أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - مصر و نشر التطرف الديني .













المزيد.....

مصر و نشر التطرف الديني .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



رغم أن الجميع من محلليين و سياسيين و باحثين يرون أن الدولة السعودية هي الطرف الأبرز في نشر التطرف الديني في العالم ، و في المنطقة المدعوة "عربية" خاصة ، وهو الأمر الصحيح ، فالسعودية تبنت مشروع اسلمة المنطقة بإتفاق سعودي امريكي لمحاصرة المد الشيوعي ،و لكن ورجوعا للواقع فنحن نجد ان السعودية ما كانت لتفعل هذا بدون دعم خارجي يمنحها كل تلك القوة ، فالسعوية ورغم امتلاكها المال ، و لكنها لا تملك الإمكانيات التي تتيح لها ان تحوز على كل ذلك النفوذ وعليه استعانت السعودية في ظل نقص الكوارد بالدولة المصرية ، و التي كانت تملك آلة جبارة من وسائل الدعاية الموروثة عن الحقبة الناصرية ، فبعد وفات جمال عبد الناصر و إعتلاء الرئيس المؤمن انور السادات سدة الحكم ، بدا التحالف السعودي المصري المصري لنشر التطرف في العالم ، وفي ظل مكانة مصر المعتبرة في المنطقة ، كان من السهل جدا تحويل مسار الدعاية الناصرية الى الدعاية الاسلامية ، و بالنسبة لمصر فهي تمتلك من الكوادر المتطرفة الكثير ، فالسادات اخرج جميع المتطرفين الإسلاميين من السجون و فتحلهم الباب ليعملوا ما يريدون و تحديدا ان يحاربو اليساريين و الناصريين ، وعدى هذا تم تكلف مجمع مسبيرو ليكون مجمع لبث التطرف الديني ، وقد ساد في تلك الفترة سيطرة لشيوخ الدين على المجال الإعلامي كما كان الشيخ كشك و الشعراوي و الغزالي الذي اهدر دم فرج فودة ، و مصطفى محمود ، و بدل المسلسلات الراقية والجميلة التي كانت تصدرها مصر ، صارت تصدر أفلام الخلفاء ، و السلاطين ، وتم غسيل دماغ للجمهور الذي لا يجد غير الفضائيات المصرية امامه ، مما أدى الى موجة من التدين المسعور ، خاصة وقد ترافق مع حرب أفغانستان ، والتي تم تجنيد الوف المقاتلين من اجلها ليحاربو العدو الكافر المزعوم الاتحاد السفياتي ، و رغم ان نهاية الرئيس المؤمن كانت على يد احد من اخرج من السجون ، إلا ان مصر استمرت في نفس النهج فقد ظل الخطاب الديني هو السائد وكل ما جرى هو انه تم استبدال الدعاة القدامى الداعين للجهاد و الإرهاب ، الى الدعاة الجدد الداعين للالتزام الديني المعتدل كما سموه ، بينما كان في الحقيقة مجرد عملية تجميل شكلية لافكار إجرامية واحدة ، ولم تدخل السعودية باب نشر التطرف الديني الإعلامي الا متؤخرة بعض تكوين دعاة من السعودية ينافسون الدعاة المصريين كالعريفي و العودة وغيره .

وكما نلاحظ هنا ، فقبل ان تبدا السعودية بنشر تطرفها فمصر فاتقها بعقود ، بل مصر ومع جماعة الاخوان المسلمين قد بدات في نشر التطرف عبر جماعة الاخوان التي كونت لها في فروع في كثير من البلاد كطابور خامس ، يمكن استغلاله في وقت ن وهذا وفي ظل صمت حكومي مفضوح حيث عمل الاخوان على نشر أفكارهم في كل من سوريا والجزائر وغير ها من البلاد ، وكلها انتهى بها الحال بالدمار بالإرهاب ففي الجزائري عاشت البلاد عشرية سوداء بسبب الأفكار الدينية القادمة من مصر ، و التي جاء بها الغزالي تحديدا حين تسلم عمادة جماعة قسنطينة للعلوم الإسلامية وسوريا تدفع اليوم نفسل الثمن ، ومما يزيد الامر غرابة انه حتى مع دخول السيسي على الخط ودعوته لاصلاح الخطاب الديني بعد ان فاحت ريحته الا ان مصر لم تتخلى عن دعم التيارات الدينية ، ومما نراه ان كل همها الان هو التيارات التي لا تحاربها ، وليس رفض الفكر المتطرف بحد ذاته ، وهو ما نوه عليه الكاتب و الإعلامي إبراهيم عيسى ان الدولة المصرية تحارب الإرهاب ولكن لا تحارب الإرهاب ، فمازال الدعاة الجدد كما سماهم والكاتب الصفحي في روز اليوسف ( الدعاة الجدد) يعملون وبكل ارية وبدعم من الدولة ، بل و اخطر من هذا هو تحالف الأجهزة الأمنية مع إرهابيين مفضوحين هم السلفين بزعم ضرب الاخوان ، وهو الامر الذي يحاول استبدال الكوليرى بالطاعون ، و لا يزال في مصر التحريض جارياو نشر الأفكار المتطرفة سواء في الخارج او في الداخل ، ورغم ان السيسي اقفل بعض القنوات الدينية المحرضة على الإرهاب ، الا انه كان توقيف للمعارضين السياسيين وليس للمتطرفين الارهابييين الذيم يدعون لخراب المجتمع المصري نفسه ، فمن يعود للفتنة الطائفية في مصر سيجد انها تبدا وتنتهي مع مشايخ الفتوى الذي يهدرون دماؤ المسيحييين ، وفي ظل غسيل الدماغ والوعود بالجنة ، لا تنفك تنفجر الأوضاع كل مرة ، بل واكثر من السابق فعلى قول الباحث مجدي خليل على احدى الفنوات ان احدات الاعتداء المسيحيين في وقت السيسي فاقت الاعتداءات في عصر السادات ومبارك مجتمعين .

الشيء العجيب الآخر في مصر ، هو ما نسمعه من ان مصر دولة مدنية ، وهي خرافة يروج لها الاعلام المصري للضحك على العالم ، وهذا لكي تبدو في نظرهم دولة حديثة ، بينما الواقع ان المادة الثانية تقول أن المصدر الرئيسي للتشريع هو الشريعة الإسلامية ، فعن أي مدنية يتكلمون ، و أساسا كيف تسمى جمهورية مصر العربية و الجمهور لا يقرر قوانينه ، فالقوانين تستقى من الشريعة ، أي انها دولة ثيوقراطية بإمتيار ، ثم الازهر له مكانة خاصة ، ما يعني انه فوق الدولة و الدستور بدليل انه لا يمكن عزله حتى من رئيس الجمهورية ، و الازهر يتحكم في5 مليون طالب ويفرض عليهم مناهج تشعر الانسان بالخجل لدى قراءتها ، وكم من كاتب حاول فضح هذا الدجل ، و في النهاية كان مصيره السجن فأي دولة مدنية هذه التي تترك امتال برهامي وحسان يخطبون ويسوقون قطعان الغوغاء ، بينماتحبس إسلام بحيري و تحاكم فاطمة ناعوت وإبراهيم عيسى ، فما الفرق بينها هنا وبين السعودية التي تسجن على الآراء الدينية ، ولكن رغم كل هذا يقال ان مصر دولة مدنية ، في حالة من الاستغباء المفضوح ، او ربما هي البلاهية المصرية ، لان من يعود لمصر الجمهورية او الملكية كان يجد الفكر و الفن و الدب ، و التنوير ، ولكن ماذا تقدم اليوم مصر للعالم سوى مختلين عقليا يعتلون شاشات التلفزون و يهرتلون بكلام عفى عليه الزمن ، بل ان السعودية ذاتها بدات تتبرا منه ، فالسعودية اليوم ومن يتباعها يجدها تذهب نحو الحداثة و سمحت مؤخرا للسيدات بقيادة السيارة وسمحت بإذاعة أغاني ام كلثوم بينما في مصر يحاربون الفن ، ويبجلون في الإرهابيين كما حل في جنازة الإرهابي عمر عبد الرحمان ، فهل هذه هي مصر طه حسين و هدى شعراوي ولوييس عوض و فان حمامة ، ام هي مصر محمد حسان و الشيخ يعقوب وغوته الصندوقية ...
المهم هو شيء مؤسف ما جرى لمصر ولست اجد ما أقول لمصر سوى ما قال شويقي لها ذات يوم

(أبا الهَولِ طالَ عَلَيكَ العُصُرْ وَبُلِّغتَ في الأَرضِ أَقصى العُمُرْ
تحرك أبا الهول هذا زمان تحرك كل فيه حتى الحجر ) .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد ونهاية التاريخ
- عن غياب الفن في الإسلام وسبب همجيته.
- حروب دولة الرسول .
- الغرب و صدمة الهمجية .
- الجزائر تعود إلى محمد.
- مِحنة الديوث .
- العرب من دون إسلام 3/3 .
- العرب من دون إسلام 3/2 .
- العرب من دون إسلام 3/1 .
- المرأة الجزائرية و ثورة النواعم الناعمة 3/3.
- المرأة الجزائرية و ثورة النواعم الناعمة 3/2.
- المرأة الجزائرية و ثورة النواعم الناعمة 3/1.
- جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/3 .
- جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/2 .
- جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/1 .
- الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية 2/2.
- الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية 2/1.
- الإسلام و سياسة التشويه كآلية للإستمرار .
- المسلمون ومتلازمة ( جيري هيشفانغ ) .
- لوبيات الجهل المقدس .


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - مصر و نشر التطرف الديني .