أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد معين - الحراك في صفوف الحركات الأسلامية















المزيد.....

الحراك في صفوف الحركات الأسلامية


احمد معين

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( بين المعتدل والمتطرف)

ليس الفكر والوعي الديني سوى صورة ممسوخة و مقلوبة و مخادعة للواقع العياني و المادي. تصوير ينحو بإتجاه تزييف الواقع و الكون والواقع المعاش. وليس ذلك من سمات الفكر ( أو ما درج على تسميته تاريخياً بالدين ) الإسلامي فقط بل يشكل السمة المشتركة بين سائر الأديان المندثرة منها في التاريخ أو المعاشة منها.
كما يشكل تابو ( المقدس ) سمة وظاهرة متميزة للفكر الديني إلإ إن المقدس يحظى بمكانة متميزة في الفكر الإسلامي بشكل خاص بل تم إضفاء مسحة التقديس على مجمل الظواهر والأفكار ومنظومة القيم والمعتقدات الإسلامية بشكل سمت بها إلى مصاف القيم الماورائية حيث يستحيل التشكيك بمغزاها والسعي لإنزالها إلى الأرض بغية دراستها وفهم مكنوناتها أو نبذها إن تطلب الأمر.
وككل الديانات الأخرى يتأثر الإسلام رغم سمته الأكثر تحجراً بين سائر الأديان بالتطورات التاريخية والتحولات الإجتماعية. فرجحان المعادلة بين كفتي الإسلام ( المعتدل ! ) أو المتطرف ليست جزءً من ثوابت وأصول الدين الإسلامي مثلاً بل تعبر عن مدى التطور التاريخي والإجتماعي والفكري في كل زمان ومكان. وبقدر نمو وتطور دور القوى والطبقات الجديدة والسائرة إلى الأمام في شتى مراحل التاريخ يتراجع دور القوى المتطرفة في صفوف الفكر والحركات الإسلامية وتترنح تحت ضربات القوى الطبقية والأفكارالنامية وما تولده من آفاق جديدة ويتجه الإسلام والحركات الإسلامية بإتجاه تغطية جوهرها المنافي والكابح لسعي الإنسان نحو التحرر وخاصة للتحرر من سلطة الخرافة والوهم وإحلال منطق القياس العقلي وسلطة المعرفة محله , يتخذ حينها الإسلام طابع الإعتدال الظاهري لكي تقدر على لجم ناصية التقدم والقفزات التاريخية وتعرقل دور القوى الطليعية القائدة لتلك العملية.
فبروز دور القاعدة , مثلاً , كالتيار القائد والفاعل في صفوف الحركات الإسلامية وتراجع دور الإخوان المسلمين لا يمثل سوى تعبيراً عن تراجع المد اليساري والإشتراكي بعد الأحداث العاصفة التي شهدها العالم عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي وسيادة اليمينية والنزعة المحافطة الجديدة التي رفعت أمريكا رايتها على الصعيد العالمي ولازالت.
فالقاعدة رفعت راية الإسلام , فكراً و ممارسة , وجرت ورائها , بصورة أو أخرى , سائر التيارات الأخرى في صفوف الحركة الإسلامية. وليس بوسع التيارات الإسلامية المسماة إجحافاً بالمعتدلة أو الوسطية والتي تختلف مع القاعدة فقط في تصورها بأن الآوان لم يحن بعد للجهاد والمنازلة الحاسمة والكبرى للبدء ببناء الدولة الإسلامية لذا ينبغي مواصلة ( الدعوة والتبليغ ) ريثما تنضج الظروف لتحقيق نفس الهدف, أقول أنه ليس بوسع تلك القوى الوسطية ( مثل حركة التوحيد الإسلامي في كردستان العراق ) نفي دور القاعدة وما أوجده دورهم و ( جهادهم ) من مناخات مؤاتية لتنامي نفوذ أولئك أيضاً.
فحركة العمل الإسلامي في الأردن وبعض التيارات الإسلانية المشاركة في السلطة في الجزائر وحركة التوحيد الإسلامي في كردستان ( يه ككرتوو ) وغيرها مدينة قطعاً في تبوئهم المكانة الراهنة, وهم يقرون بذلك في قرارة أنفسهم , للقاعدة وأنصار الإسلام وقاعدة الجهاد.
كما يستحيل على الولايات المتحدة وخاصة التيار المحافظ الجديد أن تسلب من التيار الإسلامي المتطرف سمة الإسلام ونفي سمة الإرهاب عن التيار الآخر بذريعة واهية ألا وهي تناقض أهداف وممارسات القاعدة وأقرانها مع الدين الإسلامي.
مثما لا يخفي على أحد ومن بينهم الأمريكان بأن القاعدة و نظائرها من المنظمات الإرهابية ولدت جميعها من رحم التنظيمات الإسلامية ( المعتدلة ) وهي الإبن الشرعي لأولئك. وليس ذلك إدعاء مني حيث يثبت تحليل ما يجري من حراك سياسي وفكري في صفوف الحركات الإسلامية بإتجاه تزايد دور و نفوذ التيار الإرهابي الرسمي على حساب التيار الدعوي لبيان خبث وعقم مساعي مفكري وساسة التيار المحافظ الجديد بل تفيد آخر إستطلاعات الرأي في الأردن مثلاً بصورة لا مراء فيها بإستمرار تزايد دور و نفوذ القاعدة ورموزها و شخصياتها على حساب التيارات الوسطية الإسلامية بل وسعي القوى الأخيرة لإضفاء طابع ومسحة أكثر تطرفاً على مواقفها و ممارساتها بشكل تدريجي تسليماً لأمر واقع و مسايرة لتحولات فعلية في صفوف الحركة الإسلامية لكيلا تتخلف عن الركب.
لقد نجحت القاعدة وفي ظل ظروف عالمية وإقليمية مؤاتية لها وبرغم ( الحملة العالمية المناهضة للإرهاب ) بل و بسبب ذلك جزئياً , في تأجيج وتعبئة وإحتكار ساحة الإسلام السياسي بكل مكوناتها والتصدي لأمريكا والسعي لإرغامها للإعتراف بدورها السياسي في المعادلات الدولية والإقليمية وهو المطلب الذي أكد عليه مجدداً أيمن الظواهري في أحدث بلاغاته.
وليس الدور الذي تلعبه القاعدة في جر سائر التيارات الإسلامية الأخرى للإعتراف ضمناً أو صراحة بدورها الريادي , خطفاً للإسلام كما يدعي بعض الليبراليين عن خبث أو سذاجةً مثلما لا يعبر ذلك عن فهم وإستخلاص أكثر دراية للإسلام بل يعود ذلك إلى الظروف المحددة التي لعبت دورها في رسم الملامح السياسية والفكرية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة تحديداً.
فخلو الساحة الدولية من معسكر جبار كالإتحاد السوفيتي وسيطرة أمريكا على العالم بكل ما في جعبته من إمكانات وخبرات ومؤسسات وتصاعد المد اليميني الجارف على مختلف الأصعدة وتراجع دور التيارات الشيوعية والإشتراكية السابقة سواء في العالم أو في الدول المسماة بالإسلامية وتراجع دورالحركات القومية و ما أفرزه من مخلفات وإستمرار بل وتفاقم حدة الأزمات الإجتماعية والإقتصادية في الدول المسماة الإسلامية والعربية وتداعياتها كالفقر والبطالة وتراجع دور مؤسسات المجتمع المدني وتراجع دور التيار الشيوعي و التقدمي , عدا عوامل أخرى , خلقت مجتمعة الظروف المناسبة لإنبعاث ونمو الحركات الإسلامية وشجعت على تزايد نفوذها وتطرفها وفتحت شهيتها لملأ الفراغ الناجم عن مجمل التحولات المذكورة.
وقد مثلت كارثة 11 سبتمبر إحدى ذرى نمو دور القاعدة مثلما عكست مرحلة جديدة في سعيها لملأ الفراغ السياسي في الدول الناشطة فيها.
كما يعود أحد الأسباب المهمة في الدور المهم للقاعدة إلى النزعة الهائلة المعادية للولاياف المتحدة التي تمتد من المغرب غرباً إلى باكستان شرقاً ومن تركيا و بقايا الجمهوريات السوفيتية المتشظية شمالاً إلى أندنوسيا جنوباً.
لقد ظن شعوب تلك البقعة الستراتيجية الهائلة من العالم بأن عصر الرخاء وإحقاق حقوقهم المهضومة و التمتع بخيرات و ثروات بلدانهم قد بزغت وبأن عهد الأنظمة الدكتاتورية والفاسدة قد ولى مع البشائر المتتالية التي كان يزفها أثناء سني إنهيار المعسكر الإشتراكي, الرئيس الأمريكي جورج بوش في خضم ترويحه للنظام العالني الجديد وخاصة أثناء حرب الكويت.
إلا إن ما تمخض عن تلك الوعود لم تكن إجمالاً إلا سراباً وجملة من الأوهام. فقد دفنت تلكم الآمال والوعود الخلابة في صحارى ورمال الكويت والصومال وجبال كردستان وبقيت الأنطمة القاهرة في تركيا ومصر والسعودية و باكستان وإيران جاثمة مثلما كانت على صدور شعوبها. كل ذلك وغيرها من إفرازات العصر الليبرالي الأمريكي الحديث لم تخفف من الأزمة الطاحنة في تلك البقعة الحساسة من العالم بل عززت من وطأتها وولدت خيبة أمل عارمة إحتضنت نزعة هائلة من المعاداة لأمريكا تبلورت في مد حركي عارم كان من السهولة بمكان إستغلالها من قبل القاعدة لأجل أهداف لا تمت سوى بصلات ظاهرية للدوافع الأولية التي أثارتها.
كما أدت تمخضات السياسة الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان و فلسطين إلى إزدياد أوار تلك النزعات و زيادتها إضطراماً.

احمد معين
شباط 06



#احمد_معين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهولوكوست الكردي ، هل بات مادة للتندر ؟
- الانتخابات في العراق : بين الوهم والواقع
- المغزى الحقيقي لإعادة إنتخاب بوش
- بوش : حكومة إسلامية في العراق وإن على مضض !
- هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟ بصدد عملية نقل الساطة في الع ...
- نص الافتتاحية التي القاه الرفيق -احمد معين- في الكنفرنس الرا ...
- عبدالعزيز الحكيم, لمن ولائه؟
- احتلال العراق: نتائج وافاق
- فتن العراق : من ايقظها ؟
- الحركة المطلبية وسبل الإرتقاء بها
- التنظيم هي القضية الجوهرية لعمال العراق
- مجلس الحكم الإنتقالي: من يحكم من؟
- حذار من بعض المتعاونين مع الشعب العراقي !!
- أزمة النظام السياسي في العراق
- ماذا وراء دعوة المرأة العراقية إلى إرتداء الحجاب ؟
- الأنفال : تراجيديا الحالة الكردية !
- نسوة العراق :-من يفتح باب الطلسم-؟
- عن فهد الذي لم يُحتَفى به!


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد معين - الحراك في صفوف الحركات الأسلامية