أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الخمليشي - السواد














المزيد.....

السواد


نبيل الخمليشي

الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


هل رق قلبك لكلب عجوز و هو يحتضر
ملء عيني أبصرت مهرة أصيلة
شاهدتها و هي تحتضر
من جنبات ليلنا الطويل
خرج لنا هذا النهار أكثر سوادا
في أحضانه تعلمنا التسبيح بأسماء الشهداء،
و الأغنيات الجميلة، و تراتيل الكبرياء
وحين تفرقنا نسجنا متتالية الحقد،
مع الأوغاد و القتلة
ماذا سنقول للأطفال و نساءنا،
حين نعود عند المساء
أم ترانا نصمت حينئذ
ونفك سيور أحذيتنا و ننام عند مدخل الدنيا
ككل المهزومين دون رثاء
ماذا أعددنا لهم؟
ماذا شيدنا لنا و لليتامى من بعدنا؟
حلم وهم،
حمل كاذب،
لحم فاسد،
محل للدعارة،
أم ملح مسموم في كعك الضغينة
وتقاليد مرة، أعدنا عجنها من قيء أجدادنا
وأعددناها لكل موائد أعيادنا القادمة
كل الراقصين احتفالا، فوق أهداب عيون الرافضين
سقطوا جميعا، هذا النهار
نهار موشح بالسواد، تساوى فيه الكل
الذكر كالأنثى،
الخنثى كالخصي،
الأنين كالأوجاع، تتناسل و لا جنس لها
كالصمت النائم في قلب الصخور
بلا طعم و لا لون، تحبل الليالي بالشهوة مسخا
من دون لذة و بلا حب
يسقط وسط الصحراء في الهجير الحارق
مدثرا في عز القيظ، بثياب خشنة
حاكتها له أيد واثقة من رداءة صنعها
أيد ما هي مغلولة ولا مبسوطة
أيد مشلولة من ألفها إلى يائها،
و الدال دم..
و للأعياد إيقاع جنائزي، والصهد خانق حولنا
لا يبالي لاحتمال هبة من رذاذ الأمل
والليل حالك يفيض بأضغاث النور
يولد من ثناياه نهار اسود
من سيجارة متقدة في فم تاريخ متورم
أيام سود تحلم بطيف الشمس
وترضع النفط من نهد الأرض، لتنقلنا لليل أكثر سوادا
فمن يكسر تلك الدائرة
ويرسم بسمة على الوجوه الكالحة
جاثمين على الأرض، و الطيور من فوقنا
ينبعج الحلم بالمنقذ، من عجزنا
ونلبسه ثيابنا، و التاج المرصع بالرياء
وكل كلام المتن و الحواشي
وحين يصير واحدا منا متوجا علينا
يعجز عن كسر الدائرة
وحين يأتي الليل المخاض ثانية
يورث نهاره كل جينات المرض
عبيد آبقون بأقدام حافية مسلوخة
هاربون أبدا من جينات الأجداد
جينات سوداء مسرطنة، كامنة فينا و الداء فيها
ونسال الدليل، و العراف، و الكاهن.
عن طريق الخلاص و المخلص الذي سوف يأتي
من وراء الضباب،
أو من وراء البحار،
أو من وراء القدر،
لياسر الدائرة العصية على الكسر، بكل أدواتنا المكسرة
ونذرف دمعة أخيرة عند قوائم المهرة المحتضرة



#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقابة
- الوسيلة تخادع الغاية
- حديث الميم للميم
- الإطلالة الأخيرة
- فسيفساء الوطن
- أحراش العشق
- عودة تتكرر
- كلام بدون مناسبة تقريبا
- الوقت و الذاكرة
- العدم وحيدا بلا ذاكرة
- غذاء مفترض مع الرئيس -كيم جونغ أون- وهو يحتضر يليه حلم عسكري ...
- ة ر و ث
- تغيرات شبه طفيفة
- حلم ولد من هذا البلد
- غرغرة الفجيعة
- وسط فقاعة الوهم
- أزرار الحياة
- البعيد هنا
- رحلة
- حلم يتكرر


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الخمليشي - السواد