الميّت الماشي- قصيدة الأديب الاشتراكي توماس هاردي

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5730 - 2017 / 12 / 17 - 21:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الميّت الماشي- قصيدة الأديب الاشتراكي توماس هاردي
وديع العبيدي (ت)

انهم يحيّونني كشخص عائش
ألا يعرفون للان
أنني متّ من زمن
رغم اني بلا قبر

مجرد هيكل واقف هنا
أبكم بلا نبض
مجرد صورة صفراء من الذاكرة
رمادها اصبح باردا

بلا دقيقة انذار
او اعلان ساعة
يحيلني الى نهايتي
في رحب ممتع وظليل

لم تحدث مفارقات في الانتقال
لم ينقطع النفس
حين حملني فصل الصمت
الى هذا الموت

مثل مغنى تروبادور يتجول خارجا
يعيش مع ربابته
نبضاتي تتسارع من الغيظ
مثل نار في داخلي

لكني حين جربت النظر
الى مصير البشر
بردتُ، وهدأت قليلا
قليلا فقط

وحين مرّ صديقي، الشخص الأقرب لي
من الباب الأخيرة
وتركني واقفا بشحوبي
عندها متّ أكثر

قلبي الحافل بالحبّ احترق
كرها نحو ذاتي
كيف اني لم اعرف
انني متّ درجة اخرى

وإذ أموت بالكامل
أفقد القدرة على الكلام
أتحول إلى جثة صماء
كما أنا- اليوم
ــــــــــــــ
توماس هاردي [1840- 1928م] شاعر وروائي انجليزي من مواليد دورسيت في شرق دورشيستر/في جنوبي غرب انجلتره، حيث كان والده [1811- 1892م] يعمل في مقلع للحجر واعمال البناء. وفي عام (1839م) تزوج من جيميما [1813- 1904م] التي كانت تجيد القراءة والكتابة، فعملت على تعليم ابنها حتى سن الثامنة ثم تسجيله في مدرسة باكهاملتون العليا. في سن السادسة عشرة ترك توماس الدراسة وعمل في البناء، ثم انتقل في عام (1862م) الى لندن للعمل مدة عامين كمساعد مهندس في اعمال صيانة كنيسة القديسين في وندسور وبيركشاير. لم يستقر توماس هاردي في لندن بسبب حدة الفوارق الاجتماعية ومظاهر بؤس الطبقات الفقيرة. وكان قد تأثر بأفكار الفيلسوف الفرنسي تشارلز فورييه [1773- 1837م] والانجليزي جون ستيوارت ميل [1806- 1873م] حول الاصلاح الاجتماعي والفوارق الطبقية والعدالة والمساواة، فعاد بعد خمس سنوات واستقر في دورسيت متفرغا للكتابة. عنيت كتاباته بحياة الفقراء ونقد المجتمع الفيكتوري على غرار مواطنه تشارلز ديكنز [1812- 1870م]. تعود بداياته الشعرية لوقت مبكر لكن اول مجموعة شعرية له صدرت في (1897م) بعد ان حققت له رواياته صيتا ذائعا من قبل. وعندما توفي تعرض كثير من مسوداته وأوراقه للحرق والاتلاف، وكانت تضم مذكرات ونصوص. وقد ترك شعره اثرا لدى عزرا باوند [1885- 1972م] وديفيد هربرت لورنس [1885- 1930م] وويستن هوف أودن[1907- 1973م] وفيليب لاركن [1922- 1985م]
جون ستيوارت ميل [1806- 1873م] مفكر انجليزي، له اسهام في الاقتصاد السياسي، الفكر السياسي والفكر الاجتماعي. وهو من رواد اللبرالية ودعاة الحرية الفردية في مواجهة طغيان الدولة والسلطة الشمولية، كما أنه اول برلماني طالب بتحرير المرأة
تشارلز فورييه [1772- 1837م] فيلسوف فرنسي ومفكر اشتراكي رائد، من الاشتراكيين الطوباويين، واليه ينسب وضع مصطلح [النسوية/ فيمنيزم] في عام (1837م). كان لافكاره أثر في انشاء عدد من المزارع والمستوطنات الطوباوية في الولايات المتحدة الاميركية. كان والده تاجرا، لكنه رغب في هندسة العمران، ولكون الجامعات يومذاك قصرا على أبناء النبلاء، فلم يقبل فيها. وعندما توفي والده ترك له ارثا كبيرا يومذاك. يرى فورييه ان المجتمع الناجح يقوم على عنصرين: الاخلاص والتعاون، ويطلق عليه مصطلح (فالانكس)، ويشببه بهيئة فندق من اربعة طوابق، يشغل الموسرون طابقه الاعلى والمعدمون طابقه الارضي، والطبقات المتوسطة والمنتجة ما بينهما، وقد دعاه (فالانسترز). ووصف فورييه (التجارة) بأنها مصدر كل شرّ،المقولة الاغريقية الشائعة عن اليهود. وقد اقترح تشغيل اليهود في مزارع الفالانسترز. وفي وقت لاحق دافع عن تهجير اليهود الى فلسطين بدعم من عائلة روتشيلدز
ويعتبر تشارلز فورييه من اوائل من كتبوا عن (النظام العالمي الجديد) القائم على جهود التعاون والانسجام والسلام، وتوقع تغيرات في المناخ واعتدال القطب الشمالي وتراجع ملوحة البحار. ومن تأثيراته انتفاضة عام (1848م) وكومونة باريس [18 مارس- 28مايو 1871م]، كما انعكست تأثيراته في رواية (شياطين) الصادرة عام (1872م) لفيدور ديستويفسي [1821- 1881م] واثار ادبية وفكرية مختلفة

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات