أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - فدّان أبو مالك - الأكحل














المزيد.....

فدّان أبو مالك - الأكحل


كمال عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 17:44
المحور: الادب والفن
    


متعة هي ..
مُتعةٌ مُنعشه .. مؤثرَه .. آخاذةٌ وسحرها يأخذك إليها .. يحتضنُكَ .. تغوص فيها .. تختفي في هدوئها وتُبحر في بهائها
مُتعةُ أن تستلقي ،كما أبو مالك ، في ليالي الصيف فوق الفراش نظرك يمتدُّ إلى هذا لفضاء الواسع وسع الأحلام .. وسع الجمال .. وسع الأمل ... ووسع الأسئله إلى السماء حيث النجوم تتلألأُ .. ينوسُ ضوؤها ،ويتسع ... تلك القناديلُ الزاهيه التي تبتسم لأخواتها دائماً .. التي من عليائها تنادي السهارى والحالمين اليها
تلك زينب .. وهذه خديجه وأختها علياء .. وتلك القصيّة الشقيّة( عبله ).. هذه بعض اسماء النجمات التي اعتاد أبو مالك أن يُسمي نجماته
اسرةُ أبي مالكٍ تترك القرية في بداية كل صيف - كما كل الأُسر - تتفرّقُ في كروم التين والزيتون ، كل اسرةٍ في كرمٍ تملكهُ أو تستأجره ، تغادر القرية الضنينةَ بالماء ، حول القرية في كروم الزيتون هناك الماء متوفراً من أبارٍ قليلة العمق ... حفروها فنضحت بالماء الذي يكفي حاجات الأسرة ودوابها ..
من بداية حزيرا ن يكون أبو مالك قد استقرّفي كرمهِ ، هنا المكان واسعاً ، مريحاً للنوم وواسعاً يزرعون به بعض خضار الصيف ، وهنا المجال واسعاً للعب الأطفال ذوي الحركة والنشاط الدائمين
أو مالك يقضي خمسة أشهرٍ في كرم التين والزيتون ... وفي نفس المكان .. يسهر الليالي مع نجماته ومع القمر أحياناً ، يبثّها شوقه وأحلامه والأمنياتْ .. يسهر متعةَ التحليق في هذا الفضاء الرحب ....يسهر أحياناً حتى يتحوّل الفضاء إلى لون الفجر الفضيّ ويأتي بعده لون الشفق الجميل .. لون الشروق ..
-------
أبو مالك تلك الليلة كان مُتعباً من العمل في نهار قائظٍ وجاف، ، التحف سماءهُ وغازل نجماته و.. غفى ..
قبل أن يطلَّ القمر ،أفاق على شيءٍ طبٍ يجري على قدمه ،نظر فإذ هو العجل الذي يُدلِّلُه - الأكحل - الذي يربيه وقد أفلتَ من مكانه ،فأخذه وربطه حيث الشجره ،ورجع يسلتقي على فراشهِ
،وبعد ساعة أو أكثر استغرق ابو مالك في النوم ،ومرّةً ثانيةً أفاق على سائلٍ رطبٍ يبللُ وجههُ وإذ بالعجل يمسح بلسانه وجه أبي مالك الذي فتح عينيهُ :
أنتَ ثانيةً ...!! اللعنةُ عليك ،
ربط العجل مرّةً ثانيه وعاد للنوم ، وإذ به يصحى على وقع خطى قادمةٍ من حيثُ مربط العجل وقد تشخَّصَ له رأس العجل كرأس انسان اقترب من فراش ابي مالك :
ستذبحني بعد غد في العيد الكبير ، أرجو أن لا تفعل ذلك وأنا سأكون خادماً وفياً وأعدك أن أحرث لك الأرض وسأكون لك مصدر رزقٍ حيث سأحرث اراضي القريه وتأخذ أنت اجراً وفيرا ، اذهب الى مبقرة جارك - عليشي- حيثُ كنتُ أنا وهناك أخي العجل الذي سيبيعه عليشي بنصف الثمن .
لم يأبه الرجل لكلام الثور حيث اعتبر أنّهُ في حلم ،لكنّهُ في اليوم التالي مرَّ من أمام كرم -عليشي-الذي ناداه :
يا أبا مالك ، يا أبا مالك تعال.. أنا محتاجٌ اليك.
ردَّ عليه : خيراً إن شاء يا عليشي ..؟
قال الرجل : يا أبا مالك بعد غدٍ العيد وأنا أحتاج نقوداً ،وعندي عجلٌ هو أخٌ للعجل الذي عندك ،ثمنه أكثر من مئة ليره سأعطيك ايّاه فقط بسبعين ليره اعطني الآن نصف الثمن والباقي على مهلك عندما يتوفر معك تكمل الثمن .
تذكّرَ أبو مالك مشهد الليلة الفائته وقبل بالعرض واشترى العجل وذبحه في العيد وترك العجل الأكحلَ وحوّله إلى الحراثه ، ومضى شهر من الخريف والعجل يحرث اراضي القريه مع عجلٍ آخرَ اشتراه أبو مالك ديناً فالحراثة تحتاج عجلين ..أمّا في الشهر الثاني فبدأ العجل بالتباطؤ ثمّ التمرّد على تنبيهات صاحبه وصار يرمي ثقل الحراثة على العجل الآخر ولكي يرتاح من مشقة الحراثه وفي غفلة من أبي مالك ،هجم على رفيقه العجل وهو نائم وبقر بطنه بقرنيه الحادَّتين فمات العجل بعد اسبوع وخسر ابو مالك عجلاً لم يدفع ثمنه واجرة اراضٍ لم يحرثها ومصدر رزقكان سيأتي
اسقط في يدي أبي مالك ،لكنَّ - الأكحل - لم يكتفِ ،بل غادر زريبته ذات نهار،وهجم على أطفال يلعبون ولولا حماية الله لقتل الصغير ابن الشندخ البريء الذي كان يلعب ،وهجم ينطح من يمشي أمامه ، وكان يثور وخواره يملأُ المكان بلا اي سبب حتى أنّه هدم حائط الزريبة فهربت منهاعنزة أم مالك .. فقّررَ الرجل أن يرسل الأكحل الى الجزّار
في تلك الليله جاءه الأكحل مُتشخّصاً متمسحاًبثوب أبي مالك كما حدثَ صيفاً :
أرجوك لا ترسلني للذبح ، سأعرض عليك عملاً
قال ابو مالك : ما هو
قال الأكحل : أناكبرتُ أصبحتُ فدّاناً، تتركني لتلقيح البقرات ،وتأخذ أنت أجرة عن كل بقرةٍ ألقحها أنا فتصبح غنياً،
بهدوء سحب ابا مالك بندقيةً وجهها إلى رأس الفدّان الأكحل :
لن أتركك إلى الصباح ، ثمّ دوّى في الفضاء صوت رصاُص بندقيّة وصوتُ خوار غليظٍ ..... غليظ.



#كمال_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألْ التعريف والمُعرّفُ بالإضافة
- سلسلة الفضّه
- بائعة الجبن شيماء
- الحنكليس والانتياس
- قميص عرّو
- جورة بو سمعان
- جب داؤود
- أبو قطيط
- النورَجْ
- الجلموق
- الغربال
- الأبلق مختار الرعوش
- حلساء .. ملساء
- ظِلالْ
- حكايا جدو أبو حيدر -30-
- حكايا جدو أبو حيدر -29-
- حكايا جدو أبو حيدر -28-
- حكايا جدو أبو حيدر -27-
- حكايا جدو أبو حيدر -26-
- حكايا جدو أبو حيدر -25-


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - فدّان أبو مالك - الأكحل