حتى لا يتم دهسنا دائما!

فؤاد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 19:07
المحور: القضية الكردية
    

يشكل مشهد دهس دبابة تابعة للحشد الشعبي، لمقاتل من البيشمركة، واحدا من أشد المشاهد المأساوية والمرعبة التي أفرزتها الحرب الدائرة بين قوى السلطة العراقية من جهة، وقوى السلطة في كردستان العراق.
ولشدة التشويه والتدمير التي تعرض لها جسد الضحية، فقد تمت الإستعانة بفحص دي أن إي للتأكد من هويته!
أثناء دفن جثمان المقاتل، قال أحد أصدقائه، نائحا، ان صديقه المدهوس طلب منه مبلغاً من المال حتى يتمكن من العودة إلى وحدته، فأعتذر منه، لأنه اساسا في مكان بعيد حيث يؤدي واجبه العسكري، فقام ببيع هاتفه النقال لتأمين مبلغ أجرة السيارة التي توصله إلى وحدته العسكرية!!
تاريخ حروب الدول والقوى البرجوازية، تاريخ مليء بمشاهد الموت والمآسي والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس وحرق الأسرى وهم أحياء.
همجية داعش ووحشية الحروب تقدم لنا يوما بعد آخر دروسا مروعة في إمتهان كرامة الإنسان وإنتهاك حرمة جسده وإهانة الجنس البشري بشكل متكرر ومثير للذعر. وما تقترفه هذه القوى يعيد إلى الأذهان المشاهد المروعة التي حدثت في رواندا أو بورما وغيرها الكثير الذي يدلل على قدرة القوى الحاكمة او الطامحة للوصول إلى السلطة على فرض القتل والتدمير وحرق المدن من أجل مصالحها.
قصة هذا المقاتل الضحية الذي خلف وراءه ثلاثة أطفال، تفضح التلاعب والمتاجرات الرخيصة التي تطلقها قوى السلطة في حكومة إقليم كردستان العراق، عن الوطن المقدس والحدود المرسومة بالدم وفرض الأمر الواقع، عن الآمال والأحلام والحقوق التي تسعى لتحقيقها. فما هي إلا قوى تبحث عن مصالحها وامتيازتها وتدفع الأبرياء نحو محارق الحروب والموت ولو كان ذلك على حساب قوتهم ولقمة عيشهم.
القوى التي تحتكر كل شيئ، وتتلاعب بمصائر الناس، وتعجز عن توفير فرص العمل والحياة الكريمة والآمنة، تدفع الناس للانخراط في القوى المسلحة والاجهزة الأمنية التي تخصص لحماية مصالحها ونفوذها وسلطتها.
وحتى لا يضطر الفقراء لبيع هواتفهم من أجل توفير أجور النقل إلى جبهات الحرب، لابد من مواجهة قوى السلطة في كردستان العراق، مواجهتها بحزم وانهاء وجودها الذي تحول إلى عبء على الفقراء والمحرومين....
فؤاد محمد

#فؤاد_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات