أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - اضواء وظلال على ديوان - وأقطف صمت التراب الجميل - للشاعرة فاتن مصاروة















المزيد.....

اضواء وظلال على ديوان - وأقطف صمت التراب الجميل - للشاعرة فاتن مصاروة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5726 - 2017 / 12 / 13 - 09:52
المحور: الادب والفن
    



أهدتنا الشاعرة الدافئة ومرهفة الحس فاتن مصاروة ديوانها الشعري الثاني " وأقطف صمت التراب الجميل " الصادر حديثاً عن مكتبة كل شيء في حيفا ، وكان قد صدر مولودها الشعري البكر " فرس المجاز " عام ٢٠١٤ عن دار الشروق للنشر والتوزيع في رام الله والاردن .

فاتن مصاروة هي ناشطة ثقافية وسياسية واجتماعية ، من مواليد كفر قرع في المثلث ، حاصلة على اللقب الثاني في العلوم السياسية من جامعة القدس ، وتعمل محاضرة للغة العبرية في المعاهد العليا .

دخلت فاتن محراب الشعر منذ شبابها المبكر ، ونشرت قصائدها في الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية المختلفة .

فاتن مصاروة شعلة تتوقد من العطاء والنشاط ، وموهبة شعرية مزهرة ، نصوصها عطر فواح ، توهجت حروفها ولغتها التعبيرية بالتجربة والموهبة التي صقلتها بالمراس والمطالعة والمثابرة ، حتى نضجت على نار هادئة ، وهي تدهشنا برقة الكلمة وروعة التعبير وأناقة الحرف .

ومنذ البداية قررت فاتن مصاروة أن تكون زيتونة رومية فلسطينية ، عميقة الجذور ، صعبة الاقتلاع ، ترصد كل ما يؤدي الى ينابيع الوطن لتغرس جذورها في تخوم الأرض ، وتصبح كأبناء شعبها أكثر ثباتاً ورسوخاً وعشقاً للوطن الفلسطيني ، وتمسكاً بالهوية والانتماء والكنعانية .

جاء ديوان فاتن مصاروة " وأقطف صمت التراب الجميل " في ١١٢ صفحة من الحجم المتوسط ، وطباعة أنيقة ، ولوحة الغلاف بريشة الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد نصرالله - الاردن ، وقدم له الشاعر والناقد الفلسطيني محمد دله ، الذي أشار الى " أن ومضات فاتن مصاروة تنتمي لاصول القول الشعري العربي أو لفن بيت القصيد أكثر من أي فن آخر ، فلا نجد الشاعرة اعتمدت بنية الهايكو الياباني أو فن الرباعيات أو المخمسات العربية أو الاوروبية ، وهذه الومضات هي جزء أصيل من نسيجها الشعري المغرق بالانتماء للثقافة العربية " .

وتصدمنا فاتن مصاروة بالاهداء الذي توجهه لذاتها الانثى بابعادها المختلفة المركبة ، حيث تقول :

اليك

...

وأنت تفيضين في عتمة الشوق

نوراً وسيفاً

ترتل عطرك حيفا "

قصائد الديوان تنتمي لباب الومضة الشعرية ، ولشعر التفعيلة ، الذي اختارته حباً وطواعية كي تعبر بحرية وتلقائية عما يجول في خاطرها ونفسها الشاعرية دون قيود ، وهذه القصائد تدور حول موضوعات وطنية وانسانية ووجدانية وعاطفية ورومانسية ، مستوحاة من واقعنا الفلسطيني وحياتنا المعذبة في ظل سياسة قهرية واضطهادية تمييزية ، وهي نصوص ابداعية مسبوكة ، محبوكة ومجدولة بدقة وعناية ، وتحمل ألفاظاً ومفردات ومعان أكثر استجابة للذائقة الأدبية ، تعكس لمعاناً وبريقاً ذاتياً خاصاً .

ينقسم الديوان الى قسمين ، القسم الأول بعنوان " نايات من الوجع " ، والقسم الثاني " ومضات من الدمع " ، انها قصائد شعرية نثرية تعبر عن وتعكس الوجع والهم الفلسطيني والجراح الفلسطينية ، تنحاز فاتن فيها للانسان الفلسطيني المعذب ، وتعلن عشقها بالمطلق لحيفا / الرمز الذي يختصر الأمكنة الفلسطينية ، " فتلثم قدميها وكفيها ، وترتب حزن بلادها في زورق " .

تتألق فاتن مصاروة في قصيدة " أبصرني في عينيك " وهي قصيدة جميلة يتجلى فيها العناق الوجداني بين الحب والوطن في علاقة جدلية وعضوية ، فنجدها تناجي حبيبها من خلال وطنها الغالي المقدس ، فتقول بكل شفافية :

دعنا نسكب في أعيننا حباً وجمالاً

وأنا أتهجاك

نجوماً وهلالاً

أبصرني في عينيك نخيلاً

وأراك تضيء سماءك في

وتبصرها في عيني صهيلاً

وتغازل نهري

تغزل من تلف الايقاع شفاعة نجوانا

وان أمطرت حنينك صحوي وغنائي

يا عليائي

قصائد الديوان بمجملها تحمل أبعاداً وطنية وانسانية ورومانسية ، فيها عشق وحنين ، وتتميز بالجمالية والوصف البديع رالروح الشفافة والعذوبة الخلابة ، فضلاً عن الصدق الفني والسلاسة المدهشة ، والمجازات والاستعارات البلاغية .

والميزة الجامعة لهذه القصائد هي أنها وليدة الشعور الوطني العميق ، والاحساس الوجداني العاطفي الدافق ، وهذا الشعور قد يرق أحياناً فنسمع فيه أنغام السواقي والشحارير والحساسين ، وحفيف أجنحة فراشات الربيع ، وقد يعنف فاذا فيه جلجلة العواصف ، وهدير الأمواج وقصف الرعود ، وقد يرق فاذا هو حنين ذائب ملتهب ، ووصف ساحر رائع ، وصور من ألحان القلوب الندية ، وقد يفور فاذا هو ثورة صاخبة عارمة على الظلم والقهر والبؤس ، ووطنية مؤمنة لاهبة ، وغيرة قومية فيها الصدق ، والوفاء ، والمحبة .

وفي شعر فاتن مصاروة كثير من الاجساس الجميل العميق ، الرومانسي الوطني ، أنا ومضاتها الشعرية المكثفة ، الفوارة ، فتجمع الحس المبثوث ، والخيال المحلق ، والعبارة المشرقة ، والصورة الشعرية البارعة ، اضافة الى قوة التصوير ، وعذوبة الموسيقى الشعرية ، ومتانة العبارة ورشاقتها ، وهذه هي مميزات شعر الفاتن الذي يتغلغل الى العمق الوجداني دون جواز سفر أو فيزا عبور ، ونلمس ذلك في قصيدتها الفاتنة التي تحمل اسم الديوان " وأقطف صمت التراب الجميل " ، حيث تقول :

أنا من صرخات الياسمين المدمى

يراود جرح الحقيقة صوتي

وصمتي يجدل في الأفق غيماً

مكممة بالصراخ الكفيف أناي

وأدرك درب المواويل في الأبد المعنوي حساماً

وسهماً

فأعزفني في انسكاب الأغاني

وأعزفتي في شحوب الأنين

لأعتقني من مراياي في أغنيات الجليل

أنا من عرائس حيفا

وبسمتها

قمحها لوني المستحيل

أمر على جرحنا في الحقول

وأقطف صمت التراب الجميل

فاتن مصاروة في ديوانها أجادت البوح والوصف والتعبير عن مشاعرها الوطنية والوجدانية بكل صدق ، وأثبتت أصالتها وموهبتها الشعرية الحقة ، وقصائدها نفحات الهامية ، ومعلقات على صدر الوطن الكنعاني الذبيح الباكي .

انني اذ أهنىء صديقتنا الشاعرة الرقيقة الملهمة المجيدة فاتن مصاروة ، أتمنى لها مستقبلاً شعرياً واعداً وزاهياً كزهو حروفها وجمال روحها ودفء أحاسيسها ، مع خالص التحيات والتقدير لحرفها وابداعها ، ومزيداً من الاصدارات والابداعات الجديدة ، ونحن في الانتظار .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - وعد ترامب - المشؤوم .. الأصداء وردود الفعل !
- وانتصر العراق ..!!
- - حامل المسك - كراسة لذكرى الناشط والكاتب الصحفي رزق عبد الق ...
- الشاعرة الكرملية مليكة زاهر تضيء شمعة جديدة
- في الرد على دعوة ليبرمان العنصرية
- القدس الشعر والقصيدة
- رضوى
- وتريات فلسطينية
- القدس خيمتنا
- القرار الامريكي وأبعاده وتداعياته ..!
- ماذا يحدث في العالم العربي ؟!
- الكاتب والروائي المصري مكاوي سعيد ، صاحب - تغريدة البجعة - ي ...
- تميم أبو خيط ، لست وحدك ..!!
- الاجراءات الامريكية الجديدة والمأزق السياسي
- مصر التي في خاطري وفي دمي
- على هامش الأحداث - الحلف الجديد ..!!
- ما الذي يجري في السعودية ..؟!
- ابن رشد ومأساة المفكرين والفلاسفة العرب
- هل انتهت - داعش - ..؟!
- جامعة العهر والنفاق العربي ..!!


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - اضواء وظلال على ديوان - وأقطف صمت التراب الجميل - للشاعرة فاتن مصاروة