أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - مَنْ ل تنّوركِ الطينيّ .. ؟!!














المزيد.....

مَنْ ل تنّوركِ الطينيّ .. ؟!!


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5708 - 2017 / 11 / 24 - 14:34
المحور: الادب والفن
    


مَنْ لـ تنّوركِ الطينيّ .. ؟!!
( مهداة الى الصديق جون سميث .. مع المحبة )
خمسونَ خريفاً قاحلاً تناهبتْ أيامهُا حروباً تشظي براءةَ الأحلام وأنا أنا متقرفصاً لِصقَ تنّوركِ الطينيّ عينٌ ترمقُ وجهكِ تلفحهُ حرارة الحطبِ اليابسَ تنبعثُ مِنْ أعماقهِ وعينٌ تتشهّى خبزةً ( مـﮕسبة )* للتوِ خرجت تستريحُ على ( طبـﮓ )* الخوص الملوّن أتدفأُ بـ قضمها , ما لعيوني للانَ تدمعُ أهي رائحةُ الدخانِ حينَ تهبُّ الريحَ تحرّكُ ثوبكِ الوحيدَ الأسودَ أم الحنين المتجذّر كـ جذورِ شجرةِ صفصافتنا الهرمة عرّتْ قسوةِ الشتاءِ أغصانها العالية ؟!. ما لـ خبزِ الحديد* لا يحمل طعمَ خبزكِ مفجوعاً يحرقهُ الغازَ وأيدٍ لا تجيدُ مداعبتهُ حينَ يستغيثُ متمرّمراً دونَ مجيبٍ وصرخاتهُ تخفتُ شيئاً فشيئاً أكثرُ صمتاً يفقدُ غبطتهُ يزدانُ بـ الإسوداد واللعناتِ بدلَ الحبّ ونضوجِ السعادة . ؟! . ما لهذهِ النيران أكثر قسوةٍ مِنْ نيرانكِ يا أشواكَ مدينتنا البعيدة تصهرُ حتى الروح وأنتِ تفاجيئنها وتحتطبينها كلَّ قيلولةٍ تأكلُ جذورها فأسكِ البدائيّة تكوّمينها كي أستظلّ بها وأنتِ رشيقةٌ ضرباتكِ الحنونةِ وغناؤكِ الشجيّ يملأُ ذاكَ الافق الفسيح . ؟! . حتى الشاي ما عادَ يدندنُ في ( منقلةِ )* الفحم ننتظرهُ فرحينَ كـ أفراخِ العصفورِ الساكنَ في مزريبٍ البيتِ ينتظرُ فتاتَ الطعام تزاحمهُ قطّتنا البيضاءَ كلّ ليلةِ كانت تنام بيننا على بقيّة السمكِ المشويّ بلا طعمٍ يدعونا إليهِ دونَ ندمٍ نروّي بهِ ترابَ زقاقنا المهجور دوماً . آآآآآآآآآآآآآآهٍ يا رجعَ الذكرياتِ مضتْ أيامي عجولةً وأنا طفلكِ المدلّل للانَ لمْ يحنْ موعد فطامهُ يحلمُ أنْ يضعَ راسهُ الأشيب في حجركِ تداعبُ أناملكِ الحنونة صلعتهُ الزاحفة يشمُّ رائحةَ الحنّاءَ فيها يغفو بينما القرنفل يطردُ تعبَ السنين حينَ يستغشي ( شيلتكِ )* البيضاءَ . بعثرتنا الأيامَ وتنمّلتْ صباحاتي شكوكٌ ودواماتٌ واكبتْ طريقي إليكِ كابيةٌ بهجتي أبحثُ عنْ ملاذٍ أملأهُ وحدتي لعلّ المنافي تأخذني الى حضنكِ مِنْ جديد .

* مـﮕسبة : الخبز الناضج ( مقرمش ) .
* طبـﮓ : اناء واسع يصنع من نبات الحلفة وخوص النخيل .
* منقلةِ : أداة تصنع من الحديد يوضع فيها الفحم او الخشب تستخدم للتدفأة وكثيرا ما يوضع ابريق الشاي فيها لصنع شاي لذيذ .
* شيلهْ : ما تضعه المرأة على راسها كغطاء يقابله الان الحجاب .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شبقِ تفاحتيها تستفيقُ ملوكيتي
- سيدةُ الحلم
- حنينٌ بلونِ الدموع
- الأشواقُ تتضاعفُ في زنازينِ فردوسها
- القلقُ يقضمُ أغصانَ شجرتي
- أتنفسكِ أميرةً أجنحتها شرايني
- السواحلِ منهكةٌ ياااااااااااا لهيجانها ..!
- ياااااااااااااااااااااااااااا ( هَلِي يا مَنْ ضيّعوني )* ... ...
- ( شاليم )* ...
- البنية الاسلوبية عن كريم عبدالله بقلم الاستاذ / علي الصباح ق ...
- أيّها السومريُّ المنكوب ب فجرها الوحيد
- قراءة في مجموعة (تراتيل فيلية) للشاعرة الكوردية ظمياء ملكشاه ...
- صدر في بغداد كتاب ( الرؤى والدلالة ... دراسات نقدية في شعر ك ...
- صدر في بغداد عن دار أور للطباعة والنشر ديوان ( حدقاتٌ متثاقل ...
- أتوسّلُ النومَ علّها فراشاتكِ تحطّ ّ ُعلى أجفانِ ليلي
- حوار مع الأديب والشاعر والمخرج كريم عبد الله عن تجربته الفري ...
- الفنان التشكيلي العراقي. صالح كريم. البصرة 1947 بقلم الفنان ...
- شخصية من بلادي. كريم عبد الله
- جمّلي وجهي مِنْ مذلّةِ المنافي
- نصوص تقليليّة بقلم كريم عبدالله


المزيد.....




- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - مَنْ ل تنّوركِ الطينيّ .. ؟!!