أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - أطوار..التي ماتت بأناقة














المزيد.....

أطوار..التي ماتت بأناقة


نادية فارس

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أنثى ..عاشقة
جميلة .. أنيقة



معفّرة ٌ بالدم ِ والبارود .. ومعمّدة ٌ بدموع ِ جواد الحطاب!



عراقية ٌ .. أثبتت للعالم كله سُخف الرموز السياسية والدينية في صراعهم الدامي .. من نافذتها الصغيرة في معبد إنسانيتها.



قتلوها .. وعفّروا علَم َ العراق .. بدمها



قتلوها .. وأسكتوا لغة َ الأبداع فيها



قتلوها ..



قتلوا انتظار َ اختهاالطفلةِ .. لها



قتلوا الفرح َ في بيت ٍ فيه ثلاث أناث ٍ فقط..تحوّل بسواعد رجالنا الجبناء الى كهف ِ أحزان ٍ.. وإلى آمال َ ينقصها الترقب



إنهم .. يقتلون النساء



ليست أنباء قتل النساء بجديدة..فقد قتلوا الكثيرات قبلها



باسم حفاظهم على الشرف والدين .. يقتلون النساء الأكثر شرفا ً منهم



باسم السياسة يقتلون النساء الأكثر َ وعيا ً منهم



باسم العراق يقتلون النساء الأكثر عراقية منهم



جبناء .. جبناء.. جبناء



عار ٌ على الرجولة والسياسة ..أنتم



عار على الكرة الأرضية أن تحتويكم .. حتى في مزابلها



من يجرؤ على قتل الفراشات الحائمة ِ حول ضوء الحقيقة؟



من فيكم امتدت يدُه ُ الى زناد البندقية ِ .. فأطلق َ الموت سريعا ً.. غبيا ً كغبائكم..عاهرا ً ومدنسا ً كأحزابكم وسياساتكم؟



وطبعا ً.. توضأتم بعد أن قتلتم الحالمة َ أطوار بهجت السامرائي.. وصلّيتم في أقرب جامع .. أو حسينية .. أو تكية ٍ .. أو مزار



هذه البنايات التي تفتح ذراعيها لاستقبال كل ّ السفلة كي يحتموا بنُبل وشرف الاخرين من الأبرياء!



علينا أن لاننسى

الصراع الأسلامي في العراق ..هو من قتل أطوار السامرائي



فمن يرثي؟



من يرثي الوطن َ المغروس َ في قلب ِ امرأة ٍ ؟



من يرثي الأم ّ والأخت المسحوقتين بالألم؟



من يرثي .. نشيج جواد الحطاب؟



من يتفرج؟



من يبكي؟



من يضحك مقهقها ً؟



من يدوسُ على أحزاننا وقلوبنا وعراقنا من أجل حفنة من الدولارات؟



من يرتزق؟ من يقتل؟ من يسرق ؟ من يغتصب؟



قتلوها .. بل قتلناها جميعا



نحن ُ الجبناء المتفرجون على مسرحية الشيعة والسنة



نحن المهرولون نحو جنازة العراق.. بصمت ٍ وترقب



نحن الخائفون من تعرية المحتمين بقدسية الدين ولابسي رداء الله



نحن ..

كشفتنا أطوار السامرائي على حقيقتنا بضوئها الوهاج .. وبعرسها الدامي



قتلوها .. بل قتلناها جميعاً



لأننا لازلنا نبكي بصمت.. ونحزن بصمت .. ونجوع بصمت .. ونخفي أسرار اغتصاباتهم لعراقنا ولنساءنا ولنفطنا ولعراقيينا .. بصمت



لأننا أنانيون .. نتحاشى الدفاع عن أي شخص ٍ آخر أو قيمة ٍ أخرى ماعدا مساحاتنا الضيقة التي تأوينا



لأننا .. ننام مبكرا ً على ضيمنا .. ونصحو متأخرين !



لأننا لانسهر .. إلا ّ في رمضان بانتظار السحور!



نحن الشعب النائم .. المخدّر بأحزانه وجوعه ودينه وتقاليد عشيرته!



قتلناها



لأنها لاتنتمي لنا .. بل لعالم ٍ آخر فيه الكثير من الأبداع والشفافية!



وكيف للفراشات أن تنتمي .. إلا ّ للزهور؟



لأنها ارتكنت الى شيعيتها وسُنيتها .. فأثبتت أن ّ لحاهم وكعوب بساطيلهم وانتمائاتهم الطائفية لاتعني شيئا ً ..سوى الأستخدام المؤقت حين الصلاة والقتل والأنتخابات.



قتلوها .. لأنها امرأة



امرأة خارجة على قوانين الجواري



امرأة تعمل لتطعم امها واختها ..



لم تسرق .. لم تبع جسدها أو فكرها .. لم تخضع لقانون العشيرة



امرأة .. أكثر حكمة من الرجال



قتلوها .. لأنها عاشقة

وهل ينمو العشق في مزابلنا؟



المعشوقة أطوار السامرائي .. التي أسمعت الدنيا نشيج حبيبها ..أغمضت عينيها على انكسارات صيحته في عالم ٍ يغط ّ بشخيره



نامي أيتها الحالمة بوطن وعاشق ٍ .. وسلام



نامي .. أنيقة .. فقد طرّز دمك علَمَ العراق



نامي .. عسى دمك يزرع عقولا ً في رؤوس رجال العراق



أنا أبكيك وأرثيك.. رغم أني لم أقرأك ِ ولم أعرفك .. إلاّ من نشيج جواد الحطاب وصيحته المقهورة بالضياع يوم اغتيالك



لم أرك ِ إلاّ وأنت مدماة ..وغافية .. ورائعة

وأنيقة وجميلة .. وراحلة



ليس في حقيبة سفرك سوى رصاصات ٍ.. وشجاعة.. وعلَم ٍ عراقي.. وقصيدة ٍ ملتاعة كتبها حبيبك ..ساعة موتك



نامي أيتها العزيزة ..فقد أنهكتك ِ رصاصات ُ أخوتك العراقيين الذين دافعتي عنهم وعن عراقهم



نامي.. فموتك ونومك .. هما الجزء المكمّل لستراتجية قتل العقل العراقي.. والروح العراقية



لاتندمي ..

خير لك أن ترحلي عن عوالم مليئة بالجبن والاستهتار



#نادية_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى .. أبي غريب
- سيّدُها صدّام .. سيُّدها العاشق ..سيّدُها الطالباني .. سيّدُ ...
- هل نسعى لتغيير ِأنظمة الدولِ المانحةِ للجوء؟
- قمرجي بغداد في دولة الحرام والحلال والفتاوى
- كيف اكتسحَ الشوفينيون الأكرادُ .. العراق؟
- همزين ماراح الولد.. ربّك ستر!
- الأنتخابات .. في حارة كلمن إيدو إلو
- صلوات في معبد الضمير .. هُنّ! 2 نادية محمود تخترق السقف الزج ...
- نساء ..في مهب الريح 14 / إعكَالك .. جلّب باللوري
- حضارة ُ المقابر ِ الجماعية ِ .. والتعذيب ِ الجماعي
- صلوات ٌ في معبدِ الضميرِ.. هُنَّ 1
- الكاتب العراقي وقضية التمييز الجندري 13 نساء في مهب الريح
- ناهدة الرماح .. أسيرة ً للإحباط
- نساء في مهب الريح 12 خذلوا المرأة العراقية
- نساء في مهب الريح -11- ساقوهن .. الى حتفهن
- من أجـل دســــتور مــدنـي ...ويســـتمر الاعـتـصــام
- نساء في مهب الريح (10) الدستور العراقي ---أم المهازل
- وظائف شاغرة في ايران
- نساء في مهب الريح (9) وهبَ الأمير ُ .. مالايملك
- نساء في مهب الريح (8) إن كانت تلك خطيئة ٌ-- فهي خطيئة ُ الرج ...


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - أطوار..التي ماتت بأناقة