أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية فارس - قمرجي بغداد في دولة الحرام والحلال والفتاوى














المزيد.....

قمرجي بغداد في دولة الحرام والحلال والفتاوى


نادية فارس

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تعُد ْ أخبار ُ الفساد ِ الأداري والمالي في العراق لتفاجئ أحدا ً .. فالعالمون بها يخفون َ أخبارَها .. أما غير ُ العالمين .. فلهم همومهم .. التي تدور منهكة ً ووجلة ً حول الموت المحدق بهم تفجيرا ً أو اغتيالا ً أو جوعا .

أخبار ُ الفساد ِ والرشاوى والأتجار ِ بالعراق أرضا ً وشعبا ً .. قضية ٌ لاتحتل ّ ُ مانشيتات الأعلام .. لأن ّ الأعلام َ هو الآخر مصلوب ٌ على عتبة مايسمى بالتحوّل الديموقراطي!



الفرد ُ العراقي ّ ُ غارق ٌ حتى أذنيه .. بشعارات الديموقراطية .. حتى أن ّ بعضهم يتباهى بها الى حد ّ تطبير نفسه .. وإغراق جسده بالدم من رأسه حتى أخمص قدميه!



كم هي مرعبة ٌ تلك الصورة التي نشرتها كتابات بعنوان .. العراق الجديد!

رجال ٌ ضربوا روؤسهم بالسيف حتى سالت دماؤهم .. ودم ٌ أحمر قان ٍ يغطي وجوههم .. ودم ٌ أسود تيبّس َ على ملابسهم .. وذباب ٌ يشارك بعضه ُ وليمة َ القاذورات المتجمعة من عرق ٍ ودم ٍ ورائحة عفونة!

أمجانين َ أم مصابون بلوثة ٍ هؤلاء ُ السيافون الذين يمارسون حملة َ إعدام ٍ جماعية لأجسادهم ولكل ّ القيم الأنسانية ؟



بل .. هم مصابون بهستيريا الدين والأيمان .. والطائفية!



هم المقادون الى هاوية الجنون الطائفي ..وحدهم .. فقادتهم لايذبحون أنفسهم .. ولا يوسخون ملابسهم بدمائهم .. أنيقون مهندمون .. يرتدون أحسن ماركات الملابس وأغلاها .. وأرقى المجوهرات وأثمنها .. وموائدهم عامرة ٌ ونساؤهم تتمتع ُ بظل ّ ديموقراطيات الغرب وحرياته ! وإن كان فيهم من يطلب ُ دليلا ً .. فالدليل ُ موجود ٌ وبالصور لنساء ٍ يشجعن َ التطبير في داخل العراق .. لكنهن ّ لايضعن على رؤوسهن ّ حتى خرقة ً من الدانتيل!



موضوعنا ليس هذا .. فلهذا الحيث بقية!

ومجنون ٌ من ينسى بداية حديثه ! رغم أني كتبت كثيرا ً عن عملية تحويل العراق برمته الى مستشفى للمجانين .



الموضوع هو خبر ُ خسارة أحد الجنود الاميركان لمبلغ 20-60 الف دولار.. مالاً عراقيا ً حلالاً زلالا ً.. في احدى صالات القمار في الفلبين !



http://www.aljeeran.net/viewarticle.php?id=reports-20060126-39846



تم تكليف ُ هذا الجندي بمرافقة الفريق العراقي المشارك في الالعاب الاولمبية في الفلبين .. وتم تسليمه مبلغا ً لايعرفه إلا ثلاثة : أولهم الله .. العارف ُ الساكت أبدا ً ..والمسؤول العراقي .. العارف الساكت طبعا ً .. والجندي الاميركي .. العارف المطنش قطعا ً !

فتأملوا .. أو تألموا !

الفرق بين الرقمين ,, هو 40 الف دولار !

ونحن كعراقيين .. نعرف تماما ً ماتعنيه ورقة المائة دولار للعائلة العراقية ! فكم من العوائل كانت ستفرح لو أن هذا المبلغ تحول الى رز أو خبز أو كيلوغرامين من البرتقال !



كم من أطفال العراق سيحملون حقائب مدرسية بدلا ً من علاكَات كَواني الطحين التي يعاد تصنيعها بسبب الفقر لتتحول الى حقائب وجودليات وأغطية للشبابيك وستائر؟



كم من النساء العراقيات سيلدن أطفالهن على أسرّة ٍ .. بدلا ً من الولادة على الارض الباردة في المستشفيات العراقية التي تفتقد ُ للكثير من التجهيزات ؟

يؤسفني أني استخدمت ُ عبارة قمرجي بغداد .. فالعبارة ُ أصلا ً كانت حرامي بغداد !



حرامي بغداد كان مثلا ً لمن يسرق .. ليعدل



أما قمرجي بغداد .. فيسرق ويقتل ويقامر ليركز َ الظلم ويديمه .



هذا هو الفرق ! وهو فارق ٌ يحصي فراسخا ً تفصل ُ بين كل الأقطاب السالبة والأقطاب الموجبة لكل القيم والأخلاقيات المتعارف عليها بين البشر النبلاء.



نحن نعرف أن ّ المقبور عدي صدام كان مقامرا ً بأموال العراقيين .. ونعرف أن ّ الفساد َ قديم ٌ تاريخه في العراق .. ولكن أن يتعاظم هذا الفساد والقمار .. ويستشريان تحت ظل ّ دولة الحرام والحلال . . وبحماية السيافين الغاطسين بدماءهم .. فهذا الذي يضعنا أمام الصورة المشوهة لما يسمى بالتحول الديموقراطي .



المفجع في الخبر المنشور على موقع الجيران والمنقول عن نيويورك تايمز حسب تقرير المسؤول الأميركي الذي يبحث في قضايا الفساد ..هو أن مسؤولا ً عراقيا ً احتفظ بمبلغ مليوني دولار عدا ً ونقدا ً في مخزن ٍ في تواليت مكتبه !



مؤلم ٌ حدّ الغثيان .. أن نتفرج َ على استغلال الحكومة العراقية ورجال الدين الشيعة لهذا الشعب المسكين .



فتشجيع ُ هستيريا الدين والطائفية هي الميكانيكية التي يعتمدها الساسة ُ في العراق لأدامة صروح مجدهم ..ولأخفاء سرقاتهم .. وحماية مقامريهم وسماسرتهم ..وحماية الخزائن المقفلة في تواليتات مكاتبهم .. وعلى اسم حّب ّ آل البيت!

يابيت؟ ليش هو بقى بيت ؟ بقه صخام ؟



سألني أحد الاميركان المتعاطفين مع الشعب العراقي : ألا يحب ُ الشعب ُ العراقي ّ هذا اللطم والدم ؟

واحترت ُ كيف أجيب .. فالصور ُ تنطق ُ بعكس ادعائنا بأننا شعب ٌ متحضر ! ولابد ّ أن ّ هذا الشعب يمارس ُ الابتهاج بالديموقراطية بطريقته انطلاقا ً من أسس حضارته .

لكنني .. وأنا محاصرة ٌ بضعف ادعائي أمام الدليل الموثق .. تذكرت ُ أن ّ على ّأن لاأضعف أمام اتهامه لنا بأننا شعب ٌ من الهمج .. تذكرت ُ سعدي يوسف و الجواهري ومظفر النواب ونزيهة الدليمي وسعاد خيري والفنانة الراحلة زينب وناهدة الرماح



تذكرت ُ أن ّ قائمة ً من عظماء العراق وعظيماته .. بنوا مجد العراق فكرا ً وثقافة ونوراً

وانفجرتُ .. باكية .



#نادية_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف اكتسحَ الشوفينيون الأكرادُ .. العراق؟
- همزين ماراح الولد.. ربّك ستر!
- الأنتخابات .. في حارة كلمن إيدو إلو
- صلوات في معبد الضمير .. هُنّ! 2 نادية محمود تخترق السقف الزج ...
- نساء ..في مهب الريح 14 / إعكَالك .. جلّب باللوري
- حضارة ُ المقابر ِ الجماعية ِ .. والتعذيب ِ الجماعي
- صلوات ٌ في معبدِ الضميرِ.. هُنَّ 1
- الكاتب العراقي وقضية التمييز الجندري 13 نساء في مهب الريح
- ناهدة الرماح .. أسيرة ً للإحباط
- نساء في مهب الريح 12 خذلوا المرأة العراقية
- نساء في مهب الريح -11- ساقوهن .. الى حتفهن
- من أجـل دســــتور مــدنـي ...ويســـتمر الاعـتـصــام
- نساء في مهب الريح (10) الدستور العراقي ---أم المهازل
- وظائف شاغرة في ايران
- نساء في مهب الريح (9) وهبَ الأمير ُ .. مالايملك
- نساء في مهب الريح (8) إن كانت تلك خطيئة ٌ-- فهي خطيئة ُ الرج ...
- نساء في مهب الريح 7 النسبة -- وعدم التناسب
- إفرازات ُ الحرب ِ الباردة
- نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق
- نساء في مهب الريح 5 وداوني .. باللتي كانت هي الداء


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية فارس - قمرجي بغداد في دولة الحرام والحلال والفتاوى