أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمس مثلث العظمة - قراءة القرآن باستخدام القراءة الالسنية والسيميائية النقدية : دراسة حالة سورة مريم (1)















المزيد.....


قراءة القرآن باستخدام القراءة الالسنية والسيميائية النقدية : دراسة حالة سورة مريم (1)


هرمس مثلث العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 19:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة نقدية في كتاب هل القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى ؟
ويقول الكاتب عن كتابه بأنه :
"أول كتاب في المكتبة العربية خاص بنقد أقدم شبهة للمنصرين والمستشرقيين "
للباحث سامي عامري .
وموقع مبادرة البحث العلمي لمقارنة الاديان .
http://www.arcri.org/

بداية القول من عنوان الكتاب ومواضيعه ومصادره المتعلقة بالباحثين الغربين لا يسعني سوى تذكر القصة التالية من كتاب التاو تي تشينغ لفراس السواح وهي تحاكي بالضبط قصة صديقنا الباحث من حيث إسقاطها على اللص الذي جاء يسرق ولم يجد شيئا ومن ثم قيام المعلم ريوكان بإهدائه ثوبه وبالتالي ،مقالتنا هي الثوب الذي نهديه إياه لكي لا يعود خالي الوفاض لأن كتابه هو المقابل الخالي الذي وجده ذلك اللص .. القصة تقول :
عاش معلم الزن ريوكان في كوخ متواضع عند سفح الجبل . في إحدى الامسيات دخل لص فوجد المكان خاليا من أي شيء ذي قيمة ، وبينما هو خارج من الباب أمسك به ريوكان الذي وصل لتوه من الخارج وقال له : لقد أتعبت نفسك في الوصول إلى هذا المكان النائي لتجده فارغا . وإنه ليعز علي أن أتركك تذهب خالي الوفاض ، إليك ثوبي هدية . تسمر اللص في مكانه ذاهلا بينما كان ريوكان يخلع ثوبه ويقدمه إليه ، وفي غمرة ارتباكه أخذ الثوب وولى هاربا .. جلس ريوكان عاريا تقريبا قبالة النافذة يرقب القمر الذي توسطها ، ثم هز رأسه بأسف قائلا :
كم وددت لو أعطيته هذا المشهد الجميل .

فمن السذاجة أن يقوم أحدهم بالردعلى أحد وهو لا يملك سلاحا سوى التضليل الكلامي والمغالطات المنطقية والتحايل على النصوص. والأفدح من ذلك هو الكتاب الذي سنناقش فيه أحد أبرز نصوصه وهي مشكلة متعلقة بأكبر ديانتين منتشرتين حاليا ، حيث وقع صاحبه في أحد أبرز المكونات البنائية لفلسفة التضليل وبالاخص البند الثالث منها وهو الشكية السفسطائية التضليلية الــ لا يقينية حيث يقوم صاحبها باستحضار مجموعة من الافكار ويعمل بشكل مكثف على دمجها وذلك في سبيل استحداث الالتباس والتضليل ، والعمل على مبدأ إستحضار الريبة في نفس القارئ إن كان غير مؤمن بعقيدة الكاتب ، وترسيخ تلك القناعة في نفس المؤمن الذي يتشارك وبشكل أعمى المعتقد ذاته مع الكاتب حيث نقرأ عن ذلك الاسلوب التالي :
إن الالتباسية السفسطائية القائمة على استخدام التعارضات والتناقضات الكلامية والازدواجيات اللفظية ، والتفكيرية ، والانتولوجيا ، وعلى تضليل " الارستيكي " الملتبس له لبوسا منطقية زائفة ، وعلى تقعيد المعرفة على اللاعقلانية . وبذلك يخلق كاتبنا الهمام انطباعا زائف مضلل بكسر اللام ، فهو لايعكس الحقيقة الموضوعية الواقعية ، إنما يعكس حكم أحاسيسه الدينية ( وهي ما سنجده من خلال مطالعة بعض النصوص المتعلقة بمادة مقالتنا ) ، وبذلك لا يكون عمله سوى عمل يعبر به عن الانفعالات المكونة للإدراكات الحسية الذاتية التي شكلت جزءا أساسيا من شخصية كل مدافع عن لاهوته عبر العصور ، و بذلك كانت تلك الاحاسيس تلعب دور المناقض بنفس الوقت للأحكام الموضوعية التي تصف الواقع لا كما يجب وصفه ، بل ما يشعر به صاحب ذلك الكتاب أو أي مدافع عن لاهوته تجاه الحقائق الموضوعية والمنطقية وابرز مثال هو قصة ترجمة مخطوطات البحر الميت *. وبالتالي تشكل ما يدعونا لنطلق عليه الالتباسية .

دعونا من الخداع الذي تمتلئ به صفحات المسلمين للذود عن إسلامهم هذا الكتاب يناهز ال730 صفحة لم نرى من لوحاته سوى لوحات (قصاصات ) مقتطعة من السياق الاصلي لها ومفحمة في مكان أخر الذي هو ما بين قوسين (كتابه ) لا يبدو الترابط مرسوما بين جملها وذلك للشرخ الحاصل بين الجملة والجملة التي تليها وكأنها عن طريق الاسلوب الذي يسود تموضعها تحاول الافصاح بأن موطنها الاصلي ليس هنا بين تلك الكلمات ، فالمشكلة الابرز هو الخداع والتدليس الذي يعج به النص ، ولكي لانتوه بين اروقة موضوعاته ذات الاسطوانة المكررة ،إرتأينا أن ننتقي أبرزها فذلك قد يغنينا عن باقي الكتاب فهو ينضح بنفس الاسلوب المتبع. وهو قصة الظروف المحيطة بولادة يسوع ،سأعالجها وفق البنية السيمائية وذلك عن طريق محاولة تفكيك النص فلسفيا وتاريخيا وانا ساعتمد على التداخلية النصانية بين القرآن والنصوص الاخرى التي سبقته كانجيل الطفولة وساوضح بدقة متى كتب ذلك الانجيل لأن من أبرز الهفوات التي وقع بها هي عدم التأصيل الحقيقي لتاريخ انجيل الطفولة حيث يدعى ذلك الكاتب بأن كتابته قد تمت في القرن التاسع الميلادي .

نحن نتطرق في هذا المقال وكلنا نعلم أن نوعية هكذا مقالات ستوفر جهدا على القارئ ليستوعب جزءا ليس بالقدر البسيط ، وإنما المكثف عن القراءة الحداثية لنصوص الكتاب المقدس ومع ذلك لا يغني من الرجوع إلى الكتب التي تشرح تلك الطرق ومثال حي على ذلك هو محمد أركون ، وطريقته في التحليل والنقد ستكون موضوع نقاشنا للكتاب وبذلك نستطيع إثراء المقالة مما يتوفر لدينا من معلومات لنسبكها لكم بنموذج محمد أركون ،وبذلك نستطيع رؤية حية أو تجسيد واقعي لتلك القراءة عن طريق هذا المقال من حيث التحليل والنقد والتفكيك وإعادة القولبة .
في فصل ولادة المسيح تحت نخلة يحاول الكاتب ، أن يرينا أخطاء الأناجيل ويلتف إلتفاف ساذج من وراء النصوص ليرينا أن القرآن معجز لأن النخلة كانت موجودة في فلسطين أنذاك ! وهل هذا يحوز على مكان فيما يطلق عليه الاعجاز ، و الاعجاز في رأيي أن تقوم بإخبارنا بأمر لم يخبرنا احد به وبعد فترة نجد أن ما قلته صحيحا ، وفقا لإعجازك ، أستطيع القول إن أوديسة هوميروس فيها إعجاز لأن ذكر الطريق البحري المرتكز عليه طريق عودة أوديسيوس إلى بلدته الام إيثاكا ، وبالطبع نجد إيثاكا الآن جزيرة محاط بها البحر من كل جانب . وإن كان ما تقصده بالاعجاز الظروف المحيطة بولادة يسوع فهذا ما سيكون عليه النقاش ولذلك إخترنا سورة مريم كنموذج ولكن قبل الانتقال يجب أن نوضح الامور التي حاول التدليس فيها :
طبعا القصة التي ذكرت بها واقعة النخلة موجودة في انجيل متى المنحول ولذلك قام بالطعن بتاريخ ذلك الانجيل ، نقتبس التالي ص 279 :
تاريخ هذا الانجيل غامض جدا ، وقد رجح العديد من النقاد أن انجيل متى المنحول قد ألف في القرن الثامن أو قريبا من ذلك قبلا أو بعدا ، ويقوم بالاقتباس عن طريق روبرت ملر حيث يقول :
" قال الناقد " روبرت ملر " : ربما كان القرن الثامن أو التاسع احتمال جيد ، ولا يوجد أي شيء يوحي أنه قد ترجم عن العبرية كما هو الزعم الوارد في الرسالتين المضمنتين في مقدمته " ..
انتهى وساق اقتباسات كثيرة ليدعم بها رأيه ! ويكون ردنا على لسان السيد هنري ستيك
1 – معلومات عن انجيل الطفولة وهي مأخوذة من أعتى المراجع العلمية الموثوقة في العالم والمسجل في جامعة " هارفرد في الرابع والعشرين من الشهر السادس لـ عام 1970 وتمت طباعته لأول مرة في عام 1820 اسم الكتاب أبوكريفا العهد الجديد نجد في الصفحة 38 منه انجيل الطفولة (متى المنحول ) حيث أترجم عنه التالي :
السيد هنري ستيك ، بروفيسور اللغات الشرقية في جامعة كامبريج حيث ترجمه لأول مرة في عام 1697 . ويقول وصلنا عن طريق الطائفة الغنوصية المنبثقة عن المسيحية في القرن الثاني الميلادي ، وقصص هذا الانجيل تحدث بها أسقف الاسكندرية جاستين مارتر الشهيد في القرن الثالث الميلادي ..إلخ .. انتهى .

صاحب الكتاب كما رأينا في الاقتباس يدعي أنها الفت في القرن التاسع الميلادي !!! والفرق بين القرن الثالث والتاسع هو " 6 " قرون وهذا مع اغفالنا انها انحدرت من القرن الثاني الميلادي، فلماذا هذا الكذب الفاضح بل وعاد وادعى انها في القرن السادس قبل بعثة محمد في موضع آخر ولكن القرآن لم يأخذ بها!!! . حيث يقول في ص 281:
" أبكر تاريخ ادعي في الدراسات الحديثة الجادة لتأليف هذا الانجيل هو آخر القرن السادس الميلادي ، وذلك يوافق زمن ولادة الرسول ، وهو تاريخ لاينصر دعوى الاقتباس القرآني في شيء لأنه لايعرف للقصة الواردة في انجيل متى المنحول سلف في التراث النصراني ، فهي قصة محدثة مع ظهور هذا الانجيل " انتهى

نعود لنقطة مهمة جدا في هذا السياق لندحض زعمه السابق ، وذلك في عام 325 م مجمتع نيقة حيث اعتمدت الاناجيل الاربعة فقط وأحرقت جميع الأناجيل أي هنالك اناجيل تم رفضها وما محاولة اعتماد الاناجيل الاربعة ورفض باقي الاناجيل ، إلا محاولة الحد من انتشار الاناجيل التي قد تؤثر على سمعة الايمان المسيحي ، حيث ان هذه الاناجيل ميثلوجيا بحتة وقد تضر بسمعة الكنيسة .وبذلك يتضح لنا السبب الذي دعى أسقف الاسكندرية بالتحدث وبقوة عن حكايات هذا الانجيل في القرن الثالث الميلادي " أي قبل اتلاف الاناجيل وبذلك نجد سببا لعدم ظهورها "لاو بل من سياق ما وصل الينا ان الاسقف اكمل وقال ان اسم المكان الذي لبث فيه يسوع في خلال ذهابه الى مصر "ماتايريا " و المعلق قال عن هذا المكان الذي قصده في تلك الرحلة يسوع يبعد 10 اميال عن القاهرة حاليا . فلماذا تجمع الاناجيل و تعتمد اربعة منها فقط وتحرق الاناجيل الباقية لولا حاجة ملحة ولماذا اسقف الاسكندرية كان يتلو قصصا من انجيل الطفولة !! كل هذه اسئلة سيصعب الجواب عليها علميا من قبل صاحب الكتاب ومن سيسير في ركبه . وبذلك يتضح لنا الكذب الذي اعتمد بطريقة خادعة ومبهرجة من قبل ذلك الكاتب والذي يجب النظر إليه عن طريقة عدسة الكهنة الجدد وذلك في سبيل المحافظة على أصنامه ، بكل صفاقة يدوس على الامانة والتوثيق العلمي ماسحا بذلك مكانته كباحث جاعلا منها مكانته ككاهن . المكان الذي اراه مناسبا للكهنة الجدد هو السوق حيث تستطيع أن تذهب لبيع البطاطا والخيار والبندورة في أسواق الخضار ، لأن كلماتهم لاتقبل سوى في سلطة خضار أو طبق حساء . ولفائف اوراقهم ليلفوا بها صناديق الخضار والفواكه .

قد يقول قائل وكيف سنتبين أن كلامك هو من يجانب الصواب ، الرد يكون من قبل كاتب كتاب سيرة الله ، وذلك لأن صديقنا اقترف خطأ فادح وهو إعتماده على أراء النقاد وليس على أراء الباحثين وأهل الاختصاص فنأخذ التالي من استهلال جاك مايلز :
" الحقيقة أن ثمة خلافا حول هذا الامر تركز مسرحية هاملت لشكسبير ، واستغرق قرنا كاملا من النقد تبعا لإستقصاء قام به مؤخرا وليم كيريغان ، وأطلق فيه على المجموعة الاولى من المتجادلين اسم النقاد وعلى الثانية اسم الباحثين ، حيث يكشف في بحثه سالف الذكر على انتصار البحث على النقد وأن معظم من يدرسون شكسبير ويكتبون عنه اليوم قد تدربوا على أيدي باحثين وهو ذاته تدرب على ايدي باحثين . "
إذا يجب علينا قبل دراسة أي موضوع مراجعة آراء الباحثين وعلى ضوء الدراسات التي أثروا بها ذلك المجال نقيم الموضوع والنقد يكون دوره ثانوياً ، وكما رأينا لقد اسعنت بباحث ومختص بذلك ولم أركن لأراء النقاد كما تفضل صاحب الكتاب .
في طريقنا لقراءة سورة مريم (ينصح بالرجوع لنصها الاصلي في القرآن )

مقدمة لا بد منها
2 – نتوقف على التحليل السيمائي والتداخل النصاني للقصة :
قبل التحليل السيمائي لنتعرف على المميزات التي يقدمها لنا هذا التحليل :
يقدم لنا التحليل السيميائي الفرصة للتوغل في عمق الخطاب القرآني وبذلك نمارس تدريب منهجي يمكننا من فهم كل المستويات اللغوية التي يتولد المعنى من خلالها ، هذه الخطوة الحساسة تمكننا من نزع القيود التي فرضها النص القرآني حيث تمنحنا مساحة من النقد الفكري وبالتالي الكشف عن المعلومات التي وظفها كاتب القرآن والتعرف على المكانة المعرفية للقرآن .
فالخطاب القرآني وفق الخطوات التي يحددها أركون للتحليل السيمائي يخبرنا بأننا سنكشف عن دور الذات الحرة في توليد المعنى وتحديده ، وبالتالي الكشف عن طبيعة الخطاب كــ "كل مركب "لغويا طبقا لتقنية الاقناع ، الاحتجاج ، والتأسيس أو التعليم ، وأضيف أنا الدخول إلى بوابة اللاعقلانية بالنفس البشرية حيث يدق بابا كل الاديان طرقته من قبل مستفيدا من خاصية العاطفة التي تولدت لدى الانسان المسلم الشرقي من خلال ما يسمى القانون الالهي ونظرته المقدسة تجاه القرآن بشكل خاص والاديان السماوية بشكل عام .
حيث يمكننا القول أن اللغة السيمائية تكشف لنا أن كل وحدة نصية من وحدات الخطاب القرآني مبنية على أساس سلسلة متسلسلة من الاحداث المركبة على هيئة بنية دراماتيكية ( مساحات الصراع المفروضة وخصوصا لدى مجادلة من يصفهم القرآن بالكفار أو أهل الكتاب ) أو مسرحية مثيرة وهذه الاحداث هي :
1- الله يطلق حكما أو يبلغ رسالة عن طريق وحي لبشري صالح
2- هنالك نوعين يتوجه الله إليهم بالخطاب
أ – الرافضين للرسالة جملة وتفصيلا ( متلقي سلبي )
ب – الأشخاص الذين استطاعت الكلمة النفوذ إليهم وهم المؤمنين ( متلقي ايجابي )
يضيف محمد أركون نوعا ثالثا وهو النوع الذي يؤمن بمعرفية الرسالة ولكن يرفضون الطقوس الشكلية من عبادة وصوم والخ .. أظن أن محمد أركون هنا قدم قراءة خاطئة فما تحدث عنه لم يظهر إلا من خلال الطوائف الغنوصية أو الرسالة التي قدمها بولس الرسول في المسيحية الذين يرفضون الشريعة كونها تحرم الشخص من الوصول إلى الغير مسمى والغير مولود ،" الآب السماوي " تلك الشريعة التي وضعها ديموجيرج " الصانع " يهوه ليكبل الانسان فقط . إذا يتبقى لنا نوعين فقط .
3- التاريخ الديناميكي وهو من صاغه زرادشت وهو نهاية الزمان ومقدم يوم الدينونة " الكافر للنار " المؤمن لجنة النعيم
4 – تقيد الانسان بالقانون الالهي من خلال قضايا تشريعية و مسائل اجتماعية واخلاقية بل أحيانا اقتصادية ( ما يخص المجتمع من مختلف النواحي ) وهي مشتقة عن الانبياء الاجتماعين الذين ظهروا في مصر حتى قبل زمن ابراهيم المزعوم من ايبو المصري ووصايا مريكارع لابنه وقصة الفلاح الفصيح ، والقضايا التشريعة من اليهودية وهي تأتي ضمن زمرة التابو ، وهنالك بعض القضايا التشريعية من العرب قبل الاسلام ، ملك اليمين " السبايا " التوزيع بين الذكر والانثى ، نظام الغنائم الذي كان الربع ومن ثم تحول للخمس إلخ ..
وبالتالي تكشف لنا البنية السيمائية أو الدلالية التي توجه كل أنماط الخطاب الموجودة في القرآن :
النمط النبوي ، النمط الحِكَمي ، النمط السردي القصصي(وهو مايدخل في صلب قرائتنا، أسلوب شرقي قديم ) ، النمط الترتيلي أو التسبيحي ( على غرار النمط اليهودي او المسيحية المشرقية أو حتى كنز رابا العظيم ) النمط التشريعي (حمورابي بالاضافة الى سفر التثنية والوصايا العشر )، النمط الاقناعي ، والنمط الجدالي (ينتمي إلى نمط الفلسفات وخصوصا الاغريقي منها ) أو بالاحرى الصراع مع الكفار أو المنكرين لرسالة القرآن ، والنمط الاستهزائي ( بالكفار والمعارضين ) و النمط الاخير هو يتبعه المسلمين في نقاشاتهم العقيمة ، وهو ما يختلف ايضا عن التوراة ، ولكنه يسير في مسار اسفار الانبياء في العهد القديم و اختمرت الفكرة من خلال جدالات يسوع مع الفريسين ، فكل يخاطب محيط بيئته .
يجب ان أثير نقطة حساسة بلورتها بصعوبة شدية لعلنا نفهم ولو قليلا اساليب الخداع في الاسلوب الذي اتبع فيما بعد النبي محمد ،حيث لانزال الهالات القدسية على الاشخاص او قوانين وربما ادى ذلك الى تعصب بالرأي ومذابح على مر التاريخ الاسلامي ومجازر لازلنا نعاني منها قبل مُضينا لقراءة سورة مريم من وجهة نظر سيمائية .

يجب علينا التميز بين المكانتين اللغويتين للخطاب القرآني
1- المكانة الشفهية
2 – المكانة الكتابية .
فالشفهية يوجد لها طريقة خاصة لايصال ما تريده من خلال القناة التي تبنيها في ظروف مادية معينة ومن خلال علامات سيمائية خاصة ، وأدوات ، واليات مستخدمة لتوليد المعنى ، الذي بدوره يكون وسيلة التأثير على المتلقي فيكون صلة الوصل بين الله وبين البشر ، فله جانب الرفض والقبول معتمدا على العاطفة التي يولدها في ظلال ظروف نفسانية ومادية تبلورت في تلك اللحظة من زمن التلقي .
وتمت المحافظة على المكانة الشفهية للخطاب القرآني من خلال ما يقوم به المتدينون من تلاوة للقرآن أو استشهادات في خلال أحاديثهم اليومية .
وهنا يجب الانتباه إلى هذه النقطة وهي أن المكانة الشفهية الحالية تختلف عن المكانة الشفهية للقرآن في لحظة الارسال والتلقي وذلك عندما نطق النبي محمد لأول مرة بتلك الآيات القرآنية حيث كانت تنزل على مدار 20 عاما كوحدات متمايزة ومتقطعة ومنفصلة تماما ( وهذا ماتؤكده عملية ترتيب القرآن حيث أنه ليس مرتبا بالتسلسل التاريخي ) حيث يمكن القول بأن هذا التبلغ الشفوي الاول قد ضاع للأبد ، ولايمكن للمؤرخ الحديث أن يصل إليه وأن يتعرف عليه مهما حاول ، كانجيل " ق " لدى المسيحية .
ونتيجة لما سبق ذكره في الأعلى خلقت منطقة حساسة أو فجوة في تاريخ جمع القرآن أدت إلى نشوء أسباب التنزيل وهي ماخلقت فرصة لنشوب الصراعات على مر العصر الاسلامي ، حيث نجد أن آية الافك يقول المسلمون السنة انها نزلت في عائشة بينما الشيعة يقولون أنها نزلت في ماريا نتيجة اتهام عائشة إياها بالزنى ، وكاد أن يقتل مابور على إثر تلك الحادثة .

حيث نجد من الناحية التاريخية للخطاب اللاهوتي تبلور احكام فقهية وصفت بأنها قانون الهي أو شريعة ، اشتقت من الخطاب القرآني وليست جزءا منه ، وبالتالي اسقطوا تفسيراتهم بشكل ارتجاعي على النصوص القرآنية ، حيث خلقوا طبقات مُسقَطة عليها تلك التفسيرات الاسترجاعية مشكلة نماذج رمزية عليا للشخصيات الكبرى ، كمحمد ، عمر بن الخطاب ، أبوبكر ، عائشة ، علي ، إلخ .. حيث نجد أن الكثير من الايات القرآنية قد أقحمت هي نفسها في الادبيات القصصية من أجل تشكيل أصول مدعوة إلهية للتراث الاسلامي الحي ، والشريعة الاسلامية الالهية . كقولنا ايد الله عمرا في ثلاث (الحجاب – مصلى ابراهيم – قتل أسرى غزوة بدر )
وتسمى هذه العمليات بالتلاعبات السيمائية ، فهي سيمائية لانها تشكل خطوطا مرتكزة كلها على النزع من السياق ، حيث تنزع الاية من سياقها وتقحم في غير زمانها ويفعل ذلك كل الفقهاء ورجال الدين لاسباغ القانون الالهي على احكامهم إن كانت في سياق فكري او سياسي او مادي منفعي غير السياق التي ظهرت به لاول مرة (راجع مقالة الاديان بين مطرقة الاله وسندان الاستيحاء) ، حيث نقرأ في كتاب سقوط العالم الاسلامي يقول الكاتب وفي احد مساجد باريس سمعت خطيب الجمعة يفسر السورة التالية " اذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " كالاتي
"حيث أن هجرة سيدة الخلق اجمعين الى المدينة المنورة هي التي قوت شوكة المسلمين بعد أن كان الاسلام غريبا، والحكام في بلاد الكفار يسمحون لنا ان نعبد الله بحرية ولايلقون بنا في السجون ... لابد ان نستغل القدر هذا من الحرية في اعادة وتعبئة المسلمين وكما عاد الرسول الى مكة فاتحا وبذلك نحن نعود الى اوطاننا فاتحين الاسلام قادم يا اخوتي لامحالة ... انتهى هنا ابرز مثال على تلك العملية ما علاقة هجرة نبي المسلمين الى مكة بهجرة المسليمن الى اوربا وسورة النصر ، قد تكون العلاقة بينهما كالعلاقة بين الغراب والمكتب . "
إذا العملية اعادة تركيب السياق من جديد . لهذا السبب ما يدعى بـ اسباب نزول الايات المستخدمة عموما كبرهان تاريخي على السياق التي اوحيت بها ، تبدو لنا مضللة او خادعة كليا . لماذا لانها تنتمي الى سياقات جديدة بلورتها العقلية المنفعية التي نشات بعد وفاة محمد لتلبية حاجات الذاكرة الجماعية لترجيح طرف على طرف آخر او حسم الصراع لكل فرقة اسلامية متمثلة (بالتراث الحي لديها ) .

حيث كل فرقة من خلال هذا التراث الحي الخاص بها هي الفرقة الناجية
وفي قرائتنا لسورة مريم نفتح احد النقاط الرئيسية هنالك ثلاثة جوانب مهمة يجب الوقوف عندها لتحليل الخطاب القرآني
1 – تركيبة مجازية
2 – بنية سيمائية او الدلالية
3 – تداخلية نصانية
وهنا ندخل في مجال النية السيمائية من حيث تفكيك النص فكريا وثقافيا ونستعين بهذه المهمة بموضوع التداخلية النصانية بين القرآن والنصوص الاخرى التي سبقته . حيث نقوم في هذا المكان بقراءة تاريخية أفقية للنص القرآني لنتبين الوحدات النصية المكونة له وسياقها القصصي ونعمل على فكها مرورا بكل حدث ، وذلك ضمن منظور المدة الطويلة جدا وذلك لسبب بسيط أن المدة هذه تمتد لمدة 600 سنة فأكثر قبل النبي محمد وخطابه القرآني ، وذلك بحسب تعبير المصطلح الشهير للمؤرخ الفرنسي فيرنان بروديل . وهذه المدة الطويلة سوف تقتصر على النص الانجيلي القانوني والأبوكريفي ، حيث أنهما تتمعتعان بحضور كثيف في هذه القصة تحديدا في القصة القرآنية ، حيث أنهما تشملان الذاكرة البدائية للجماعات المسيحية الاولى ممن توضع في دائرة الهرطقة كالغنوصية أو القويمة معتمدة الاربعة أناجيل ، ومن أجل الاختصار أحيلكم إلى قراءة سورة مريم من القرآن من بدايتها وصولا للاية 29 من نفس السورة.



#هرمس_مثلث_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز يوحنا المعمدان
- بحثا في أصول الطقوس
- فيثاغورث يحاصر المسيح : قراءة جديدة عن النبي المجهول فيثاغور ...
- المسيحية باخصتار موجز ... مفتاح لفهم المشاغب قسطنطين
- الاساطير وداء في اللغة
- الاديان بين مطرقة الاله وسندان الاستيحاء
- القراءة النقدية لنزع الملك من شاؤل وإعطائه لداود
- المسيح الاسود : قراءة مبدئية ما بين أبوكريفيا والاناجيل القا ...
- نظرة للازمنة المقدسة والمفهوم البدائي و العلاقة التي تربط ال ...
- موسى والساحر رعوئيل: (الكشف عن شخصية موسى التوراتية )
- التشابهات المذهلة بين الاسطورة الهندية لطوفان مانو و القصة ا ...
- القصة الحقيقية للأناجيل -مفتاح لفهم الكتاب المقدّس الجزء الا ...
- النبي يونس نموذج كأسطورة شمس –قمرية قديمة قراءة جديدة
- إعادة بناء شخصية يوسف في الاديان الابراهيمية
- إعادة قراءة في الاسطورة العربية الجزء الاول
- الخصائص اللغوية المستقاة من قصة المرأة الخاطئة في العهد الجد ...
- ثلاثية الانسان العربي والتاريخ المدنس عندما تتحدث الطبيعة وت ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمس مثلث العظمة - قراءة القرآن باستخدام القراءة الالسنية والسيميائية النقدية : دراسة حالة سورة مريم (1)