أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - أسرار البنات... على المجتمع السلام














المزيد.....

أسرار البنات... على المجتمع السلام


ليث عبد الكريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


عيد الفيلم المصري (أسرار البناتت-2001) للمخرج (مجدي احمد علي) طرح موضوعة الحياة الجنسية للمراهقات، والتي تعتبر من المحظورات في المجتمعات العربية. ويركز الفيلم اهتمامه على حياة الفتاة القاصر-ابنة الستة عشر ربيعا- التي ترتبط بعلاقة مع ابن الجيران رغم الإطار الديني المغلق الذي يضعه الوالدان عليها.
ويبدأ الفيلم بمشهد يعد صدمة للمشاهد حيث تظهر الفتاة (ياسمين) في وضع الولادة وحيدة داخل حمام منزل خالتها...في الحمام تلد (ياسمين) طفلة، وتنقل على إثرها إلى المستشفى، هناك يكتشف الوالدان الأمر ويعدانه حدثا محزنا ويفتشان عن حل لإنقاذ شرف العائلة وسط مجتمع يرفض الفتاة التي تفقد عذريتها قبل الزواج، ويوجه الفيلم انتقادات حادة إلى تلك القيم المكتسبة التي تعتنقها الطبقة الوسطى في مصر بشكل خاص والمجتمع العربي عموما.
ويعيش الوالدان، وهما موظفان مسلمان في القطاع العام، ويؤديان واجباتهما الدينية بانتظام ضمن حيز التقليد والامتثال الديني والاجتماعي اللاشعوري، وداخل هذا الإطار لم يكن للمراهقة الحق في معرفة كيف بلغت مرحلة الطمث، ويؤدي انزعاج ألام من التطرق إلى هذه المواضيع إلى شعور الفتاة بالعيب والخجل من ذاتها ومن جسدها، وبسبب حرمانها من التربية الجنسية التي تعتبر من المحرمات في المنزل والمدرسة وجدت (ياسمين) نفسها حاملا اثر علاقة سرية مع ابن الجيران. وفي المستشفى حيث خضعت لعملية جراحية اثر الولادة يقرر طبيب- ملتحٍ- ختانها- وهي ممارسة محظورة في مصر، لكنها مازالت تطبق بشكل واسع- مؤكدا إن ذلك تطبيقا لمبادئ الدين.
والفيلم بإدانته تلك القيم والمكتسبات يؤشر وبوضوح المشاكل التي تعاني منها المجتمعات العربية، خاصة وان بعض تلك الممارسات تعد للبعض محرمة رغم شرعيتها للبعض الآخر. وبهذا فانه يعرض وبمجموعة من المشاهد هذه الممارسات، ولكنه لا يقدم العلاج المنطقي لها، حتى انه يجنح إلى كيل التهم إلى الدين- بنظرة متطرفة- خوفا من خدش شعور المجتمع المصري، بالرغم من انه يقر بلا مشروعية هذه الممارسات المجتمعية، وبراءة الدين منها.
ومثلما تبدو واضحة مساوئ السيناريو الركيك الذي كتبته (عزة شلبي) باجتراره أسبابا وحلولا لامنطقية لكل مشاكل القصة، فانه يبرز بالمقابل المخرج (مجدي احمد علي) مقدم فيلم (يا دنيا يا غرامي-1996) و(البطل-1998) باعتباره أحد أهم مخرجي الجيل المعاصر بأسلوبه الهادئ وحفاظه على نسق بناء الحدث الفيلمي، وضرورات البناء الدرامي المنطقي الذي أضفى على الأحداث مصداقية- مصطنعة- وهو ما يتجلى بوضوح في اغلب مشاهد الفيلم خاصة في مشهده الأخير الذي يجسد وبكثافة عالية المجتمع المحيط بياسمين ومراحل حياتها.
وبعد كل هذا، فان فيلم (أسرار البنات) بجرأته الغير معهودة يفتح المجال أمام الأفلام الهابطة للدخول إلى معترك دور العرض ومن بعدها التلفزيون، وهو ما يدعونا للقول (على المجتمع السلام).






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آرارات... عمل يكشف مأساة الأرمن
- فيلم مركب، يغوص في المشاعر الإنسانية
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 3-3
- في النقد البنيوي: تحليل مشهد من فيلم الشرف
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 2-3
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 1-3
- عازف البيانو....موسيقى من قلب المأساة
- لغة السرد في الفيلم المعاصر
- العِلاّقة بين الرواية العربيةِ الجديدة والفيلمِ العربي
- السينما الإيرانية تكسر حاجز الصمت وتثير أسئلة قلقةمن (سعيد) ...
- مشروع شامل للتكفل بقطاع السينما
- وقوف على أطلال السينما العراقية


المزيد.....




- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - أسرار البنات... على المجتمع السلام