أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - مقامة الثامن من أوغشت..














المزيد.....

مقامة الثامن من أوغشت..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5734 - 2017 / 12 / 21 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


وديع العبيدي
مقامة الثامن من أوغشت..

(1)
وأنتِ تنامينَ كحجرٍ دُرّي
جذوتي تحرثُ بَـابَ حجرتكِ
ونوافذكِ تحرسُها شهواتي
أنـــــا....
القمرُ الحَارسُ خيمتكِ الأبديّةَ
النورُ المُتحلّقُ حولَ دوائرِكِ
والصّمت.. المطلق..
الليلُ هو الفانوسُ المرتعشُ الأضواءِ
الخجولُ المتردّدُ المُرتهَبُ الشبِقُ المكتومُ
لو أنّ..
ذبابةً تحِطّ على دفّةِ أنفكِ اليُسرَى اللّحظَةَ..
فيتزعزعُ إهابُكِ

(2)
مَـا أطولَ هذا الليلِ.. وساعاتِ الانذارِ
وقلقَ الحرّاسِ على البَوّاباتِ..
بلا مَعنى..!
مَـا أطولَ الليلَ حينَ يكونُ سكوتاً..
وبلا مَعنى..!
مَـا أطولَ الليلَ حينَ يكونُ بروداً..
وبلا مغزى..!
مَـا أطولَ الليلَ حينَ يكونُ فراغاً.. فراغاً
ممتدّا في اللامعنى..!
حين تموتُ الرّغبةُ، الفكرةُ، القدرةُ، وينطفئُ
الجسدُ المُسْجى..!

(3)
سيّدتي..
ما أقسى امرأةً دون مشاعرَ أو إدراك!
امرأةً تحيى داخل جثتها..
ولا تُعنى بمَا حواليها من أفلاك
مـَـــا أقسـَـاك..
حجرٌ منضودٌ في هيئةِ ملاك
نَـامي الآنَ.... نَـامي الآنَ...
ابقي مستغرقةً بطقوسِ النّسّاك
فمثلكِ لا يدركُ معنى للحبّ
ولا يشعرُ بالعُصفورِ المُرتعشِ على الشبّاك

(4)
أنَــا.. مهْرُ الأوديةِ
المهْرُ الرشيقُ الطلقُ المستبدّ بوحدتِهِ
أنَــا..
ملكُ البرّيّةِ البريئةِ الصّامتةِ
مُهْرُ الجداولِ والجبالِ والمرتفعاتِ
ساقـايَ سحابٌ من ريحٍ
وعنقي عين تمتدُّ الى الأبديّةِ
أنَــا والطبيعةُ سيّــان
الطبيعةُ والصمتُ سيّــان
الصمتُ والأبديّةُ واللامكـان
تدفعُني ريحُ الشمالِ نحوَ الجنوبِ
وريحُ الجنوبِ تعيدُني نحوَ الشرقِ
فيرفعُني الشرقُ والشوقُ والعتقُ الى السّماء
هـو ذا أنــا الآنَ، مهْرٌ عَجوزٌ

(5)
ما كتبتُ ما كتبتُ الا اعترافاً بهزيمتي
لم أصلْ إليكٍ إلاّ
- بعدَما خررتُ أو خويتُ (خواء)-
أنتِ الحفرةُ التي لا تستحقّني
قدرٌ أعمَى منعَ عنكِ بداوتي
Let’s go nto emptiness
Let’s escape
In the silence

(6)
قبلَكِ لم يكنْ مكانٌ.. ولا حدودٌ
الريحُ بيتي والأبديّةُ رفيقتي
كلّ أصدقائي مسالمون
وكلُّ البيوتِ دافئةٌ
طالما بلا أرقام
الريحُ رحمٌ يبتلعُني حدّ الفقدان
آهٍ.. يا طفولتي البعيدةَ
كم أنـا غريبٌ الآنَ، وبلا وطن
كلُّ ترابِ الأرضِ لا يكفي موطأ لقدمي
كلُّ فضاءُ القرنِ الواحدِ والعشرين
لا يسَعُ زفرةً من شهيقي
لعلّ الموتَ هو الفراغُ الذي تشتهيهِ روحي
أنَـا النارُ لأزليّةُ التي لا تنطفئُ

(7)
لماذا تَخافينَ من نزوتي عندَما تنفجرُ
تخافين من سُكوتي حين يتكدّرُ
تخافينَ غيابي
وتبقى طباعُكِ طباعَكِ
مزاجُكِ مزاجَكِ، ولا يتغيَّرُ
من أجلكِ خسَرْتُ أبديّتي
حملتً لعنتَكِ وصلبتُها
على كتفيَّ، فلم أسطعِ الطيَرانَ
أيّتها المتعفّرةُ بالسّبخِ والماءِ المالحِ
من أجلكِ جئتُ
قدرٌ أعمى دفعني نحوكِ
ومثلَ يونانَ لم أسطعِ التملّصَ

(8)
أمنحكِ كلَّ السعادةِ، وتمنحينني كلَّ الألمِ
أمنحكِ كلَّ الأملِ، وتخمدينَ جذوتي باليأسِ
أعطيكِ كلَّ الحياةِ، وتدفعينني للموتِ
أنتِ الكائنةُ من نورٍ يذوي
مَنْ سَرَقَ منكِ مشاعرَكِ
لماذا حينَ أكونُ معكِ، تفكرينَ بآخر
من فصلكِ قسمينِ وأكثرَ، مَنْ وزّعكِ
مَنْ أطفاَ فيكِ نورَ/ نارَ الحبِّ
وصفَّكِ في عبثِ الغلمان

(9)
أنفخ طولَ الليلِ في سَاقيَّ لكي تنطلقَ حوافري
مـا زلتُ أنـا المهرُ..!
آهٍ أيتها النزوةُ اللئيمةُ
يا بقايا رغبةٍ جبّارةٍ قديمةٍ
نمرٌ مجروحٌ الانَ أنَـا –بسببِكِ-
يتعفُّرُ تحتَ الأقدامِ
لا جَناحَ لي.. لا ساقاً من خشبٍ، أو كرسي بعجلاتٍ
أنَـا – مجردُ- (ليس)
مهرٌ هرمٌ مهزومٌ
يئنُّ بحنثِ جاريةٍ
لعقتْ كلَّ جراحِهِ، وانقلبت للجهةِ الأخرى

(10)
Let’s hide in ourselves
Let’s go behind the stillness
Let’s tolerate the thing and being
Escape beyond the nothingness
Nirvana


(11)
بيني وبينك ثقبٌ في غيوبِ الأبديّةِ
بيني وبينكِ لحظةُ صمتٍ
تعيدُ كلا منّا إلى وطنِهِ الأولِ
تستحيلينَ أنتِ شجرةً لذيذةً للنظرِ
والمهرُ يعودُ الى البرّيّةِ البريئةِ الأولى

(12)
أنَــا خارجَ المكانِ
المكانُ وهمٌ بكلِّ ما فيهِ
وهمٌ،
هو،
هـ.

الثاني والعشرين من يوليو 2016م



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسكال: بين الشك والايمان
- الميّت الماشي- قصيدة الأديب الاشتراكي توماس هاردي
- انا عندي حلم/ I Have a dream رائعة المناضل الانساني مارتن لو ...
- (سلطان الكلمة) قصيدة للاهوتي الالماني مارتن لوثر
- في علم اجتماع الفرد- خمسون حديثا عن الواقع واللامعقول واللغة
- (تعزية..) للشاعرة النمساوية الملكة ماريا فون هنغاريا
- (ايكو هومو).. قصائد للفيلسوف الالماني فردريك فيلهيلم نيتشه
- قرار ترامب ورجسة الخراب في القدس ..!
- قصيدة (تكسّب) للشاعر الانجليزي جيفري شوسير
- (بنت الرياض..!)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (5)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (4)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (3)
- مطالبة بريطانيا بالاعتذار للعراقيين جراء احتلالاتها للعراق.. ...
- موقف اخلاقي من العولمة.. [1 و 2]
- المطلوب.. موقف اخلاقي من العولمة..!
- تمنيت لو ان الحياة قصيرة..!
- توهوبوهو/ [ToHuBoHu]
- قتل اللغة: فصل اللفظ عن الدلالة..
- الهند.. بقرة فكتوريا السمينة


المزيد.....




- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - مقامة الثامن من أوغشت..