام .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟
- طه الجزراوي .. حوار الخنوع الأميركي .. وأسوار الدم العراقية ...
- عبد الباري عطوان .. وصمود القلة المؤمنة .. هلوسات العملاء ؟
- إجراءات ترقيعية ... نقل الأثاث .. أم نقل النظام ؟
- المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟
- بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟
- السيد حسن نصر الله ... والمصالحة المستحيلة ؟
- الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!
- النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟