أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - مواجهة الفساد والارتهان للخارج في الخطاب المعارض














المزيد.....

مواجهة الفساد والارتهان للخارج في الخطاب المعارض


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في النقاش مع معارضين للسلطة في لبنان يبرز موضوعان كمحور للنقاش، الموضوع السيادي، وموضوع الفساد. يفضل البعض تجنب مناقشة الموضوع السيادي لاعتقادهم أن طرح هذا الموضوع غير ضروري اﻵن ﻷنه يثير خلافات كثيرة قد تحول دون وحدة المعارضين. وهذا البعض ذو التوجه اليساروي يعتقد أن موضوعة الفساد تلاقي قبولا واسعا عند مختلف أطياف المعارضة وتصلح ﻷن تكون في أساس أي تحالف انتخابي بين أطراف المعارضة، بينما الموضوعة السيادية تؤدي لانقسام بين هذه اﻷطراف.

لماذا تتخلى بعض أطراف المعارضة عن حسم موضوع السيادة تأييدا أو رفضا؟ هل فقط بسبب إشكالية هذا الموضوع أم خوفا من غضب الطرف المفرط بالسيادة وربما طمعا بمحاباته ودعمه؟
اذا كانت موضوعة السيادة قد شكلت في الماضي بندا أساسيا في تحالف 14 آذار ما جعل كل من يؤيد هذه الموضوعة طرفا محسوبا على 14 آذار، فإن تلك الموضوعة لم تعد تشغل اﻵن ذلك الموقع اﻷساسي في خطاب القوى التي انفكت عن 14 آذار ودخلت في جنة المحاصصة.

لقد كانت موضوعة السيادة سابقة على حركة 14 آذار، وأول من نادى بها هي قرنة شهوان ذات التركيبة المسيحية، ومن ثم المنبر الديمقراطي الذي أعطاها زخما إسلاميا شيعيا، وبعد ذلك أعطاها سمير قصير ويساره الديمقراطي شحنة يسارية، ثم بعد اغتيال الحريري تبنى التيار الحريري السني تلك الموضوعة والتحق التيار العوني بالانتفاضة الاستقلالية التي أدت لخروج الجيش السوري وانهيار نظام الوصاية مؤقتا.

شكلت اذن موضوعة السيادة لحمة قوية للسلطة التي انبثقت عن انهيار نظام الوصاية في لبنان، وذلك فبل أن ينتقل أنصارمحور الممانعة من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ويستطيعوا عبر الاغتيالات وسياسة الترغيب والترويع إعادة بناء نظام وصاية جديد، هذه المرة بحماية الحراب اﻹيرانية.
تراجع الخطاب السيادي ترافق مع انهيار قوى 14 آذار بفعل اﻹغراءات التي قدمها محور الممانعة للقوات اللبنانية وللتيار الحريري: جنة الحكومة ومنافعها مقابل التخلي عن الخطاب السيادي. وبما أن هاتين القوتين (القوات والمستقبل) هما قوتان طائفيتان في اﻷساس فإن تخليهما عن الموضوعة السيادية كان أمرا سهلا مقابل شراكتهما في سلطة يديرها المايسترو اﻹيراني ويوزع فيها الجوائز والمغانم على الطوائف بنفس العقلية اﻷسدية في السيطرة على لبنان من خلال زرع الشقاق داخل الطوائف ثم استتباعها من خلال مغانم السلطة.

وأما موقف "اليسار" من موضوعة السيادة فلا يشكل مفاجأة ﻷحد. اليسار الديمقراطي انهار مع اغتيال سمير قصير، واليسار الشيوعي والقريب منه لا يولي أية أهمية لموضوعة السيادة الوطنية. تاريخيا كان الشيوعيون ملحقين بالمحورالموسكوفي ولا يقيمون وزنا لسيادة الدول التي يعملون داخلها. واستمر ذات النهج مع اليسار التقليدي الذي ما انفك يبدي استهتارا بموضوعة السيادة مقابل انبهاره الدائم بخطاب معاداة اﻷمبريالية.

بروز تيار داخل المجتمع الشيعي يصر على تبني الخطاب السيادي إضافة لتياري الكتائب وريفي قد يساهم بإعادة الوهج للخطاب السيادي في حال حدوث تلاقي بين هذه التيارات المعارضة وقوى الحراك المدني. يبدو ذلك اﻷمر وكأنه نوع من التمني ﻷن قوى المعارضة باﻹضافة لانقساماتها التكوينية هي هامشية داخل مجتمعاتها وتجد صعوبة في التلاقي فيما بينها على خطط مرحلية تضع جانبا خلافاتها التكوينية وطموحاتها الفئوية.

يجدر بقوى التغيير إبراز أهمية رفض الارتهان للخارج بكل أشكاله، جنبا إلى جنب مع موضوعتي مقاومة الاحتلال اﻹسرائيلي ومحاربة الفساد، وذلك بسبب الترابط الوثيق بين هذه الموضوعات الثلاثة. فمقاومة إسرائيل ضرورية ﻹعطاء السيادة معناها الشامل إذ لا سيادة وطنية مع وجود احتلال خارجي كما لا سيادة مع وجود هيمنة إيرانية على الدولة ومؤسساتها. كما أن محاربة الفساد تشكل موضوعا أساسيا لبناء دولة مدنية سيدة عادلة وقادرة. الفساد في لبنان أضحى منظومة متكاملة لتأمين سيطرة خارجية وداخلية على مقدرات البلد وثرواته عبر طبقة سياسية طائفية لا تبالي بمستقبل الشعب اللبناني بكل أطيافه وكل ما يهمها هو تأبيد سلطتها وتكبير حصتها ومكاسبها من خلال موقعها في السلطة.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة التغييريين في لبنان
- معا من أجل الديمقراطية وحقوق المواطنين
- لأوسع ائتلاف معارض في لبنان في مواجهة -الطبقة السياسية-
- الديمقراطيون في لبنان: صوت واحد في معركة موحدة
- صوت واحد، معركة واحدة
- -سبعة-، أول حزب لبناني عصري و.. ديمقراطي
- شروط قيام ائتلاف مدني ديمقراطي في لبنان
- ليسارعصري في لبنان بعيداعن الشعبوية وحلف الأقليات
- الحراك المدني في لبنان: خطوتان إلى الأمام، خطوة إلى الوراء
- الحراك المدني اللبناني بين 8 و 14 آذار
- النخب السياسية الإسلامية مطالبة بثورة فكرية
- فدرالية الهلال الخصيب الديمقراطية, ضمانة للأقليات وللأكثريات
- اليسار والإسلام السياسي
- ياسين الحاج صالح, ومسألة القيادة الثورية في الداخل السوري..
- شيعية سياسية صاعدة في جمهورية طائفية منهارة
- في ضرورة نقد قبيلة المقاومة
- الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية
- تحالف الأقليات أم حكم الأكثرية؟
- اليسار العربي -الجديد-: رفض النمطية والديكتاتورية
- -الممانعة- أمام لحظة الحقيقة


المزيد.....




- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...
- بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق ال ...
- شاهد.. غوارديولا يداعب الكرة مع لاعبي السيتي على الشاطئ
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
- طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب
- وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - مواجهة الفساد والارتهان للخارج في الخطاب المعارض