أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - الخطيئة الأصلية... دراما مشوقة من الطراز الرفيع














المزيد.....

الخطيئة الأصلية... دراما مشوقة من الطراز الرفيع


ليث عبد الكريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


(الخطيئة الأصلية-2001) الفيلم الثالث للمخرج والسينارست (مايكل كريستوفر) كاتب سيناريو الفيلم الشهير (ساحرات ايستووك-1987) إخراج جورج ميللر، ومقدم أفلام (54-1997) و(ضرب الجسد-1999) ولاحقا (الخطيئة الأصلية-2001)، وفي كل هذه الأفلام ينهل المخرج من الملاهي والجنس والمخدرات سجايا قصصه، ويعتمد اعتمادا خاصا على بطلاته باعتبارهن ركائز أساسية تنسج من أجلهن أحداث الفيلم.
وفيلم( الخطيئة الأصلية) معد عن رواية للكاتب (كورنيل وورلج)-كاتب القصة التي استخدمها المخرج الكبير (الفريد هتشكوك) أساسا لفيلمه (النافذة الخلفية-1957)- والتي نشرت تحت عنوان (الذئب والظلام)، وقام بإداء الأدوار الرئيسة فيه النجمة (انجلينا جولي) الحائزة على أوسكار افضل ممثلة بدور ثانوي عن فيلم (فتاة مقاطعة-1999) إخراج جيمس مانغولد، والى جانبها المثل الإسباني (انتونيو بانديراس).
يقدم الفيلم أحداث قصته على دفعتين، الأولى تمتد من لحظة البداية حيث تروي البطلة وهي في السجن قصتها للقس، وكيفية وصولها إلى ما هي عليه، والثانية استكمال الأحداث من بعد هروبها من السجن وانتحالها شخصية القس، ضمن إطار من الغموض والإثارة.
يفتتح الفيلم مشاهده في هافانا بكوبا عام 1880، ويعرفنا بالمليونير (لويس فاراغاس) الذي يقرر أخيرا أن الوقت قد حان لكي يستقر ويتزوج، ولما كان يشترط في زوجة المستقبل اللطف والإخلاص والشباب، فانه يحاول استيراد عروس من الولايات المتحدة لهذا الغرض. وسرعان ما تصل العروس (جوليا) وتتزوج من (لويس) ويبدو العرسان بادئ ذي بدء في غاية السعادة، وذلك إلى أن يحين يوم تختفي فيه (جوليا) وفي حوزتها ثروة زوجها بعد أن أعطاها توكيلا يسمح لها بسحب أي مبلغ مالي دون إذنه. ويبدأ (لويس) بمحاولة العثور على (جوليا) ويتدخل كذلك أحد محققي الشرطة، وبعد معرفة الجميع بان (جوليا) ليست إلا فتاة هاربة من وجه العدالة بعد قتلها (جوليا) الحقيقية وانتحالها شخصيتها، بالاتفاق مع عشيقها محقق الشرطة، وبعد أن تكتشف (جوليا) إنها بحاجة إلى (لويس) وهي تكن له الحب والمودة تعترف له بسوابقها وتاريخها المظلم وعلاقة المحقق بكل ذلك.
وفي هذا الإطار فان المخرج يجنح إلى النصب والاحتيال على مشاهديه بجعل (جوليا) تلعب على الحبلين، فمن ناحية تبدأ بالهروب من عشيقها السابق بالعودة إلى أحضان زوجها، ومن ناحية أخرى، فإنها تتفق مع عشيقها لقتل زوجها. وبعد علم الخير بالأمر- وفي مشهد غاية في الغرابة- يشرب (لويس) الشاي المسموم للانتحار، وهو ما يجعل (جوليا) تندم على فعلتها وتحاول تخليصه، وبالفعل تنجح في ذلك ولكن بعد فوات الأوان، إذ تقبض عليها الشرطة متلبسة بمقتل عشيقها وفتاة ومحاولة قتل زوجها، وبعد كل هذا فان الأحداث تعود إلى البداية حيث (جوليا) تتحدث للقس عن مغامراتها، ويقرر القس مساعدتها وتخليصها من السجن.
هذا الفيلم واحدا من الأفلام الدرامية المشوقة والغريبة، فهو يحتوي على ما لم تجد به قريحة كثير من المخرجين في الأعوام الأخيرة، فهو يعتمد التشويق أساسا لطرح نفسه، بالتركيز على التلاعب بمشاعر المتفرج، وجعله ينتقل مع كل خط درامي جديد، فكل لحظات الفيلم تبدو جميلة فوق إنها مهمة ومثيرة.
ثم اعتماده الكلي على مواهب النجمة (انجلينا جولي) التي تثبت من جديد مؤهلاتها الدرامية ومقدرتها على جعل الأنظار ترنو صوبها، بذلك الأداء الرائع والمعبر حقيقة عن دوافع الشخصية وكوامن ذاتها، وهو أساسا منبعث عن دراسة تفصيلية مستفيضة ومقدرة ذهنية في إدارة أدواتها، وعبر التشبه بأداء نجوم كبار عهدناهم مبدعين في مثل هذه الأدوار.
ثم نجاح كاتب السيناريو المنقطع النظير في تقديم صيغ درامية جديدة، عبر التركيز على التلاعب بالألفاظ واستدراج المشاهد إلى البحث والتقصي، ليس فقط في تصرفات الممثلين بل حتى في كلامهم وإيماءاتهم. إما على المستوى الدرامي فالسيناريو يحتوي على فترات توتر وتعقيد شديدة تهيمن على الأحداث والشخصيات، فهو يخلق أبعادا درامية بالتركيز على دوافع الشخصيات وعدم طرح تفاصيل وصول الأحداث إلى ما هي عليه، لذا نجد أن مستويات الانتقال من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر كثيرة، رغم قلة الشخصيات.
وبالرغم من إن الفيلم يخلق لنفسه تلك الأجواء بمجموعة من المبررات والأسباب البعيدة عن المنطق والواقع، وهذا ما يرجع إلى كاتب السيناريو ليجعل الفيلم غامضا ومشوقا، فانه يبقى واحدا من الأفلام الجيدة والمكتملة نسبيا.



#ليث_عبد_الكريم_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السترة - ...قصة غريبة وغير منطقية على خلفية عاصفة الصحراء
- البحث عن نيفرلاند- ...الأطفال عندما يلهمون الكبار
- التألق الأبدي: افتراضات منطقية لعملية رصف الذكريات
- أسرار البنات... على المجتمع السلام
- آرارات... عمل يكشف مأساة الأرمن
- فيلم مركب، يغوص في المشاعر الإنسانية
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 3-3
- في النقد البنيوي: تحليل مشهد من فيلم الشرف
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 2-3
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 1-3
- عازف البيانو....موسيقى من قلب المأساة
- لغة السرد في الفيلم المعاصر
- العِلاّقة بين الرواية العربيةِ الجديدة والفيلمِ العربي
- السينما الإيرانية تكسر حاجز الصمت وتثير أسئلة قلقةمن (سعيد) ...
- مشروع شامل للتكفل بقطاع السينما
- وقوف على أطلال السينما العراقية


المزيد.....




- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - الخطيئة الأصلية... دراما مشوقة من الطراز الرفيع