أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فؤاد سلامة - لأوسع ائتلاف معارض في لبنان في مواجهة -الطبقة السياسية-














المزيد.....

لأوسع ائتلاف معارض في لبنان في مواجهة -الطبقة السياسية-


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 5614 - 2017 / 8 / 19 - 12:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


السؤال الذي يطرح نفسه بمناسبة التحضير للانتخابات النيابية الوشيكة، كيف يمكن للقوى الديمقراطية في لبنان تحقيق تقدم على جبهة اﻹصلاح، وكيف تستطيع هذه القوى المحدودة الانتشار، فتح ثغرات في الجدار السميك للطبقة السياسية؟
الجواب على هذا السؤال يتطلب تحديد من هي القوى الديمقراطية، ما هو حجمها، وما هي إمكانياتها في الوقت الراهن؟

لا نجد في لبنان حزبا ديمقراطيا واحدا عابرا للطوائف والمناطق. لا نجد أيضا وسيلة إعلامية واحدة تستطيع القوى الديمقراطية أن تطل على الجمهور من خلالها. كيف يمكننا في وضع كهذا أن نتشدد ونعلي سقف التعاون اﻻنتخابي مع اﻵخرين باشتراط موافقتهم على شروط مبدئية من الصعب أن نجد أحدا يقبل بها من القوى الوازنة؟

المجموعات التي تصنف نفسها كمنظمات مجتمع مدني مثل "بيروت مدينتي" و"طلعت ريحتكن" تعاني من مشكلة في اتخاذ القرار، والمجموعات السياسية "الديمقراطية" ليست أكثر من ثلاث أو أربع مجموعات صغيرة محدودة التأثير والفعالية السياسية. ثمة شخصيات مستقلة معارضة ومجموعات في المناطق قد تلتقي على موقف حاسم من "الدويلة" ومن السلاح غير الشرعي، ومن النظامين السوري واﻹيراني الساعيين للهيمنة على بلدنا ووضعه تحت الوصاية. ولكن من دون تحالفات واسعة في بيروت والمناطق مع قوى ومجموعات تنتمي للمعارضة وتقف في مواجهة الطبقة السياسية في اﻻنتخابات، فسيكون من الصعب تشكيل قوة فعالة قادرة على اﻻستجابة لمتطلبات خوض معركة انتخابية ناجحة ضد تلك الطبقة القوية والموحدة.

إذا لم نكن ننتمي لتيار واسع اﻻنتشار ولسنا بوارد التعاون الجبهوي مع أوسع تحالف انتخابي معارض ضد الطبقة السياسية فكيف يمكننا باﻻتكاء على إمكانيات تعبوية ضعيفة أن نواجه تلك الطبقة بكل ما تملكه من جبروت المال والسلاح واﻹعلام؟ الموقف المبدئي الطهوري لا يغني ولا يسمن عن جوع ولا يساعد في مواجهات تتطلب أوسع حشد للقوى المعارضة.

النقاشات لا تنتهي حول ضرورة حث القوى الديمقراطية على التعاون لتشكيل أوسع ائتلاف ديمقراطي معارض، ولكن عندما ننظر حولنا ﻻ نجد غير مجموعات وأحزاب لها تطلعات كبيرة وطموحات أكبر، ولكن في النهاية تحاول كل مجموعة السير في أجندتها الخاصة التي ربما تتقاطع مع رغبات تمويلية وأهداف شخصية بالنيابة والوزارة أي بموقع في السلطة تتم مقايضته بجمهور يتعب الطامحون لتكبيره بتحالفات مصلحية. ينتهي بنا المطاف لنجد أنفسنا كديمقراطيين، وحيدين نحاول التعويض بالكلام عن لجان مناطق نتحمس ﻹنشائها من خلال أصدقاء متواجدين هناك. هل ستعمل تلك اللجان بنفس الخطاب المبدئي المتشدد الذي نتمسك به؟ أم ستضطر تلك اللجان للتعاون مع كل قوى المعارضة في مناطقها لتضمن أقصى فعالية ممكنة للماكينة اﻹنتخابية؟

وإذا قبلنا بأن تتعاون اللجان في المناطق كل لجنة حسب ظروفها ومتطلبات المعركة اﻻنتخابية فلماذا ﻻنعمل نحن في بيروت بنفس المنطق باعتبار بيروت أيضا منطقة، فنمد أيدينا للتعاون مع كل قوى المعارضة كما يفرض علينا منطق خوض معركة انتخابية صعبة ومكلفة تحتاج لتضافر كل الجهود لنجاحها؟

أعتقد أننا نضيع وقتا ثمينا لا نستغله في نسج علاقات تعاون مع كل قوى المعارضة التي تقبل بشروط خوض معركة موحدة ضد الطبقة السياسية بمختلف أطيافها اﻵذارية، من دون أن نشترط على تلك القوى تبني موقف واضح من "الدويلة" ومن الهيمنة ومن السلاح الفئوي، هذا الموقف الذي يشكل جزءا جوهريا من الهوية السياسية للمجموعات الديمقراطية التي تتميز بكلامها الصريح، في الوقت الذي تتجنب فيه معظم القوى المجاهرة بهذا الموقف.

كلامي المحدد حول التحالفات لا يعني فتح الباب للتعاون مع قوى ذات ارتباطات واضحة مع اﻷجهزة ومع رموز نظام الوصاية، ولكن حصر التعاون فقط مع قوى ذات حيثية شعبية وسياسية معارضة، قوى تشاركنا الموقف من الطبقة السياسية التحاصصية ومن الفساد ورموزه هنا وهناك. وﻹعطاء أمثلة محددة أذكر الحزب الشيوعي و"مواطنون ومواطنات" وحزب سبعة، هذه القوى المعارضة التي لا ينبغي وضعها في خانة الطبقة السياسية ولا في خانة "الدويلة" لمجرد أنها ترفض أخذ موقف ضد "سلاح المقاومة" والعلاقة ب "محور الممانعة".

كذلك لا يجب أن يغيب عن بالنا أنه في حالة التأزم التي يعيشها التحالف المافيوي لقوى السلطة وللقوى اﻹقليمية الدكتاتورية حولنا، فإنه سيكون من الطبيعي أن تشتد النزعات الفاشية لقوى السلطة، كما هو الوضع اليوم، حيث لا تجد تلك القوى غير اللجوء للمزيد من القمع واتباع سياسة كم اﻷفواه، وذلك لكي تخفي أزمة نظام المحاصصة والتبعية الذي يؤمن استمرارها في عملية النهب المنظم للثروات واستمرار تقاسم أرباب تلك السلطة للصفقات. هذا ما يحتم على قوى المعارضة أن تسعى للمزيد من التعاون والتنسيق والتضامن ﻹبعاد سيف القمع والملاحقة المسلط فوق رؤوس أفرادها بشكل دائم.

ينبغي برأيي الانطلاق من الواقع المرير وهو أننا في قعر سياسي-اقتصادي-اجتماعي لن ننهض منه بتبني خطاب مبدئي متشدد يجعل القوى الديمقراطية تدورعلى نفسها في حلقات ضيقة سرعان ما ينتهي بها المطاف باﻹعياء واليأس من التعاطي بالشأن العام كما هو حال الكثير من المثقفين والمناضلين الذين أصابهم اﻹحباط والقرف من المشاركة في كل عمل سياسي جماعي، فانسحبوا إلى عوالمهم الشخصية والافتراضية يعوضون بها عن رغبتهم الدفينة بالتغيير التي لم تلق غير الانكسار والفشل.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيون في لبنان: صوت واحد في معركة موحدة
- صوت واحد، معركة واحدة
- -سبعة-، أول حزب لبناني عصري و.. ديمقراطي
- شروط قيام ائتلاف مدني ديمقراطي في لبنان
- ليسارعصري في لبنان بعيداعن الشعبوية وحلف الأقليات
- الحراك المدني في لبنان: خطوتان إلى الأمام، خطوة إلى الوراء
- الحراك المدني اللبناني بين 8 و 14 آذار
- النخب السياسية الإسلامية مطالبة بثورة فكرية
- فدرالية الهلال الخصيب الديمقراطية, ضمانة للأقليات وللأكثريات
- اليسار والإسلام السياسي
- ياسين الحاج صالح, ومسألة القيادة الثورية في الداخل السوري..
- شيعية سياسية صاعدة في جمهورية طائفية منهارة
- في ضرورة نقد قبيلة المقاومة
- الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية
- تحالف الأقليات أم حكم الأكثرية؟
- اليسار العربي -الجديد-: رفض النمطية والديكتاتورية
- -الممانعة- أمام لحظة الحقيقة
- الرهان على سوريا, لبنانياً..
- الرهان على سوريا لبنانياً
- الربيع العربي ومعركة الأفكار


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فؤاد سلامة - لأوسع ائتلاف معارض في لبنان في مواجهة -الطبقة السياسية-