أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - التطرف؛ هل أصبح نموذج حياة؟














المزيد.....

التطرف؛ هل أصبح نموذج حياة؟


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 13:25
المحور: القضية الفلسطينية
    



التطرف لغتاً حسب ما جاء في المعاجم اللغوية؛ هو "حد الشيء وحرفه، وعلى عدم الثبات في الأمر، والإبتعاد في الوسطية؛ والخروج عن المألوف ومجاوزة الحد، والبعد عما عليه الجماعة"، وأما التطرف إصطلاحاً، فقد بحث علماء اللغة في العديد من كتب القدماء لتحديد معنى لهذا المصطلح، إلا أنهم لم يستطيعوا تحديد المصطلح بعينه أو بمعنى آخر لم يجدوا ذاك المعنى المقصود "بالتطرف"، وإنما توصلوا إلى كلمة قريبة في معناها منه؛ آلا وهي "الغلو" وهي كلمة وردت في القرآن الكريم على لسان نبينا المصطفى، وتعني بشكل عام تجاوز حد الإعتدال سواء أكان ذلك في العقيدة أو الفكر أو حتى في سلوك الإنسان وتصرفاته.

بشكل عام نستطيع القول؛ بأن التطرف مصطلح يستخدم في وصف بعض الأفكار والأعمال الصادرة عن بعض الأشخاص، والتي تكون غير مبررة سواء كان ذلك في مجال الدين والعقيدة أو في الشأن العام، من حيث ممارسة الشؤون السياسة أو الاجتماعية، وحتى في أسلوب المعاملات التجارية. وإستخدام التطرف كنمط وأسلوب حياة يشكل بحد ذاته تهديد لقيم ومبادئ المجتمع التي أرسى قواعدها ديننا الحنيف، فهو لم يترك مجالاً إلا وبين للناس فيه الحقوق والواجبات كقواعد عامة تحكم وتفصل بين الناس، الأمر الذي أدى في ذاك الوقت لإنتشار الأمن والأمان، إلا أنه ومع الزمن بدأ يقل تمسك البعض بهذه القيم والمبادئ، الأمر الذي أدى أيضا في نهاية المطاف إلى ظهور التطرف والمتطرفين في الكثير من المجالات، والتي بدأ معها معاناة الناس كنتيجة لسلوك وتصرفات المتطرفين، إلا أن الشيء الجدير ذكره هنا؛ هو أن التطرف في مجال التجارة على سبيل المثال لا يقل خطورةً عنها في مجال العقيدة، بمعنى أخر ظهور داعش وما قام ويقوم به من ترويع للناس وتهديدهم بأرواحهم وأولادهم ومتلكاتهم على سبيل المثال، يشبه إلى حد كبير تطرف بعض التجار، خاصة في قيامهم بالعمليات الإحتكارية والتي تؤدي في أحيان كثيرة إلى رفع الأسعار على الناس والشق عليهم في ظل ظروف إقتصادية صعبة.

وهنا؛ نحن لسنا بصدد وضع حلول سحرية للتخلص من التطرف والمتطرفين، فلا شك بأن كافة الحلول التي وضعت للحد من هذه الظاهرة باءت وحتى الآن بالفشل، لأنه إذا أردت إصلاح الشيء فلا بد من معالجة الأسباب الحقيقية له، لا أن تتعامل مع تلك الظواهر الناتجة عن هذه الأسباب فقط، وهذا الأمر بحد ذاته بحاجة إلى تكاتف وتعاون وإخلاص بين كافة الأطراف المسؤولة كلٌ في مكانه، سواء كان ذلك على مستوى الوطن الواحد، أو على مستوى الأمة بأكملها، وعلى الرغم من كل هذا، إلا أن جُل من نستطيع فعله من خلال هذه الكلمات البسيطة، هو "الدعوة" بمعنى دعوة كل شخص لمراجعة نفسه وللتدقيق والتفحيص أكثر في حساباته، واضعاً نُصب عينيه النهاية والتي كُلنا واردُها.



#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلحلة نسبية
- مواقع التواصل وسيلة للتفريغ
- أيُهما أصوب؟
- مُقاربات
- المُعضلة الحقيقية
- صديق صدوق صادق الوعد منصفا
- لنتعلم الصبر منهم
- لكل فعل رد فعل
- بدائل غير واقعية
- أولى خطوات النجاح
- مواقع التواصل سلاح ذو حدي
- إنتصار جديد للمرأة الفلسطينية
- العبرة بالفكرة
- نظرة على بعض قضايا المرأة
- التغيير بمناهج الحياة
- مراهنات
- عادة يجب دثرها
- إغتيال الأمل
- من صور الإنتخابات المحلية
- خربشات (11)


المزيد.....




- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - التطرف؛ هل أصبح نموذج حياة؟