إغتيال الأمل

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 16:16
المحور: القضية الفلسطينية
    

إغتيال الأمل
يوسف عودة
لم يتبقى لنا إلا الأمل، ومع هذا يحاولون اغتياله لإعتقادهم الراسخ بأن إغتياله يُفقدنا ما نملك من إمكانيات تجعلنا صامدين أمام جبروت وظلم البعض، تجعلنا متُمرسين أمام الأحداث التي بدأت تنهمر علينا من كل صوب وحدب، أحداث وظروف تكاتفت فيما بينها نحو تحقيق هدف واحد ووحيد، ألآ وهو إفراغ الكل من محتواهم الخُلقي والوطني وحتى العائلي، الأمر الذي نقل معركتُنا ومُشكلتنا الأساسية إلى فلك المسيرون والمتعاطون مع القضايا بغض النظر عن آليات التعامل والأساليب التي تدار بها النقاشات والحوارات إلى أن وصلت لأساليب أخرى تعمي العيون وتدمي القلوب، فباتت تحوي بين طياتها قدحٌ وذم، سبٌ وشتم، قتلٌ ونصب... وغيرها من هذه الأساليب الغريبة عنا وعن ديننا وأخلاقنا.
مواضيع دخيلة تُفرض علينا، وقضايا غريبة تقتحم حياتُنا، والغريب أنها تبدو في ظاهرها قمة في الأناقة والرقي، والتقدم والحضارة الحديثة، أما جوهرها فمُختلف، ولعل الإختلاف سبب مشكلتنا، حيث أننا لسنا قادرين على تحديد الثغرات التي تستوجب إحداث هذا الإختلاف، هل هي ثغرات خاصة بالمصطلحات وكينونتها، وعملية سير تطبيقها، أم هي ثغرات خاصة بنا وبتفكيرنا ومعتقداتنا الرافضة أحياناً لبعض القضايا والمتجاوزة في أحيان أخرى لبعض القضايا، وهنا؛ لعل التجاوز الذي يحدث في حياتنا للكثير من الأمور المتعلقة بنا له النصيب الأكبر من وجود مثل هذه الثغرات.
بنهاية المطاف؛ لسنا مع تعقيد الأشياء، وبنفس الوقت لسنا مع قتل وإغتيال الأمل، الذي به نحيا ومن أجله ندفع الكثير بغية تحقيقه، فالأمور تشبه إلى حدً كبير لعبة لها أركان وأسس وقواعد وخطوات، على نهج معين، كلما نفذنا المطلوب وحسب الشروط كلما كان بمقدورنا حل لغز اللعبة، وكذلك حياتنا وأمورنا لها أركان وأسس وقواعد وخطوات، ونجاحنا مرهون بحُسن تصرفنا وإلتزامنا بتلك الخطوات والأركان والقواعد، والتي أهمها القوانين الإلهية وليس الوضعية.

#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل