أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - الإبداع هو الجائزة














المزيد.....

الإبداع هو الجائزة


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


الإبداع هو الجائزة

ـ أسماء محمد مصطفى

فرحنا جميعا بفوز الروائي العراقي اللامع عبد الخالق الركابي بجائزة السلطان بن علي العويس الثقافية / فرع الرواية ، ذلك أنه اسم محفور في ذاكرة الإبداع العراقي بامتياز ، ومسيرته الحافلة بروايات : سابع أيام الخلق ، نافذة بسعة الحلم ، من يفتح باب الطلسم ، الراووق ، قبل أن يحلق الباشق ، وروايات ومجاميع قصصية ومسرحيات وكتب أخرى ، تعطي أي متتبع مؤشراً لما عليه هذا القلم الثري الذي يُعدّ رمزا من رموز الإبداع العراقي ، وهو لاشك ، وكأي مبدع عراقي ، لم تتوفر له مايمكن أن تتوفر لسواه بسبب ظروف البلد المعروفة على مدار عقود من الزمن الصعب ، الى جانب ظروفه الخاصة المتعلقة بإصابته بمرض أفقده البصر والمقدرة على الحركة من قمة رأسه الى أخمص قدمه ، حتى ظن أنه عجز تماما عن الكتابة ، وقد أبدت زوجته استعدادها لتكتب يدها مايجود به رأسه كي يستمر في إنتاج روائعه وهو على فراش المرض .
عاد الركابي يكتب بين جدران أربعة ، سواء أكانت في يوم ما ـ على حد تعبيره ـ طينية يتسرب المطر من خلال سقفها في الليالي العاصفة ، أو إسمنتية تعود لمالك يفرض عليه شهرياً دفع (الجزية) مع التهديد المعروف بالإخلاء في أية لحظة ، أو تعود له .. الركابي اليوم ممتن لتلك الجدران الأربعة التي أفضت به إلى جائزة العويس ؛ وهو ثاني روائي يفوز بها بعد مرور عشرة أعوام على فوز الروائي فؤاد التكرلي ، وكذلك فاز القاص محمد خضير في مجال القصة القصيرة ، فضلا عن فوز الشاعر محمد مهدي الجواهري بجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي ، وعلي جواد الطاهر ومحسن جاسم الموسوي بجائزة الدراسات الأدبية والنقد ، وصالح أحمد العلي وعبد العزيز الدوري بجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية ، وعبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر بجائزة الشعر .
استوقفني ماكتبه الركابي في صفحته على فيس بوك من أنه وبمقدار سعادته بفوزه بهذه الجائزة سعد كثيراً بتبدد ذلك الوهم الذي عاشه على مدى عقود من الزمن من كونه بقي حبيس أربعة جدران ، فقد اكتشف الآن فقط أنه لم يكن وحيداً بين تلك الجدران ، بل كانت ثمة عيون محبة تراقبه بحنو، ملاحظة التجاعيد تتعمق في وجهه ، والبياض يعلو شعره رويداً رويداً، تلك هي عيون قرائه الأحباء ، فقد فاضت محبتهم له على امتداد هذا الفضاء الأزرق مبرهنة أنه لم يكن يعمل في غرفة بملايين الجدران ـ كما سبق للماغوط أن قالها ـ بل كان يعمل في غرفة بآلاف العيون .
استوقفني كلامه ليكون مناسبة لأقول ـ لكل المبدعين سواء الذين حصدوا جوائز أم لم يحصدوا ـ ماآمنت به دوماً من أنّ نتاجاتهم النوعية هي الجائزة التي يقدمونها للمعرفة البشرية ، فالمبدعون لاحاجة بهم الى جوائز كي يتأكد لهم او لقرائهم أنهم أبدعوا ، فنتاجاتهم بحد ذاتها هي جوائز يحصدها قراؤهم .. نعم ، نحن نحصد جائزة حين نقرأ مايضيف الى عقولنا فكرة جديدة تتوالد منها أفكار شتى ، والى قلوبنا نبضة أثيرة تطلق مالايحصى من النبضات ، إننا حين نقرأ لمبدع يعرف كيف يحاكي أفكارنا وخيالاتنا ومشاعرنا ويأخذنا الى عوالم جديدة او يضعنا في مواجهة شعرية او ادبية مع واقعنا ، فإننا نحيا حياة جديدة من خلال قلمه وحزمة أوراقه سواء أكانت شعرا أم قصة أم رواية أم أي شكل إبداعي آخر . وكلّ ماعلى المبدع أن يحمل همه هو أن يضع روحه وعقله دائما في مايقدمه من نتاج ، وليس عليه أن يحزن إن لم يتوج جهده بجائزة او تكريم ، بل حتى لو ظنّ ـ في لحظة إحباط ـ أنّ القراء النوعيين قلة ، فلربما ظنه في غير محله ، لاسيما أنّ التأثير قد لايكون مرئيا له ، كما إنّ الكلمة النابعة من القلب والضمير لو غيرت كائناً واحداً فقط من بين ملايين ، اوحتى أثرت فيه او أصلحت فيه اعوجاجاً ، اوتناغمت مع أحاسيسه ، اوحملته الى عالم من جمال ترسمه له ، فإنّ ذلك يمنحها قيمة معنوية ، وإن لم يتجاوز تأثيرها ذلك الواحد .
أما الطاقات الشابة الجديدة فيتوجب عليها أن لاتستعجل الانتشار والشهرة ، بل تتخذ ممن سبقها قدوة في نوعية القراءة والكتابة والتجربة والخبرة ، عليها أن تكد وتنتج وتحرص على الإنتاج النوعي ، وستكون ذات يوم هي الأخرى مناراً لمن يأتي بعدها .. كل ّ ماعليها هو أن لاتستعجل .. فاللحظة الراهنة هي التي ترسم المستقبل ، كما المستقبل في وقت ما ، سيكون الآن ..
وخيرّ ما اختتم به مقالتي .. نتاجاتكم النوعية هي الجوائز أيها المبدعون ، وتاريخ الإبداع العراقي والإنساني فخور بكم .. وتذكروا قول الركابي عبد الخالق .. أنتم تكتبون في غرفٍ بآلاف العيون .

https://www.facebook.com/9asmaa.m

https://www.facebook.com/samaaasma






#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضي يحاور الحاضر بإتجاه المستقبل
- Dr.Phil
- المرأة القوية
- الموت .. زائراً لشارع الجنة / سارقة الكتاب أم محنة الإنسان ؟
- كراسة الأيام / (4)
- كراسة الأيام / (3)
- كراسة الأيام/ (2)
- كراسة الأيام /(1)
- قصتان قصيرتان
- آهٍ .. أطفاله لاعشاء لديهم ليلة مصرعه
- مقاطِع من العراق المُختَطَف
- القضية .. قضية وطن
- هذا عالم أحلام الطفلة الموهوبة سماء الامير
- بائعة العلكة / قصة قصيرة
- رسالة أم : طاقة الحب في مواجهة العوق
- انفصال روحي
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 10
- عن ( قنفة) الزمان العجيبة بالعراقي العامي والسجع الفصيح : حز ...
- بالعراقي العامي الفصيح
- طوفان الحب والوداع


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - الإبداع هو الجائزة