|
صوت واحد، معركة واحدة
فؤاد سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 16:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحتدم النقاش داخل المجتمع المدني ونخبه المنبثقة من الحراك المدني و"بيروت مدينتي" والإنتخابات البلدية في كل المناطق، حول طريقة المشاركة المثمرة في الجولة القادمة من الإنتخابات النيابية، في حال حصولها.
تبرز ثلاثة خيارات وجيهة لخوض المعركة الديمقراطية: 1- المشاركة الفاعلة بمرشحين تحت يافطة الحراك المدني في كل الدوائرعلى مستوى الوطن. 2- المقاطعة اﻹيجابية المستندة على حجم كبير للمقاطعة السلبية. 3- الورقة البيضاء التي هي تعبير سياسي سلبي عن رفض الطبقة السياسية. لكل تيار من هذه التيارات الثلاثة حججه ومبرراته وميزته. ولكن ما يطرح بقوة هو توحيد جهود وأصوات قوى اﻹعتراض في مواجهة محادل المحاصصة الطائفية. لا شك أن ممثلي هذه التيارات المدنية صادقون ومخلصون في رغبتهم في مواجهة القوى الطائفية المتسلطة والفاسدة، ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه ليس صدق وإخلاص اﻷشخاص الدعاة وإنما النتيجة الفعلية. هل تبعثر أصوات وقوى المعارضة مفيد في مواجهة توحد قوى المحاصصة؟ المطلوب "أخلاقيا" وسياسيا هو أن يتفق ممثلو قوى اﻹعتراض على توحيد جهودهم وليس التمسك بالرأي الشخصي والخيار المتصلب. من الضرورة أن يقبل التغييريون الديمقراطيون بالخيار الأكثري: مقاطعة أو مشاركة أو ورقة بيضاء. الخصم السياسي والطبقي الموحد(كبار الزعماء والأغنياء والمحتكرين) يفرض أن تكون قوى الإعتراض (الطبقي والسياسي) موحدة، ليكون لها صدقية تسمح بحجز مكان لها على الخارطة السياسية.
ثمة مجموعات حديثة نشأت في خضم وإثر انتهاء الحراك المدني مثل "طلعت ريحتكم" و "بدنا نحاسب" و " حركة طانيوس شاهين" وحزب "سبعة" و"لقاء الدولة المدنية" وبرلمان لكل البلد والوقفة الدستورية وجبهة اﻹنقاذ والجبهة المدنية وجماعة الجمهورية، إضافة لسائر منظمات المجتمع المدني الموجودة قبل الحراك المدني، وإضافة للجماعات الشبابية للأحزاب العلمانية. هذه القوى المعارضة اجتمعت للمشاركة في الحرك المدني أو للإستثمار فيه أو للمضاربة عليه.. كل هذه المجموعات باﻹضافة للمستقلين الذين لا يحبذون اﻹنضمام للأحزاب والتنظيمات المسيسة، مدعوون للمساهمة في النقاش الهادف لتوحيد إدارة المواجهة والتحضير اللوجستي لخوض المعركة الديمقراطية تحت يافطة الحراك المدني مهما كان شكل القانون اﻹنتخابي، الذي لن يحسن في جميع اﻷحوال، إلا بدرجة خفيفة، شروط دخول قوى التغيير للبرلمان.
المشكلة التي برزت مع الحراك المدني هي في صعوبة إدارة الحوار بين الشخصيات التي كانت تطمح للإستثمار الإعلامي أو السياسي في الحراك المدني. أعتقد أنه يتوجب أولا على الشخصيات المخضرمة (الكهول) الإبتعاد عن الواجهة لسبب وجيه هو التخفيف من صراع اﻷجيال الذي ينعكس سلبا في معظم اﻷحيان. وأما الشخصيات الراغبة في اﻹستثمار الإعلامي فمن المفضل أن تتواضع قليلا وتقبل بالتوصل ﻹجماعات ديمقراطية داخل اﻹطار التوحيدي الذي سيكون جامعا لكل الناشطين الفاعلين والشخصيات المعروف تمتعها بشروط النزاهة والكفاءة. المشكلة تكمن في محاولة اﻷحزاب، وباﻷخص التي ترفع راية التغيير واليسار والمقاومة، تصدر المواجهة كاستثمار سياسي تقايضه مع السلطة لحجز مقعد أو مقعدين لها في البرلمان. ماهي إمكانية التعامل مع هكذا طموحات مشروعة؟ رفض مشاركة هذه القوى أو استيعابها؟ برأيي المتوضع، الجواب هو التكيف مع مشاركتها بشكل متواضع ومرن.
في آلية تشكيل نواة لجنة التحضير والمتابعة: الطريقة العملية برأيي هي في المبادرة لاجتماع الشخصيات التي برزت في الحراك المدني وتميزت بنشاطها وفعاليتها وإمكاناتها القيادية والفكرية والحوارية وهذه الشخصيات معروفة (حوالي 60 ـ 70 ذكورا وإناثا). تتفق هذه المجموعة الأولى بالإجماع أو بالتصويت، على دعوة عدد محدود من المخضرمين المتميزين بخبرتهم ومرونتهم وبدعوة عدد محدود من الحزبيين المعروفين بنشاطهم وبالأخص بليونتهم.
ـ في فوائد المقاطعة: بغض النظر عن الخطاب السياسي للداعين للمقاطعة، فإن الجانب اﻷهم برأيي هو احتساب أصوات المقاطعين السلبيين، اللامكترثين، القرفانين والحردانين، مع أصوات المقاطعين اﻹيجابيين، وهذا نوع من التحايل السياسي المشروع لتضخيم نسبة المقاطعين ورميها في وجه قوى السلطة. ـ في فوائد الورقة البيضاء: هي نوع من المشاركة السلبية أي قول لا داخل صندوق اﻹقتراع. والنتيجة الفعلية هي تسجيل اﻹعتراض في وجه القوى الحاكمة، من دون التاثير في مجريات المعركة المحتدمة. ـ في فوائد المشاركة في الترشيح والتصويت على صعيد الوطن مهما كان القانون: الفائدة هي في التعبئة والتحضير وصياغة البرامج وحشد المؤيدين كتمرين على الديمقراطية، كما في إطلاق حملة وطنية لتمويل الترشيحات، ما يؤدي لإشراك ماكينة انتخابية تقدر باﻵلاف في كل المناطق كتعبير عن إرادة البقاء والتحدي. من هذا الحراك يمكن أن تخرج قيادات مدنية صلبة ومجربة ولديها روح التعاون والمواجهة.
في الختام، قوى التغيير الشبابية أمامها فرصة لرص صفوفها خلف أهداف محددة وفي معركة موحدة في مواجهة محادل الزعامات الطائفية غير المبالية بمصالح الناس.. سيكون الخيار واضحا وحادا بين محادل السلطة وقوى المعارضة الموحدة التي تترجم شعارها "كلهم يعني كلهم" بطرح وطني متماسك، وكبديل واقعي مدني وإصلاحي، من داخل النظام القائم لا ضده بالمطلق.
#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-سبعة-، أول حزب لبناني عصري و.. ديمقراطي
-
شروط قيام ائتلاف مدني ديمقراطي في لبنان
-
ليسارعصري في لبنان بعيداعن الشعبوية وحلف الأقليات
-
الحراك المدني في لبنان: خطوتان إلى الأمام، خطوة إلى الوراء
-
الحراك المدني اللبناني بين 8 و 14 آذار
-
النخب السياسية الإسلامية مطالبة بثورة فكرية
-
فدرالية الهلال الخصيب الديمقراطية, ضمانة للأقليات وللأكثريات
-
اليسار والإسلام السياسي
-
ياسين الحاج صالح, ومسألة القيادة الثورية في الداخل السوري..
-
شيعية سياسية صاعدة في جمهورية طائفية منهارة
-
في ضرورة نقد قبيلة المقاومة
-
الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية
-
تحالف الأقليات أم حكم الأكثرية؟
-
اليسار العربي -الجديد-: رفض النمطية والديكتاتورية
-
-الممانعة- أمام لحظة الحقيقة
-
الرهان على سوريا, لبنانياً..
-
الرهان على سوريا لبنانياً
-
الربيع العربي ومعركة الأفكار
-
النخب العلمانية على مفترق الربيع العربي
-
الإنحيازات السياسية : أوهام ومصالح
المزيد.....
-
-مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف
...
-
قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف
...
-
البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا
...
-
الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س
...
-
كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
-
أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
-
الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ
...
-
البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال
...
-
ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل
...
-
مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|