أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : الرئيس السيسي وسياسة لعب الكبار














المزيد.....

خالد الكيلاني يكتب : الرئيس السيسي وسياسة لعب الكبار


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 5693 - 2017 / 11 / 9 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكد يمر أقل من خمسة أيام على زيارة الرئيس السيسي لجمهورية تشاد في 17 أغسطس الماضي ، حتى قامت وزارة الخارجية التشادية باستدعاء سفيرها وطاقم سفارتها من الدوحة ، ثم أخطرت السفير القطري في انجامينا ( عاصمة تشاد ) أن عليه مغادرة البلاد مع طاقم سفارته في مهلة أقصاها 48 ساعة .
كانت تشاد هي رابع محطات جولة السيسي الإفريقية التى بدأها بزيارة تنزانيا ثم رواندا والجابون في منتصف أغسطس الماضي ، وتسائل الكثيرون يومها ، ما الهدف من زيارة الرئيس لدولة صغيرة ليست من دول حوض النيل أو القرن الإفريقي ، ولا تربطنا حدود معها !!! .

كانت الزيارة ليست فقط تعكس النهج الجديد للسياسة الخارجية المصرية التى باتت تتحرك تجاه كل دوائرها الحيوية خاصة دائرتها الإفريقية ، وإقامة علاقات أكثر توازنًا مع كل الأطراف ، ولكن لأن لتشاد أهمية كبرى بالنسبة إلى مصر ، إذ أن المثلث الحدودى أقصى الجنوب الغربى المصرى ليبيا وتشاد والسودان منطقة توتر أمنى بالنسبة للأمن القومى المصرى ومن ثم التنسيق مع الرئيس التشادى فى هذا الإطار كان مطلوباً بشدة .

كما أن تشاد أحد دول الجوار الليبى ومن ثم فقد كان للزيارة أهمية قصوى فى اطار التنسيق المطلوب بين هذه الدول من أجل وضع الخطط لمجابهة الجماعات الإرهابية التى تنتشر فى هذه المنطقة بالغة الخطورة بالنسبة للحدود الغربية المصرية وللأمن القومى .

ولأن الموقع الجغرافى لتشاد له انعكاسات خطيرة على الأمن فى إفريقيا خاصة لدى دول الشمال ، وذلك لأن تشاد تقع ضمن الحزام الحيوى لجنوب الشمال الإفريقى الذى ينتشر خلاله جماعات الطوارق والتى تُستغل لإزكاء الصراعات فى المنطقة وعمليات الخطف ، فضلًا عن ذلك فتشاد تقع غرب السودان وهى منطقة توتر أمنى كبيرة نظرًا للصراعات الدامية فى دارفور ، وينتشر فى هذه المنطقة الجماعات التى تقوم بتهريب السلاح إلى أطراف النزاع ، وبالتالى تحتل تشاد مكانة خطيرة للأمن القومى المصرى طبقًا لموقعها الجغرافى ، والتنسيق معها وتقارب وجهات النظر مطلوب وحيوى لمصر .

وقد أصبحت تشاد في السنوات الأخيرة الهدف الأول لسائر التنظيمات الإرهابية ، خاصة تنظيم بوكو حرام الذى قام بتنفيذ انفجارين فى 15 يونيو 2015 أسفرا عن مقتل 33 مدنيا فى العاصمة انجامينا ، وقام بعملية تفجير أخرى فى 28 يونيو من نفس العام أسفرت عن مقتل 11 شخصًا .

وثمة حقيقة ديموجرافية تجعل من دول الساحل الأفريقى ( بوركينا فاسو ومالى وتشاد والنيجر وموريتانيا ) ، ذات كثافة سكانية ضعيفة ، حيث يعيش 66 مليون نسمة فى خمس دول ، وفى منطقة جغرافية شاسعة تبلغ أكثر من 5 مليون كيلو متر مربع ، مما يجعل هذه المنطقة تعانى من ضعف المراقبة .

ومن ثم كان الهدف الرئيسى لزيارة الرئيس السيسى إلى تشاد ، هو تأمين المثلث الحدودى أقصى الجنوب الغربى المصرى الذى يضم ليبيا وتشاد والسودان باعتبارها منطقة توتر أمنى بالنسبة للأمن القومى المصرى ، والتنسيق مع الرئيس التشادى فى هذا الإطار ، والحيلولة دون إستمرار الدول الراعية للإرهاب ، من إستغلال المساحة الشاسعة لتشاد وحدودها المترامية مع ليبيا ، في تسليح وتمويل الجماعات الإرهابية في ليبيا ، أو تهريب المقاتلين إلى ليبيا عبر تلك الحدود ما يشكل الخطر الأكبر على مصر من الناحية الغربية .

وفي تلك الزيارة كشف الرئيس السيسي للرئيس التشادي إدريس ديبي بالوثائق والمعلومات عن مخططات قطر وتركيا ، ليس فقط لدعم وتسليح الجماعات الإرهابية في ليبيا لتهديد الأمن القومي المصري ، ولكن أيضاً أن تلك الخطط تستهدف زعزعة الإستقرار في تشاد نفسها .

ولأن الوثائق التي تحصلت عليها المخابرات المصرية كانت واضحة ودامغة ، فقد قامت تشاد بعد أقل من 5 أيام من زيارة الرئيس السيسي بطرد السفير القطري والبعثة الدبلوماسية القطرية ، وإستدعاء سفير تشاد وبعثتها الدبلوماسية من الدوحة فورا .

وبالأمس رأينا الرئيس التشادي إدريس ديبي يتحدث من على منصة المنتدى العالمي للشباب بشرم الشيخ ، ويوجه كلمات الشكر والتحية للرئيس السيسي ، ويعبر عن عمق العلاقات الوثيقة بين مصر وتشاد .

الخلاصة … أن زيارة الرئيس السيسي لدولة تشاد في أغسطس الماضي لم تكن عبثاً ، ولم تكن زيارة لا معنى لها لدولة لا تربطنا معها حدود ، ولكنها كانت جزءاً من التحرك الرئاسي والحكومي ممثلاً في وزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري ، زيارة رأينا نتائجها تتحقق على الأرض خلال أيام قليلة .

والخلاصة أيضاً أن مصر والرئيس السيسي يمارسان سياسة " لعب الكبار " على الساحة الدولية والإقليمية ، سياسة تتحول بموجبها مصر إلى لاعب رئيسي في المنطقة والعالم ، تماماً كما تفعل الدول العظمى التي تصل بعلاقاتها وأجهزتها -بل وبجيوشها أحياناً - لمقاومة مخاطر محتملة في المستقبل ، ومنع كل المخططات التي تُحاك في الظلام لتهديد أمنها القومي ، وإحباطها مسبقاً .
وهذا هو النهج الجديد التي بدأت مصر في إتباعه منذ 30 يونيو 2013 ، للخروج من مأزق المؤامرة التي نتعرض لها منذ أوائل عام 2011 .



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد الكيلاني يكتب : ولا أي إندهاشة !!!…
- الفوضى الإعلامية … والخراب في العالم العربي !!!
- موقفي من النقاب والحجاب ... ورأيي في الخمار والجلباب .
- خالد الكيلاني يكتب : ‏Master Seen الجماعة و- العسكر- !!!
- إيه اللي حصل ... وإزاي حصل ؟!!! . الخطة ... 1
- خالد الكيلاني يكتب : قصة مشادتي مع وزير خارجية قطر الأشهر
- الميكروفون واللافتات والإسلام الجديد ... وأنا ( الحلقة الأول ...
- خالد الكيلاني يكتب : قراءة هادئة في قرار ترامب بمنع مواطني 7 ...
- خالد الكيلاني يكتب : لماذا العاصمة الجديدة ؟
- حقوق الصحفيين قبل حرياتهم يا أستاذ إبراهيم
- خالد الكيلاني يكتب : يصل ويسلم
- خالد الكيلاني يكتب : عن الحرية الأمريكية
- خالد الكيلاني يكتب : زي النهاردة من 5 سنوات
- خالد الكيلاني يكتب : رسالة مفتوحة لرئيس البرلمان ... الدستور ...
- خالد الكيلاني يكتب : الفن للوطن
- خالد الكيلاني يكتب : ممدوح البلتاجي ضحية صفوت الشريف ورجل مب ...
- خالد الكيلاني يكتب : تحيا مصر العربية
- خالد الكيلاني يكتب : أرجوكم ... لا تغرنكم المظاهر
- خالد الكيلاني يكتب : قصة حوار مع الأمير سعود الفيصل
- هل المطلوب أن يحمي القانون الكذب المتعمد ؟!!!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان بعض مناطق رفح بـ-الإخلاء الفوري ...
- شاهد لحظة مداهمة الشرطة الإسرائيلية مكتب قناة الجزيرة القطري ...
- شاهد: حرب غزة تخيم على احتفالات عيد الفصح في كنيسة القيامة ف ...
- شاهد: جنود أوكرانيون يحتفلون بعيد الفصح على جبهة القتال في د ...
- شويغو: التشكيلات المشاركة في العملية العسكرية الخاصة تتقدم ب ...
- الجيش الإسرائيلي يدعو الفلسطينيين لإخلاء مناطق محددة في رفح ...
- تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال ...
- كيف ينظر الداخل الفلسطيني لقرار إغلاق مكاتب الجزيرة؟
- بعد طي صفحة الانتخابات.. لماذا تحتاج تركيا لدستور جديد الآن؟ ...
- إسرائيل تبدأ إجلاء السكان تمهيدا لاجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : الرئيس السيسي وسياسة لعب الكبار