أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد صبري ابو ربيع - عراقيات














المزيد.....

عراقيات


عبد صبري ابو ربيع

الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 11:59
المحور: الادب والفن
    



وقفت بانكسار تتطلع فيهن كن ثماني بنات ، دمعتها تختبئ بين محجريها .. أزدادت ألتصاقاً فيهن كان الخوف والارتباك يدب في أوصال بناتها . كن ينظرن إلى أمهن التي بدت غريبة الأطوار والارتجاف يعم أوصالها .. قالت لهن :
- هنا تقفن .. وهنا تنتظرن .
وغابت عن أنظارهن بين زحمة الناس وصوت السيارات الذي ضيع أصوات البنات أكلهن القلق وبقين محتارات لا يعرفن ماذا يفعلن . وفجأة ركضت بعض البنات الكبيرات بعدة اتجاهات ولم أتمكن من اللحاق بهن فقد بقيت أنا وأختي الصغرى ذات الخمس سنوات .
أحترت فيها وأحترت بأمر أمي التي تركتنا على حين غفلة ولا أعرف الأسباب التي دعتها الى ذلك مع إننا في كثير من الأحيان كنا نراها وهي تروم الانتحار لعدة مرات لأنها بقت وحيدة بعد أن قتل والدي الدكتور أمام عينيّ أمي وقد امتلأت رعباً .. قتله ناسٌ متوحشون لا يعرفون الإنسانية ولا الضمير لأنهم ليسوا من البشر بل هم حتى ليس من الحيوانات .
وهكذا بقينا نحن وأمنا التي كانت ترى نفسها غير قادرة على إدارة هذا العدد الكبير من البنات وعدم قدرتها على توفير كافة الاحتياجات . كنت أجوب الشوارع عسى أن أحظى بأمي أو بعض أخواتي اللواتي هربن الى المجهول . أثناء تطلعي وارتباكي وخوفي من الناس الذين ينظرون أليّ تفقدت أختي الصغيرة رأيتها هي الأخرى قد هربت ولم أدركها حتى قابلني سائق سيارة وأخذني معه الى دار الأيتام وأتصل بمذيع إحدى القنوات ليشرح له أمرنا وكان المذيع يسألني ( عما بيّ ولماذا أنتِ هنا .. أين أهلكِ ) ؟ أخبرته بالذي جرى وكيف أن أمي هربت من عندنا وتركتنا حيارى مع الشارع وهروب أخواتي الكبيرات الى اتجاهات عديدة . وأنا الان أفتش عن أختي الصغيرة التي ضاعت مني بين الزحام .
أخذها المذيع وراح يفتش وإياها عن أختها الصغيرة التي وجدها مختبئة في حفرة بجانب مكب النفايات وهي تقتات على الفضلات فأرتعشت بين يدي المذيع وهي تنظر إليه ببلادة وأخذنا الى دار الأيتام ثم نشر صورتنا بالقناة المسؤولة عنه عسى ان تظهر أمنا وتأتي لتنقذنا أو إن أخواتي يرجعن إلينا ولكن فوجئنا بأن أختي الكبيرة ظهرت بيننا وهي تبكي ووجها ملطخ بالأصباغ .. قلت لها :
- هل تزوجتي ؟
قالت :
- نعم .
قلت لها :
- وأين زوجكِ ؟ قالت ( إن زوجي موجود في كل مكان من الشوارع )
صمت المذيع وظل ينظر اليها مستغرباً من صراحتها قائلاً لها :
- هاتان أختاكِ بحاجة اليكِ لأنكِ البنت الكبيرة .
قالت وهي تنظر الى المذيع بشزر :
- ماذا أفعل لهن أنا لا أعرف نفسي فكيف أصونهما .
ثم دارت ظهرها وأختفت بين الناس وكانت الدموع تنهمر من عينيها .قلت لأختي الصغرى :
- هنا سيكون بيتنا وستكون هذه الدار منزلنا وعسى الله أن يأتي بأمنا ولكن ذلك رجعٌ بعيد .



#عبد_صبري_ابو_ربيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُنى
- ديمقراطي
- سلطانة الحُسن
- الهوى الصعب
- أسميك وطني
- من الأعماق
- وطني وطن السلام
- ويصنعون لنا دُماً وحشية
- أريد انتحر وأموت
- وداعاً يا حافظ
- أتكأ على الليل
- لو مالت الدنيا
- رفرف يا حمام (2)
- عراقي النسب
- قتيل الهوى
- (( وطني السبع الفواطر ))
- الوطن المدمى
- لا تلمني
- دلني اين الطريق
- يمر طيفك


المزيد.....




- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...
- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد صبري ابو ربيع - عراقيات