أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - نساء في مهب الريح (8) إن كانت تلك خطيئة ٌ-- فهي خطيئة ُ الرجال















المزيد.....

نساء في مهب الريح (8) إن كانت تلك خطيئة ٌ-- فهي خطيئة ُ الرجال


نادية فارس

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من يمتلك ُ حق َّ القرار ِ في تصنيف ِ النساء ِ الى فاضلات ٍ وعاهرات ?
فكما تعودنا في مجتمعاتنا الفاضلة أن َّ العاهرات ِ هن َّ من النساء ِ فقط -- وصفة ُ العهر ِلاتحد ّ ُها حدود -- فمن َ النساء ِ من توصف ُ بالعهر ِ لأنها لم تلبس الحجاب فقط --ومنهن َّ من توصف ُ به ِ لأنها متكلِّمة ٌ تُفحم ُ المتكلّم َ معها بوعيها وثقافتها -- ومنهن َّ من توصف ُ به ِ لأنها لاتحمل ُ فكرا ً سياسيا ً يحمله ُ أحدهم -- ومنهنَّ من توصف ُ به ِ لأنها تبيع ُ جسدَها
وهكذا .. فمجتمع ُ شرف ِ المرأة ِ زي عود الكبريت... هو من يحكم ُ على النساء ِ ويضعهن َّ ضمن أصناف ٍ وحالات ٍ هشّة ٍ قابلة ٍ للكسر ِ أو الأنهيار
ومجتمع ُ -- شرف العائلة تحميه المرأة ويقاتل من أجله ِ الرجل -- يسمح ُ بمرونة ٍ عجيبة ٍ لوصم ِ أية ِ امرأة بأنها عاهرة ٌ-- سواءاً بدافع ِ الفضول ِ أم بدافع ِ التشفي
ولذا -- أصبحت عملية ُ تسقيط النساء سهلة ٌ للغاية انطلاقا ً من حقيقة ِ أن َّ مجرد َ وصمها بعار ِ العهر ِ لايتطلب ُ أكثر َ من شاهدين ذكرين !!-- فما بالكم بأحزاب سياسية ٍ ولوبيات متضامنة بأجندة ٍ سياسية ٍ أو دينية ٍ أو قومانية ٍ متطرفة

قرأت ُ مقالا ً عن تفشي ظاهرة ِ العاهرات ِ العراقيات في سوريا -- وأغلبهن فتيات ٍ بأعمار ِ الزهور ِ ومن منطقة ِ الفلوجة بالذات -- ممن هربن َ الى سوريا بعد حرب التحمير في 2003
هذا المقال حمل الي الكثير من التذكر

تذكرت ُ قصيدة َ المومس العمياء لبدر شاكر السيّاب -- وتذكرت ُ إعدام َ أكثر من مائتي إمرأة عراقية بسيوف ِ فدائيي صدام -- وتذكرت ُ بنات مدينة الثورة والشعلة والبصرة وكل المدن الُمنهكة ِ سياسيا ً واقتصاديا ً في زمن الديكتاتور صدام --وتذكرت ُ النساء َ الكورديات اللواتي ملأن الحانات ِ الليلية ومواخير ِ القاهرة في مصر -- وتذكرت ُ العهر بالعراقيات ِ في إيران باسم زواج المتعة
الكثير ُ من التذكّر -- يحمل ُ معه ُ الكثير َ من التألم ِ والأسى على كل ّ تلك َ النساء ضحايا العهر ِ الحقيقي الذي لايجرؤون َ على قوله ِ --ألا وهو عهر ُ الرجال

عهر الرجال قضية ٌ ممنوعة ُ من التداول ِ في مجتمع ٍ يحكمه ُ الدين .. علما ً أن كلا المجتمع والدين يقدسان ِ قيمة َ الرجل وفوقيتهِ وقوامته ِ على النساء

الرجال ُ الذين سرقوا العراق َ -- والرجال ُ الذين َ باعوا العراق -- والرجال ُ الذين َ سرقوا نفط َ العراق -- والرجال ُ الذين سمحوا بتشريد ِ الكورديات ِ والعربيات والتوركمانيات والآشوريات ِ والشيعيّات ِ والسنيات ِ والمسيحيات ِ والمندائيات ِ والأيزيديات ِ -- هم العاهرون الحقيقيون

في الوقت ِ الذي يتمتع ُ فيه رجال ُ الحكومة العراقية بألاف الدولارات --ولربما ملايينها -- تضطر ُ فتيات ُ الفلوجة ِ الى بيع ِ أجسادهنّ لأي قذر ٍ أو مريضٍ أو أجرب -- من أجل ِ أن
لاتموت جوعا ً وعائلتها

وبسبب ِ تأجيج ِ الحقد ِ الطائفي والقوماني الشوفيني وأحلام الفيدرالية ِ الشيعية ِ والكوردية -- تغاضى الجميع ُ في الحكومة ِ المهزلة -- وكل ّ من أيدها ولعق تراب ُ رجليها عن قصف ِ مدينة
الفلوجة وتشريد سكانها

لو كان أهل ُ الفلوجة ِ هم من سرق أموال العراق -- لما اضطرت بناتهم الى هذا العمل المحفوف بالاف المخاطر
السرقات ُ الحقيقية ُ ابتدأت بعد حرب 2003 -- والحرامية الحقيقيون هم من يدافعون عن رجال ِ هذه الحكومة البائسة
أين َ هي أموال ُ النفط ??-- السؤال ُ الذي يطرحه ُ كل ُّ عراقي منذ اسقاط ِ النظام الديكتاتوري --
و رجال ُ الحكومة ِ لايجيبون -- كالنعامات ِ يضعون رؤوسهم في الرمل معتقدين أن فضائحهم مخفية
أين َ هي مقتنيات المتحف الوطني العراقي
أين هي ممتلكات ُ الدولة
أين هو الضمير ُ يامن تدّعون بأنكم حماة ُ إسم الله على الأرض
لو جمعنا كل َّ العاهرات العراقيات ..ِ اللواتي اكتسبن صفة َ العهر بسبب انتماءاتهن الدينية ِ أو الطائفية ِ أو القومانية .. لما وجدنا عاهرة ً بمعنى العهر الحقيقي
سياسيوا العراق .. هم من شردوهن ودفعوهن دفعا ً الى بيع ِ أجسادهن رغم أنهن ّ لاحول ولاقوة لهن ّ في معاركهم السياسية ِ
سياسيوا العراق -- الذين سرقوا ثروة َ لعراق -- هم من دفعوا فتيات ِ العراق الى التمرغ في أوحال ِ العوالم ِ المظلمة ِ الموبوءة ِ بالأحتقار ِ لهن ّ --أو ضربهن --أو قتلهن
عبد العزيز الحكيم يتبرع بالمليارات ِ لجارته العزيزة ِ على قلبه ِ إيران --في الوقت ِ الذي يتغاضى فيه عن قصف الفلوجة ِ وتشريد ِ فتياتها
الجعفري يغض ّ ُ الطرف عن سرقة ِ نفط ِ العراق ليحتفظ َ بكرسيه ِ --حتى وإن تسبب هذا في زيادة ِ فقر ِ العراقيات ِ فقرا ً -- فيدفعن الثمن غاليا ً من أجسادهن ّ في بلد ٍ يمتلك ُ أكبر احتياطي ّ للنفط ِ في العالم
الطالباني -- رئيسا ً للجمهورية ِ العراقية ِ من أجل ِ المحافظة ِ على المصالح الكوردية ِ فقط --وليذهب كل ّ ُ العراق الى الجحيم
وبقية ُ الأسماء من شُلّة ِ المضاربات ِ السياسية ِ والدينية ِ -- مترهلة ٌ ومستمتعة ٌ بما تستلمه ُ مقابل َ سكوتها المطبق -- كتنابلة ِ السلطان
فتيات ُ العراق ِ لسن َ بعاهرات ٍ --حتى وإن عملن َ في مواخير ِ الليل -- بل رجال ُ السياسة ِ المتاجرون بوطنهن ّ هم العاهرون الحقيقيون
بعد َكل ّ التغييرات ِ المقترحة ِ للعراق الجديد -- من تغيير ِ العَلَم ِ الى تغيير ِ الحدود الى ِ تغيير الدستور -- أما آن َ لنا أن نغيّر الخطاب َ الذكوري ّ المقدس لذي يصف ُ النساء َ بالعاهرات ِ -- ويحصر ُ صفة َ العهر ِ بالنساء ِ فقط
أليس َ بيع ُ الجسد ِ أقل ّ ُ تأثيرا ً وإجراما ً بحق ِّ الآخرين من بيع ِ الوطن والشعب ِ والثروة ِ الوطنية
أليس َ الأضطهاد ُ السياسي والأقتصادي هو ما دفع َ فتياتنا الى امتهان ِ أعمال لاترضاها أنفسهن لو كان وطنهن ّ آمنا ً -- وكانت لديهن ّ حكومة تهتم ّ ُ جدا ً بكرامتهن
وبعد َ هذا
هذه ِ واحدة ٌ من نتائج الحرب -- وغيرها من النتائج أكثر استفحالا ً
الحرب ُ التي بان مخططها واضحا ً كوضوح الشمس -- حرب ٌ من أجل ِ السرقةِ وامتلاك ِ مراكز القوة -- حرب ُ مافيا أنتجت الكثير َمن المآسي والخراب والدمار للبنى الأقتصادية ِ والأجتماعية ِ في العراق
وأنني لأحسد ُ الله على حصوله ِ لمتحدثين باسمه ِ في العراق الجديد -- وأقول ُ له
هنيالك الله على هيجي قيادات إسلامية --- تمخض الجبل ُ فولد َ فأرا



#نادية_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في مهب الريح 7 النسبة -- وعدم التناسب
- إفرازات ُ الحرب ِ الباردة
- نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق
- نساء في مهب الريح 5 وداوني .. باللتي كانت هي الداء
- نساء في مهب الريح 4 الرجال ُ قوّامون على النساء
- نساء في مهب الريح 3 حربٌ -- من أجل ِ النفط
- نساء في مهب الريح 2
- نساء -- في مهب الريح: (1) دستور إسلامي من أجل ِ عيونهم


المزيد.....




- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - نساء في مهب الريح (8) إن كانت تلك خطيئة ٌ-- فهي خطيئة ُ الرجال