أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - النخب السياسية الإسلامية مطالبة بثورة فكرية














المزيد.....

النخب السياسية الإسلامية مطالبة بثورة فكرية


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أمام ما نشهده من تردٍ شامل للأوضاع في العالم العربي فاقمته ثورات الربيع العربي التي لم تستطع تحقيق جزء بسيط مما وعدت به في بداية هذا الربيع الذي يسميه الكثيرون خريفا لا ربيعاً, لن نجادل مطولاً في صحة التسمية, ربيعاً أو خريفاً, نريد فقط طرح ما نعتقد بكل تواضع أنها أسئلة ضرورية ينبغي الإجابة عنها.

السؤال الأول: هل أن ما حصل من "ثورات" حدث بإرادة النخب أم أنه كان مؤامرة غربية أو أنه انفجار شعبي أشبه ما يكون بزلزال طبيعي بفعل الضغوط التي كانت تتفاعل داخل مجتمعات مسحوقة؟ في رأي معظم المحللين أن الأرجح هو التشبيه الأخير: زلزال طبيعي وعفوي, وإن تكن الإرادات الخارجية "المتربصة" بدولنا, كما يحلو للممانعين القول, دخلت على الخط, وهذا واقع لا يمكن رده في عالم الدول العظمى والمصالح الكبرى.. كما أنه كان لبعض النخب دور لا يمكن إنكاره في الثورات التي حصلت وبالأخص النخب الإسلامية والليبرالية واليسارية كل حسب قدراته, وأهدافه التي هي في حالة تعارض بين شرائح تلك النخب, ما يفسر سرعة انقسام النخب التي ساندت الربيع العربي بعيد زوال أو اهتزاز الأنظمة القائمة.

السؤال الثاني هو: ما هي الكتلة الاجتماعية الكبيرة القادرة على حمل وإنجاز المشروع التاريخي لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية, دولة المواطنين الأفراد المتساوين؟ هل هناك طبقة أو تحالف طبقات أو طائفة أو تحالف طوائف, أو حزب أو تحالف أحزاب, أو ائتلاف مدني أو تحالف مدني عسكري, هل هناك كتلة كبيرة قادرة على تحقيق ما نطمح إليه في ظروف بالغة التعقيد تلعب فيها الدول الكبرى لعبة المصالح المعروفة؟ لا ينبغي برأيي أن يكون الجواب على هذ السؤال مستنبطاً من قاموس اللغة الحزبية الخشبية التي نعرفها جميعاً فهذه اللغة أصبحت مثيرة للغثيان وخاصة عندما تأتي من أحزاب هرمة أثخنتها الجراح, وأفقدتها كل مصداقية ارتباطاتها المعروفة بأجهزة الأمن الاستبدادية الحاكمة وبمصادر التمويل الخارجي من الأطراف المتصارعة ظاهراً والمتحالفة ضمناً في عدائها للديمقراطية وللدولة الوطنية.

لم يعد كافياً ترديد شعارات التغيير وإسقاط الأنظمة وتحرير الأرض المحتلة والدفاع عن الفقراء والمهمشين.. العديد من المثقفين والأحزاب اليسارية والقومية والإسلامية التقليدية لا يملون من ترديد هذه الشعارات التي أصبحت كتعاويذ وطلاسم يتصور أصحابها أنها تحميهم من كل اتهام بالكفر أو الخيانة. والقوى الشبابية الصاعدة تفتقد للأطر التنظيمية, عدا كون معظمها يتأثر بالأجواء الأهلية المسمومة وبالاحتقانات الطائفية التي تجعل الكثيرين يفقدون القدرة على التمييز. ثمة مقولة يرفع لواءها علناً أو سراً مثقفو الأقليات اليساريون والوسطيون والقوميون: مقولة "تحالف الأقليات المتنورة" في مواجهة الأكثرية الإسلامية "الظلامية" الساعية لاضطهاد الأقليات. هذه المقولة تدحضها الوقائع الراهنة حيث يبدو أن "السنة" هم من يتعرضون للإقصاء والتهميش, على الأقل في ثلاث دول عربية هي لبنان وسوريا والعراق عدا كون حزبهم التاريخي (الإخوان) ينكل به في أكبر بلد عربي من قبل تحالف العسكر و"الأقليات" الداعمة له كما يقول الإسلاميون.

لا يستطيع المراقب المحايد أن يتغاضى عن هذا الواقع الذي تشعر فيه شرائح اجتماعية واسعة بأنها مضطهدة لمجرد كونها من غير الأقليات الطائفية, في الوقت الذي تقود فيه قوى طائفية هجوماً كاسحاً, بدعم من دولة غير عربية, على المواقع والتجمعات والمراكز "السنية" .. لقد أصبحت هذه الوقائع من القوة والتواتر بحيث يمكن تفهم المرارة التي تصيب بعض الفئات مولدة ردود فعل عاطفية تنحو بالمزيد من الشرائح السنية نحو المزيد من التطرف والعنف ما يرفع من منسوب التوتر والعنف عند الجميع في حركة دائرية مقفلة. من هذا الواقع الآسن والمتعفن والآخذ بالانغلاق ينبغي الانطلاق لإحداث ثغرة في الحائط المسدود. ما هو مطلوب من الجميع مطلوب بشكل أكبر من التيارات الإسلامية السنية وتيارهم السياسي الغالب وهو تيار الإخوان المسلمين: إحداث ثورة مفاهيمية في تفكيرهم السياسي والتخلي الطوعي عن خطهم القائل بأن الإسلام هو الحل. إنها نقلة نوعية لا بد منها للخروج من المأزق القاتل, بالقبول بأن يكون دستور الدول التي يطمحون لحكمها, دستوراً علمانياً والقبول بمبدأ تداول السلطة من دون مواربة ونفاق.

وهذا ليس ضرباً من الخيال.. بل هو ممكن الحصول كما حدث في تركيا.. لم يعد الدستور العلماني في مجتمعات إسلامية مجرد مطلب تعجيزي, بل أصبح واقعاً ملموساً, وليس المطلوب من رجال الدين المسلمين العرب أن يفتوا بجواز ذلك كون هؤلاء لا يمكن أن يضحوا طوعياً بالامتيازات التي يمنحهم إياها تداخل الديني بالزمني. المطلوب من التيارات السياسية الإسلامية السنية الطامحة نحو السلطة السياسية إعلان القبول بذلك من أجل كسر الجليد الذي يتراكم بين الطوائف ووقف شلالات الدم بين الجماعات الأهلية. قد يكون هذا الطلب صعباً, يقول الكثيرون, في الوقت الذي تهاجم وتحاصر فيه التجمعات والمدن السنية في سوريا(والعراق ولبنان, قد يقول قائل) ويلاحق فيه الإخوان المسلمون في مصر, وفي الوقت الذي لا تتخلى فيه جماعات طائفية ونخبها السياسية عن دعم ورعاية النظام الديني ـ الطائفي القائم في إيران. ذلك مفهوم, ولكن من أجل رؤية خيط ضوء في نفق الحرب الأهلية المستعرة في مكان والكامنة في أمكنة أخرى في العالم العربي, ينبغي على تيارات الإسلام السني كسر الحلقة التي تضيق على رؤوس الجميع والتي تستقيد منها القوى الخارجية ويدفع بسببها المواطنون الأفراد أثماناً مرتفعة. وأما ما هو مطلوب من جماعة "تحالف الأقليات" فهو ضرورة مراجعة حساباتهم المبنية على طموحات متضخمة وشعور زائد بالقوة, مطلوب منهم القليل من "مخافة الله" الذي يعملون باسمه, إن لم يكن الانحياز إلى المقهورين والمظلومين بدل الانحياز إلى الطغاة, وهذا سيكون كافياً لإحداث تغيير جوهري في الصورة القاتمة في المشرق العربي.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فدرالية الهلال الخصيب الديمقراطية, ضمانة للأقليات وللأكثريات
- اليسار والإسلام السياسي
- ياسين الحاج صالح, ومسألة القيادة الثورية في الداخل السوري..
- شيعية سياسية صاعدة في جمهورية طائفية منهارة
- في ضرورة نقد قبيلة المقاومة
- الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية
- تحالف الأقليات أم حكم الأكثرية؟
- اليسار العربي -الجديد-: رفض النمطية والديكتاتورية
- -الممانعة- أمام لحظة الحقيقة
- الرهان على سوريا, لبنانياً..
- الرهان على سوريا لبنانياً
- الربيع العربي ومعركة الأفكار
- النخب العلمانية على مفترق الربيع العربي
- الإنحيازات السياسية : أوهام ومصالح
- إيران وقطر والربيع العربي : الأدوار الملتبسة
- لبنان وسوريا: وحدة المصير والمسار في مواجهة الربيع العربي
- أي جيل , أي وطن ؟
- العرب أمام تحدي الديمقراطية


المزيد.....




- ترامب يتحدث عن تقدم بشأن غزة مع مقتل العشرات في قصف جديد
- رصد مجموعات شبابية يمينية متطرفة في ألمانيا
- هل فيديو قصف إسرائيل لسجن إيفين حقيقي؟ جدل حول الصور التي تظ ...
- فرنسا: ملف التقاعد يشعل الخلافات من جديد فهل باتت حكومة باير ...
- ابن المقريف: والدي بدأ معارضة القذافي بـ3000 دولار وإيمان لا ...
- كيف فشلت إسرائيل في إيران؟
- بين الدعاية والحقائق جدلٌ بين المغردين حول فاعلية ضرب النووي ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس
- -ملحمة نارية-.. كمين القسام المركب بخان يونس يتصدر منصات الت ...
- ضغوط داخلية بإسرائيل لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - النخب السياسية الإسلامية مطالبة بثورة فكرية