وليد الأسطل
الحوار المتمدن-العدد: 5701 - 2017 / 11 / 17 - 04:03
المحور:
الادب والفن
حَدَثَ ذاتَ صباحٍ خَرِيفِيّ
يُضِيءُ لِيَ النّورُ أشياءاً،
وَ يُطْفِئُ أُخرَى كانَ قد أضاءَهَا لِيَ الظّلام.
ما أَجملَ مَشهَدَ النُّور، و هوَ يَقِفُ على شَفِيرِ الظّلام،
أو حِينَ يَشرَعُ في التَّفَتُّحِ مُدَاعِباً وَجْهَ الصَّباحْ؛
فَيَصْحُو الصّباحُ مُتَوَرِّداً خَجَلاً..
مُتَرَدِّداً كَأَوَّلِ اِعترافٍ بِالحُبّ،
و يَسِيرُ إلى مَجْلِسِهِ مُتَعَثِّراً كَنَظَرَاتٍ عاشِقَةٍ
يَخْشى عليها صاحِبُهَا الإِفتِضَاحْ.
يَفْتِنُنِي المَشهَدُ؛ فَأَتَزَلَّجُ عَلَيْهِ بِبَصَرِي
مُحاوِلاً التَّمَتُّعَ بِمَفَاتِنِه، مِثلَ خَرِيفٍ ماجِنٍ يُدَاعِبُ جَسَدَ البَرِّيَّةِ؛
فَيَلِينُ لَهُ تَوَحُّشُهَا.. تَنْزَعُ عَنْهَا ثَوْبَهَا، حِينَ يُثِيرُ شَهْوَتَهَا،
ثُمَّ يَتَوَلَّى عَنهَا حَزِيناً حِينَ يَكْتَشِفُ أَنَّهُ عِنِّين.
الذِّكرَيَاتُ بَقَايا الأَمس المُتَرَسِّبَةِ في قَاعِ الرُّوح..
تَمُوجُ مِنْ حِينٍ لِحِين؛ فَتَجْعَلُ القَلبَ بَحْراً تُهَيِّجُهُ صُوَرٌ،
وَ تُهَدِّئُهُ صُوَرٌ أُخرَى.
أَتَحَسَّسُ جِهَةَ قَلْبِي خائفاً.. يا حُبّ لَا يُوجَدُ في صَدرِي مَنْ تَبْحَثُ عَنْه.
يُغَازِلُنِي البُكاءُ فَأَصُدُّهْ.. يَتْبَعُنِي إلى البَيْت،
و يُلْقِي بِنَفْسِهِ على شَعْرٍ يَرْقُدُ على مِشْطِ مَنْ رَحَلَت؛ فَأُغْرَمُ بِه..
أَحْضُنُهُ وَ يَحْضُنُنِي.. يَقُولُ لِي:
طِبْ خاطِراً؛ فَلَيْسَ الحُبُّ أَحَنَّ عَلَيْكَ مِنِّي.
#وليد_الأسطل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟