فلسفة الكابالا (2) :

هرمس مثلث العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 20:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

متابعة : توقفت سابقا عند مناقشة اسم الاله العبري و أكمل الآن عبر تتبع الكابالا من خلال عدة ثقافات
نجد أن رباعية فيثاغورث يرمز لها بالعناصر الاربعة (ماء – هواء – تراب – نار ) . ولقد أعلن ثيون من سيرمينا أن العشر نقاط أو رباعيات فيثاغورث ، رمز له أهمية عظيمة ، حيث إنه يرمز للعقول المميزة التي تكتشف أسرار الطبيعة والنقطة في رأس المثلث هي العين الواحدة " عين إله الحكمة أودين " إله الحكمة عند الاسكندنافيين .

ألزم الفيثاغوريون أنفسهم بالقسم التالي :
" ومن خلاله أعطيت لأرواحنا الرباعيات ، والتي كانت ينبوع و جذر الطبيعة المورق دوما ."
ونقرأ في كتاب ليالي الالهة لجون أونيل أن الاله المتسامي في الزرادشتية هو أهورامزدا ، وحورس ايضا . يملكان عين واحدة.

وعندما حاول أنبا دقليس أن يوفق ما بين المذهب الايلي وبين شهادة الحواس المعتادة . ظهر معه التالي :
" أن كل المواد التي جربها الفلاسفة من قبله يجب ان يجعلوها اساسية باضافة مادة رابعة "
وقد أطلق على هذه المواد اسم " جذور " الاشياء ، ثم أسماها من بعده أرسطو فيما بعد العناصر ، وتلك التي أصبحت النظرية المشهورة ، والي هي الماء ، الهواء ، النار ، التراب ، وهي النظرية التي سيطرت على علم الكيمياء طوال ما يقارب ألفي عام .
قبل أن ننطلق إلى نقطة جديدة يجب علينا سبك أغوار معرفتنا بأحد أهم رموز الكابالا الذي يجسد شكله مثالا عن حيا على التقاء العناصر الاربعة . ألا وهو البافموت ، وطبعا كل من يسمع به سيتبادر إلى ذهنه صورة كائن رأسه على هيئة ماعز وجسده أقرب إلى الطبيعة الانثوية وأغلب معلوماته مستقاة من مواقع المسلمين التي قامت بشيطنته فهو يجسد في نظرهم ونظر المسيحين شكلا من أشكال عبادة الشيطان Satan worshiping ولكن دعونا نتعرف ولو على اقتضاب عليه لأن الموضوع لوحده يكمل بين طياته مقالا أطول من مقالتنا بشيء كبير .
طبعا أغلب المنتديات أو الصفحات على النت أو الكتب في منظومتنا الفكرية العربية ، تحاول إيهامنا بأنها تفقه شيئا وفيرا بالكابالا ، فموضوع كالبافيموت تم تحويله إلى رمز للمؤامرة لا لشيء فقط لأن مصدرهم واحد وبالطبع الاغلب يعرفه " ديفيد إيكه " دعونا مما طرحوه ولنتعرف على المعنى الحقيقي للبافيموت :
فعندما كنت أتابع محاضرة لسانتوس عن الابراج قام بشرح أن البافيموت هو عبارة عن وجود الشمس في علامة الجدي ومن هنا نستطيع إيجاد لماذا للبافيموت رأس جدي أو ماعز زيادة على ما قدمه سانتوس نجد اننا عندما نقرأ كلمة البافميوت بترتيب عكسي لأحرفها او وضع الكلمة مقابل مرآة ( بالطبع هذه القراءة كانت في الجمعيات السرية في العصور الوسطى )نجد أنها Tem__o__h__p__ab والتي تعني في اللاتينية :
templi omnium hominum pacis abbas
إن الآب يقرء السلام لكل الرجال في المعبد . هنالك في الكابالا وكما قلنا في المقال السابق أربعة عوالم وهن أتزيلوت Atziluth - ، برياه Briah- يتزراه Yetzirah- أسايا Assiah- . وطبعا توزيع العوالم على السافيروت ايضا يختلف
من كبالي إلى آخر وهذا من التقسيمات الشائعة

فعالم أتزيلوت : الضياء اللامتناهي والغير مدرك ذهنيا ويوجد فيه (كيثر " الاب لكل الانوار " فهو التاج . ومنه انبعثت الحياة
عالم برياه : (تشوكماه " الحكمة " فهي المسيح ، بينياه " الفهم " الروح القدس ). ويشكلان مع كيثر القوى الالهية الثالوث (الثالوث المقدس )
عالم يتزراه : عالم التشكل الخلق ( هيساد " الرحمة " ، جيبراه " الاستقامة " ، تيفراث " الجمال ، نيتزاه " النصر " ، هود " المجد "، يسود" الاساس " )
عالم اساسا : عالم التجسيد المادي ( ملكوت ) .

(للاطلاع اكثر على طبيعة التقسيمات العودة للمرجع
A PRACTICAL GUIDE TO QABALISTIC SYMBOLISM p32)
وفي عالم يتزراه ، هنالك العديد من الاسماء ارتبطت بكل سافيروت من العشر سافيروت ونطلق على العشر سافيروت شجرة الحياة . إن اسم سفيروت كيثر متوافق مع الاسم العبري " تشياث –ها –كادوش " والتي تعني الحيوانات المقدسة ، وعندما نتحدث عن البافيموت نحن نتحدث عن الحيوانات المقدس ولقد تم ذكر الحيوانات المقدسة في سفر حزقيال الاصحاح الاول:
كان في سنة الثلاثين في الشهر الرابع في الخامس من الشهر و انا بين المسبيين عند نهر خابور ان السماوات انفتحت فرايت رؤى الله ، فنظرت و اذا بريح عاصفة جاءت من الشمال سحابة عظيمة و نار متواصلة و حولها لمعان و من وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار، و من وسطها شبه اربعة حيوانات و هذا منظرها لها شبه انسان، و لكل واحد اربعة اوجه و لكل واحد اربعة اجنحة، و ارجلها ارجل قائمة و اقدام ارجلها كقدم رجل العجل و بارقة كمنظر النحاس المصقول، و رايت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار داخله من حوله من منظر حقويه الى فوق و من منظر حقويه الى تحت رايت مثل منظر نار و لها لمعان من حولها

فإن أقدام الحيوانات والتي عبارة عن أرجل عجل التي تتصف بها الحيوانات المقدسة في الكابالا مرتبطة بالبافيموت . عندما يُناقش في الكابالا عالم التكوين " يتزراه " نجد العديد من الرموز المرتبطة بالحيوانات المقدسة ، والتي تدعى في العبرية جمعا " تشياث " ومفردها " تشيا " . وتعنى الكلمة العبرية " تشيا " الحياة . ولذلك ندعو تلك الحيوانات " تشياث –ها –كادوش " فنحن نعني الحياة بداخلهن ، والتي تدعى في السنسكريتية " تاتفاس " والتي هي ماديا تشكل " العناصر الاربعة " ماء ، هواء ، نار ، تراب " . ولذلك عندما نتعامل مع البافيموت في الخيمياء والكابالا نحن نتعامل مع قوى الطبيعة الاربع والتي صنعت ال يسود " الاساس " والتي بمعنى آخر وفقا للخيماء الطاقة الجنسية .
تلك هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع أو فهم سر البافمويت ، إنه رمز يفرع منه الجهلة القائمين على الاديان ولذلك شيطنوه لهذا الرمز . إن ارتباط البافيموت بالطاقة الجنسية ينبع من كون قضيبه هي الكادوسيس " عصا هرمس اله الحكمة الاغريقي " . لمعرفة ماذا يعني مصطلح سلام الآب ؟ يجب علينا ان نفهم ما الذي يجسده الأب هنا . إن الاب يمثل من خلال سيفروت كيثر ، أول سفيروت من شجرة الحياة كما وضحنا قبل قليل . لأن الأب يتدفق إلى سفيروت داهات الذي يمثل السفيروت المرقم بالرقم (صفر) صوفيا والذي يقابله بالاغريقة مصطلح المعرفة σοφία Gnostic
والتي تعني في شجرة الحياة معرفة الخير والشر ويصبح الاب بمثابة سيفروت
بينياه والذي قلنا عنه سابقا الروح القدس ، والذي هو شيفا في الاساطير الهندية . إن شيفا في داهات بنى مملكته في يسود ، والتي هي الطاقة الجنسية .
يتبع

#هرمس_مثلث_العظمة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل